في اليوم العالمي.. نقابة الصحفيين السودانين تتعهد بملاحقة مرتبكي الجرائم ضد الصحفيين
امستردام: السبت 2/ نوفمبر/ 2024م: راديو دبنقا:
دعت نقابة الصحفيين السودانيين، طرفي النزاع إلى احترام القانون الدولي الذي يكفل حماية الصحفيين كمدنيين، ويضمن أمنهم وسلامتهم أثناء أداء عملهم الإعلامي. فيما طالبت “جهر” المؤسسات الإقليمية والدولية، بممارسة المزيد من الضغط على طرفي الصراع لاحترام التزامتهما بالقانون الدولي الإنساني.
أصدرت نقابة الصحفيين السودانيين وصحفيون لحقوق الإنسان “جهر” بيانين منفصلين تحصل عليهما “راديو دبنقا”، بمناسبة الذكرى العاشرة لليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، الذي يوافق الثاني من نوفمبر.
وقالت نقابة الصحفيين السودانيين، ملتزمة بحماية وصون كرامة الصحفيين وحقوقهم الأساسية، وأدانت بشدة كافة أشكال العنف والترهيب التي تستهدف تكميم الأفواه وإسكات الحقيقة.
وأكدت على رفضها القاطع لجرائم القتل والعنف ضد الصحفيين، وشددت على أنه لن تكون هناك حصانة لأي شخص أو جهة تورطت في ارتكاب الجرائم بحق الصحفيين. واعتبرت أن العدالة والمساءلة ضرورة لضمان حرية الصحافة وحمايتها من كافة أشكال الانتهاكات.
انتهاكات في حق الصحفيين:
وقالت النقابة إنَّ وتيرة الانتهاكات ضد الصحفيين والصحفيات قد تصاعدت بشكل غير مسبوق، منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، وطالبت الجهات المعنية، داخلياً وخارجياً، لتحمل مسؤولياتها لضمان محاسبة المعتدين وتوفير الحماية اللازمة للعاملين في الصحافة، الذين يخاطرون بحياتهم لإيصال الحقيقة.
وكشفت النقابة عن توثيقها للانتهاكات التي واجهها الصحفيون خلال فترة الحرب، وسجّلت النقابة مقتل (13) صحفياً وصحفية، بينهم صحفيتان. وتعرّض (11) صحفياً بينهم (3) صحفيات، لاعتداءات جسدية وإصابات، بالإضافة إلى حالة اعتداء جنسي واحدة. كما واجه (30) صحفياً وصحفية بينهم (10) صحفيات، إطلاق نار وقصفاً، ما أسفر عن وفاة (15) من ذويهم وإلحاق أضرار جسيمة بمنازلهم.
إلى جانب ذلك، وثّقت النقابة (60) حالة اختطاف واحتجاز قسري بينهم (9) صحفيات، و(6) بلاغات تعسفية تعيق عمل الصحفيين وتقيد حركتهم. وسُجلت (58) حالة تهديد شخصي منها (26) ضد صحفيات، إضافة إلى (27) حالة اعتداء جسدي ونهب ممتلكات بينها (3) ضد صحفيات.
الملاحقة وتحقيق العدالة:
وتعهدت نقابة الصحفيين السودانيين بملاحقة مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين واتخاذ كافة الإجراءات القانونية لتحقيق العدالة. واعتبرت أن هذه الجرائم تتطلب تحقيقات نزيهة ومحاكمات شفافة، تكفل للضحايا وعائلاتهم الإنصاف وتوفر الردع الضروري لمنع تكرار هذه الاعتداءات الوحشية.
وجددت النقابة دعوتها لطرفي النزاع إلى احترام القانون الدولي الذي يكفل حماية الصحفيين كمدنيين، ويضمن أمنهم وسلامتهم أثناء أداء عملهم الإعلامي. واستنكرت حجب خدمات الاتصالات والإنترنت عن مناطق النزاع وعدته تصرفاً غير إنساني، يعيق الصحفيين عن أداء مهامهم ويمنع المواطنين من الحصول على المعلومات. ودعت النقابة لإعادة هذه الخدمات باعتبارها حقاً أصيلاً، يسهم في تمكين الصحفيين من الوصول إلى الحقائق وتوثيقها بأمان.
ووجهت نقابة الصحفيين السودانيين نداءً عاجلاً إلى الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بصيانة حرية الصحافة لدعم جهود محاسبة المعتدين وحماية الصحفيين السودانيين من المخاطر المحدقة، كي يتمكنوا من أداء رسالتهم في إيصال الحقيقة للعالم.
إنهاء الإفلات من العقاب:
من جهتها عبرت صحفيون لحقوق الإنسان، جهر، عن تقديرها لمبادرات وجهود منظمة (اليونسكو) لـ(إنهاء الإفلات من العقاب فى الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين/ات)، وطالبت بشدة كافة مؤسسات الإتحاد الأفريقي، والمؤسسات الدولية، ومؤسسات الأمم المتحدة المختلفة، وكافة القوي والدول والشعوب المحبة للحرية والسلام والعدالة، إلى المزيد من الضغط المستمر على طرفي الحرب فى السودان، القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، والمليشيات والجماعات المتحالفة معهما، لإحترام إلتزاماتهم الدولية، وفق القانون الدولي الإنساني، تجاه حماية المدنيين وسلامة وحماية الصحفيين/ات.
ودعت جهر، الجميع، لتكثيف الجهود للضغط على طرفي الحرب فى السودان، للإستجابة الفورية، للنداءات الهامة والضرورية المطالبة بفتح الممرات الآمنة لإيصال الإغاثة الإنسانية والدواء والطعام للمتاثرين والمتاثرات، والبلاد تخطو بسرعة فائقة، نحو أخطر كارثة إنسانية فى العالم، وأكبر مجاعة فى التاريخ.
وقالت، جهرن في بيانها: فى الوقت الذي تشهد البلاد، المزيد من الموجات الجديدة من العنف الموجه ضد المدنيين، وبخاصة النساء والأطفال، تزداد وتتسع رقعة المواجهات العسكرية الدامية فى كل جبهات القتال المستمر، فى الخرطوم، ودارفور، وقري ومُدن ولاية الجزيرة، وقد وصلت إنتهاكات حقوق الإنسان فى حرب 15 أبريل 2023، إلى جرائم فظيعة، تندرج تحت الجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، وجرائم الإبادة الجماعية.
وقالت جهر إنَّ طرفي الصراع والمتحالفين معهما، من حركات مسلحة ومليشيات ومستنفرين، مارسوا أبشع أنواع إنتهاكات حقوق الإنسان، وقد ظلوا منذ حرب 15 أبريل 2023، يصادرون الحق فى التغطية الصحفية الحرة والمستقلة والنزيهة للنزاع المسلح فى السودان، مشيرًة إلى أن حياة المدنيين والصحفيين والصحفيات تتعرض للخطر، بما فى ذلك، الإعتقال والتعذيب والقتل والقهر والتهجير.
استهداف ممنهج:
واعتبرت أن هذا الإستهداف الممنهج للصحفيين والصحفيات، يأتي بهدف تحقيق “الإغراق المعلوماتي” وتكثيف “الإظلام الإعلامي” على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين والصحفيين والصحفيات، ولمنع التغطيات الصحفية المهنية والنزيهة والمستقلة، للنزاع المسلح فى السودان، لتسود فى الفضاء الإعلامي، فوضى “البروباقندا الحربية”، ودعوات الإستقطاب الجهوي والمناطقي والعنصري، وممارسة التضليل والإضطراب الإعلامي والمعلوماتي.
وأكدت جهر أن خطاب الكراهية انتشر ووصل أعلى مراحله، ليصبح فى “خطاب كراهية مؤدّي للإبادة الجماعية”، وقالت إنَّ أطراف النزاع المسلح قد وظّفت وخصصت، لهذه الحملات الدعائية، المصروف عليها بسخاء، عشرات المواقع الإليكترونية، تساندها وتدعمها مئات الحسابات فى عالم “الميديا الإجتماعية”، لتحقيق هذه الغايات.
وجددت جهر تعهدها بالاستمرار في جهودها مع كل شركاء النضال المشترك فى المجتمع المهني الصحفي، والمجتمع المدني، والمجتمع الحقوقي السوداني والإقليمي والدولي، لضمان التحقيق العادل والنزيه فى الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين/ات فى السودان، وضمان عدم الإفلات من العقاب، وتقديم الجناة للمسائلة القضائية العادلة، لتحقيق الإنصاف والعدالة، وتأكيد مبدأ عدم الإفلات من العقاب فى الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين والصحفيات.