في أعنف هجوم بري: الجيش يتوغل عبر ثلاث جسور إلى الخرطوم وبحري
أمستردام:26 سبتمبر 2024: راديو دبنقا
شنت القوات المسلحة، منذ الساعة الثالثة من فجر اليوم الخميس، هجوماً بريا واسعاً وقصفاً مدفعياً وجوياً بالخرطوم فيما أعلنت مصادر مقربة من الجيش توغله براً عبر ثلاثة جسور إلى عدد من المواقع في الخرطوم وبحري في حين نفت قوات الدعم السريع ذلك.
وأعلنت حسابات موالية للجيش، على وسائل التواصل الاجتماعي، أن القوات المسلحة تمكنت من عبور ثلاثة جسور هي كبري الحلفايا الذي يربط أمدرمان ببحري، وكبري النيل الأزرق (كبري الحديد، السلاح الطبي) الذي يربط أمدرمان بالخرطوم، وكبري النيل الأبيض (الفتيحاب) الذي يربط أمدرمان والخرطوم، كما أعلنت سيطرة الجيش جزئياً على كبري المك نمر قبالة القريب من القصر الجمهوري.
وكشف عدد من المواطنين من الخرطوم لراديو دبنقا إن الطيران الحربي شن غارات جوية واسعة في السوق المركزي والمقرن واركويت والصحافة والسوق المركزي بالخرطوم، صالحة بأمدرمان، وبحري. مصحوبة بعمليات برية واسعة، وتصاعدت أعمدة الدخان في المقرن ووسط الخرطوم فيما شهدت العمليات هدوءاً منتصف نهار اليوم بدون أن يصدر لجيش والدعم السريع.
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي، منذ فجر اليوم الخميس، مقاطع فيديو عديدة عن عبور قوات الجيش لكبري الحلفايا في بحري والتحامها مع القوات القادمة من معسكر الكدرو في بالقرب من مستشفى الريحان في الكدرو القريبة من حي الإزيرقاب. كما نشر جنود آخرين مقطع فيديو من كبري الحلفايا يؤكدون فيه سيطرتهم على الكبرى الذي يربط بحري بأمدرمان لأول مرة منذ اندلاع الحرب.
كما نشرت حسابات موالية للجيش أيضاً مقطع فيديو يظهر أب وإبنه يرتدون زياً عسكريا أعلنوا خلاله سيطرة الجيش على كبري الحلفايا. وكشف مصادر عن انسحاب الدعم السريع إلى داخل الحلفايا.
وفي أمدرمان، قال مواطنون من حي صالحة بأمدرمان التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع لراديو دبنقا عن قصف جوي ومدفعي عنيف منذ فجر اليوم.
كما كشفت مصادر عسكرية عن أن الجيش تمكن من عبور كبري السلاح الطبي من أمدرمان إلى الخرطوم ولكن لم يتمكن من الانفتاح بشكل واسع في الخرطوم.
رد من الدعم السريع
ولكن الباشا طبيق مستشار قائد الدعم السريع قال في تغريدة على منصة إكس إن قواتهم صدت ثلاثة متحركات من الجيش وحلفائه حاولت عبور جسر الحلفايا باتجاه بحري، وجسري الحديد والفتيحاب من أمدرمان اتجاه الخرطوم بجانب تحرك من الشجرة (الري المصري).
ونشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو من أمام الإدارة العامة للإنتاج البستاني بالقرب من جسر السلاح الطبي تعلن فيه صد الهجوم الذي شنه الجيش عبري كبري السلاح الطبي والفتيحاب. ويبعد مقر الإدارة نحو كيلومتر ونصف عن مدخل كبري السلاح الطبي إلى الخرطوم.
وقال طبيق في تغريدة أخرى على منصة إكس إن قواتهم تمكنت من تدمير القوات التي حاولت عبور كبري الحديد إتجاه الخرطوم (كبري السلاح الطبي أم درمان ) صباح اليوم الخميس.
يوم عصيب
وفي الخرطوم أكد المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام محمد عبد الله كندشة، في صفحته على فيسبوك، إن السوق المركزي في الخرطوم أغلق أبوابه بسبب القصف بالطيران والمدافع، وسط حالة من الرعب والهلع وسط المواطنين الذين فروا مهرولين بالاتجاه الجنوبي وأضاف (يبدو أن اليوم سيكون عصيباً على جنوب الحزام والخرطوم عموماً).
وأظهرت مقاطع فيديو من الخرطوم تصاعد أعمدة الدخان في المقرن ووسط الخرطوم. كما كشفت لجان مقاومة امتداد ناصر بالخرطوم على صفحتها في فيسبوك عن اشتباكات وتدوين مدفعي عنيف بمحيط القيادة العامة صباح اليوم وناشدت جميع سكان البراري الالتزام بمنازلهم. فيما أشارت مصادر إلى انفتاح محدود للجيش بالاتجاه الشرقي من القيادة العامة.
ونشر أفراد من القوات المسلحة مقاطع فيديو من معمل استاك بوسط الخرطوم ومقاطع فيديو أخرى لذات المجموعة قالوا إنها من السوق العربي والنفق المجاور لجامعة السودان. ولكن مصادر مقربة من الجيش نفت صحة سيطرة الجيش على السوق العربي.
ونشر الفريق محاسب حسن داؤود كبرون مدير الإدارة العامة للشؤون المالية بالقوات المسلحة، الموجود بالقيادة العامة منذ اليوم الأول للحرب تسجيلاً صوتياً أعلن خلاله أن معركة تحرير الخرطوم بدأت أمس.
بالمقابل نشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو يظهر إبراهيم بقال وهو أحد منسوبي الدعم السريع بالقرب من كبري الحرية في السوق العربي، ولكن فريق التحقق لراديو دبنقا توصل إلى أن الفيديو قديم وجرى نشره لأول مرة في 8 مايو. ولكن قوات الدعم السريع نشرت مقطعاً آخر بالقرب من مسجد الخرطوم الكبير أكدت فيه صدها الهجوم.
كما تصاعدت أعمدة الدخان بالقرب من المدرعات في الشجرة بالخرطوم حيث أعلنت مصادر موالية للجيش انفتاحه باتجاه الري المصري فيما أعلنت قوات الدعم السريع صد الهجوم.
وتأتي هذه التطورات دون أن تصدر قوات الدعم السريع أو الجيش أي بيان رسمي حول ما يجري على الأرض فيما انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي عدد كبير من المقاطع الفيديو المضللة بشأن الهجوم.
وتهدف العمليات العسكرية الواسعة التي تشنها القوات المسلحة لربط قوات القيادة العامة وسلاح الإشارة والكدرو وحطاب وكرري مما يمكن أن يتيح لها السيطرة الكاملة .
أهداف العمليات
ويرى الباشا طبيق مستشار قائد الدعم السريع قال على منصة إكس إن العمليات تهدف لدعم خطاب البرهان في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبالمقابل قال الخبير العسكري اللواء معاش أمين مجذوب إن الهجمات التي شنها الجيش السوداني صباح اليوم في عدد من المناطق بولاية الخرطوم كان مخططا لها منذ فترة، لكنها تأخرت لحين وصول أسلحة من الخارج، حسب المعلومات التي توفرت له.
ونفى مجذوب، في مقابلة مع راديو دبنقا، أن يكون لتوقيت هذه الهجمات علاقة بالزيارة الحالية لرئيس مجلس السيادة إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واضاف أن الجيش السوداني صار “في قمة الجاهزية” بعد وصول هذه الأسلحة، حسب وصفه.
وتابع قائلا إن هناك عملا متزامنا الآن من أجل إشغال الدعم السريع، مشيرا إلى عمليات عسكرية متزامنة في الخرطوم والجزيرة وسنار والفاشر والنيل الابيض.
واعرب عن اعتقاده بأن الايام المقبلة ربما تشهد “اكتساحا كاملا” من قبل الجيش حسب وصفه.