غرف طوارئ بحري تطالب بعودة الاتصالات
أمستردام: 14 فبراير 2024 : راديو دبنقا
أكد محمد هشام، عضو لجنة الإعلام بغرف طوارئ الخرطوم بحري، أن المدينة تشهد اشتباكات عنيفة منذ بداية الحرب. وأضاف محمد هشام في حديث لراديو دبنقا أن الأوضاع استقرت نوعا ما في الفترة الأخيرة حيث تواجد قوات الجيش في شرق وشمال بحري، بينما تواجد قوات الدعم السريع في غرب وجنوب المدينة، لكن غالبية أحياء بحري توجد بها قوات الدعم السريع. وقال إن هناك مواجهات متقطعة، لكن يمكن أن نقول إن الأوضاع في الآونة الأخيرة كانت هادئة حتى لحظة قطع الاتصالات بينما يستمر القصف المدفعي والهجمات بالمسيرات بين الطرفين. ونوه محمد هشام إلى سقوط عدد غير قليل من المدنيين ضحايا لهذه المواجهات منذ بداية الحرب وخاصة بسبب القصف المدفعي المستمر.
أوضاع إنسانية سيئة
وشدد عضو لجنة الإعلام في غرف طوارئ الخرطوم بحري على أن هناك انعدام شبه كامل في المواد الغذائية ويضاف إلى ذلك فشل الموسم الزراعي. وترتبت على ذلك أوضاع إنسانية سيئة في جانب الغذاء والتموين وكذلك في الجانب الطبي وتعمل غرف الطوارئ بما يتوفر لديها من إمكانيات على سد هذه الحوجات. وكشف محمد هشام أن هناك قرابة 56 مطبخ في بحري تستفيد منه 62 ألف أسرة عبر تقديم الوجبات بجانب كوادر الغرف العاملة في الميدان.
وحول كيفية تمويل أنشطة غرف طوارئ بحري، أشار محمد هشام إلى أنه في البداية كانت هناك تبرعات من مواطني الخرطوم بحري وفي فترة لاحقة تم إنشاء مكتب للعلاقات الخارجية وجلب الاحتياجات المالية لسد الحوجات الإنسانية. وأكد محمد هشام أن كوادر غرف الطوارئ في الميدان يتعرضون لمعاكسات ومضايقات خلال عملهم الميداني ووصل الأمر حد الاعتقال وتوجيه التهم بالرغم من أن دورهم ينحصر في تقديم الخدمات الإنسانية للمواطن.
نقص حاد في خدمات المياه والكهرباء
ونوه عضو لجنة الإعلام بغرف طوارئ الخرطوم بحري إلى أن المدينة تعاني من نقص حاد في خدمات المياه بعد أن توقفت المحطة الرئيسية التي تغذي كل مناطق بحري في بداية الحرب. وجرت محاولة لصيانة المحطة وإعادة تشغيلها بوساطة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر لكنها لم تنجح بسبب الأضرار الكبيرة التي تعرضت لها المحطة. واعتمد السكان في بداية الأمر على (التناكر) التي تنقل المياه من النيل مباشرة، لكن في الوقت الحالي يعتمد السكان على جلب المياه من النيل ولكن عبر نقلها بالدواب أو سيراً على الأقدام بسبب عدم توفر الوقود مما زاد الوضع سوءا. وبالنسبة لإمدادات الكهرباء، عمل المتطوعون من الشباب على إصلاح الأعطال كلما تعرضت محطات الكهرباء أو شبكات نقل الكهرباء لإضرار بسبب المعارك، لكن المؤكد أنه وفي ظل الحرب ليس هناك استقرار في خدمات المياه والكهرباء.
قطع الاتصالات يعمق الكارثة
وأوضح محمد هشام أن غرف طوارئ بحري أنشأت نقطة استجابة سريعة للطوارئ في المدينة بما في ذلك الطوارئ الطبية والتموينية والنفسية والحماية المجتمعية ويتم التنسيق بين كوادرنا في الميدان عبر شبكات الانترنت المحمول وتتم كل التحويلات البنكية عبر شبكة الانترنت. وقد أدى انقطاع شبكات الاتصالات عبر الانترنت إلى الفصل بشكل كامل بين كوادر غرف الطوارئ على الأرض وخارج المدينة وسيتسبب ذلك في نقص كبير جدا في المواد التموينية والمعينات الطبية لأن وصولها يتم من خلال التنسيق عبر شبكة الانترنت.
ويضيف هشام (هناك أيضا الجانب النفسي، والجميع يعي أضرار الحرب النفسية على المواطن ولذلك قامت غرف الطوارئ بإنشاء مكتب للدعم النفسي ويتم كل ذلك عبر الانترنت لتحويل الحالات للمختصين في المكتب. إن انقطاع الاتصالات والانترنت تسبب في ضرر كبير في توفير الغذاء وزيادة المشاكل الطبية وفي الجوانب النفسية). وناشد محمد هشام باسم غرف طوارئ بحري كل أصحاب الاختصاص والمجتمع الإقليمي والدولي بضرورة إرجاع خدمات الانترنت في السودان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.