غرب كردفان: الموت بأغلفة الدواء

الفولة: 4 مارس2024: راديو دبنقا

نشطت تجارة وتهريب الادوية عبر حدود البلاد الغربية من تشاد والحدود الجنوبية من جنوب السودان وليبيا في اقصى الشمال الغربي وغيرها، لتكتظ بالتالي الاسواق الاسبوعية (ام دورور) بالعشرات من رواكيب بيع الدواء وعلى سطح الأرض تحت أشعة الشمس المباشرة، وفي ظروف تخزين غير ملائمة مطلقاً، فالأدوية من مركبة لمركبة أخرى ومن سوق إلى آخر، حيث الغبار والأتربة وأشعة الشمس، وبعض الأدوية قد انتهت مدة صلاحيتها.

وأدى استمرار الحرب في ولاية غرب كردفان لتوقف معظم مستشفيات الولاية التي تحولت إلى منطقة نزوح، وعجزها عن تقديم أبسط الخدمات العلاجية، وكذلك المستوصفات، وانهارت كافة المراكز والوحدات الصحية المنتشرة في القرى والارياف، وتعرضت الصيدليات ومخازن بيع الأدوية والعقاقير الطبية للتدمير والنهب، مما دفع الكثير من التجار لتغيير وجهتهم صوب تجارة الأدوية والسميات سداً للفجوة الدوائية، دون رقابة من أي جهةٍ كانت.

وبالكاد تجد بائع الدواء قد أكمل دورة أسبوعية للإسعافات الأولية، وافضلهم تأهيلا شخص حاصل على شهادة تمريض دون خبرةٍ تذكر، وليس من بينهم صيدلي واحد مؤهل، أما المساعدين الطبيين وكذلك خريجي الأكاديميات الصحية، والمختبرات الطبية، فهؤلاء قد فتحوا لأنفسهم رواكيب للمعاينات الطبية وكتابة الوصفات العلاجية (الروشتات).

وتمتد خريطة أصناف الأدوية المباعة من المضادات الحوية، بما في ذلك حقن (السامكسون والاموكلان) والمسكنات، إلى عقاقير الإسهال والمغص وأدوية دورة الطمث والحمل والولادة وحقن الملاريا والتيفوئيد والحميات وامراض الجهاز الهضمي وعقاقير علاج الأجهزة الحساسة كالقلب والتهابات الكلى والمسالك البولية كالبروستات والتهابات الكبد وغيرها، إلى جانب ما يتوفر من علاجات الأمراض المزمنة كالسكري والضغط وغيرها.

تباع الادوية في هذه الأسواق الأسبوعية كما يباع البصل والثوم دون التفات إلى كونها سميات كيميائية يجب أن تخضع إلى الرقابة الطبية والأخلاقية قبل الرقابة القانونية. ووسط هذه المخاطر يشد المرضى الرحال إلى الاسواق بحثاً عن الموت المغلف بأغلفة الدواء والتداوي.

ادوية معروضة في الاسواق تحت ظلال الرواكيب والشمس في غرب كردفان لا صيدلية ولاصيدلي ولا طبيب يوم الاحد 3 مارس 2024 : نصوير – خاص راديو دبنقا