غازي محي الدين عبد الله كباشي: وداعا قوات الشعب المسلحة و مرحبا بقوات “دقلو” في دولة الإنقاذ ..

لم يتردد “الفريق” محمد حمدان حميدتي قائد قوات الدعم السريع الذي لم يدخل الكليه الحربية ليوم قط ، و لم يتدرب او يلتحق بأي دورة عسكرية تحت اشراف …

بقلم: غازي محي الدين عبد الله كباشي/سلطنة عمان

 

لم يتردد "الفريق" محمد حمدان حميدتي قائد قوات الدعم السريع الذي لم يدخل الكليه الحربية ليوم قط ، و لم يتدرب او يلتحق بأي دورة عسكرية تحت اشراف القوات المسلحة قط ، و لم يحصل على أي شهادة اكاديمية او عسكريه عليا من أي جامعة أو كلية أو مدرسة ثانوية عليا التصريح بأن قواته سوف تبسط الأمن و هيبة الدولة في كل ربوع السودان…مؤكد أن الامر لا يقتصر فقط بعملية جمع السلاح و بسط الأمن في أقليم دارفور بل أن نفوذ الدعم السريع يمتد الى كل الأراضي السوداينة… و لربما أن هذا الأمر كان مهضوماً في السابق لبضع من الشعب و لقلة من القوات المسلحة وذلك ربما لأن ظرف النزاع الأمني في المنطقة قد اتحذ شكلا قبليا و أن الحكومة قد اكتفت بتسليح القبائل العربية للقضاء على تمرد القبائل غير العربية على الدولة دون الزج بالقوات المسلحة في هذا النزاع.. و مما لا شك فيه أن سياسة فرق تسد التي مارستها حكومة الانقاذ باحترافية قد نجحت في تجميل الموقف للبعض.. لقد شكلت قوات الدعم السريع "الجنجويد سابقا" غطاء سياسيا و عسكريا "للفريق" حميدتي استطاع من خلاله أن يفرض نفسه على المركز ويتمدد في كل انحاء البلاد في الوقت الذي بدأ فيه إنحسار كامل لمظاهر قوات الشعب المسلحة على المسرح العكسري و السياسي ايضا.. و أصبح دور قوات الشعب المسلحة محصورا في مكاتب مبنى القيادة العامة و بقية المباني الفاخرة التي انفقت فيها الحكومة مليارات الدولارات لتحجيم دور هذه القوات و حصر نشاطها و نشاط منتسيبيها داخل هذه المباني.. و لا أدري لماذا تدفع حكومة الإنقاذ مرتبات و بدلات و حوافز و تسهيلات لهذا الجيش العاطل بينما تقوم قوات الدعم السريع بالأعمال العسكرية على اكمل وجه.. فهي تمارس دورها في بسط هيبة الدولة والامن في دارفور و من ثم الى بقية أنحاء البلاد وهو اصلا دور قوات الشعب المسلحة .. وهي التي تقاتل في اليمن ضمن قوات الحلفاء و هو دور الجيش و لا شك في أنه متى ما قررت الحكومة فرض هيبة الدولة في حلايب و شلاتين و الفشقة فلن تستعين بصاحب الدور الأصلي قوات الشعب المسلحة ربما لعدم أهليتها أو لعدم استعداد أفرادها القيام بهذا الدور وبالطبع لن تجد الانقاذ افضل من الدعم السريع للقيام بهذه المهمه.. فحرام أن يكابد الشعب السوداني بحثا عن لقمة العيش و يعاني الأمرين بينما معظم ميزانية الدولة تصرف على القوات المسلحة السوادنية التي يمارس أفرادها فترة نقاهة طويلة ما بين النوم في المكاتب الفاخرة و التجوال في شوارع الخرطوم بالسيارات الفارهة.. الأجدر أن تسرح الدولة هذا الجيش العاطل وتحويل ميزانيته الضخمة الى وزارتي الصحة و التعليم لينتفع بها الشعب و اغلاق الكلية الحربية و كلية القادة و الأركان فقد اثبتت قوات الدعم السريع التي لم يدخل اي فرد منها كليه حربية او عسكرية و لم يتلقى اي منهم تدريب عسكري تحت اشراف القوات المسلحة براعتها وفعاليتها في تحقيق كل اهداف الدولة العسكرية و لم تُبْقي شيئا.. أو إما أن تُرسل هؤلاء الضباط و جنودهم الى المشاريع الزراعية و تعلميهم الزراعة و الفلاحة حتى يكونوا منتجين يستحقون الأموال التي تصرفها الدولة عليهم.. على أن ينعم "الفريق" محمد حمدان دقلو "حميدتي" قائد قوات الدعم السريع و اللواء عبد الرحيم حمدان دقلو (شقيق حميدتي) القائد الثاني لقوات الدعم السريع و العميد المتوفي عليه رحمة الله عبد الرحيم جمعة دقلو (ابن عم حميدتي) قائد ثالث في قوات الدعم السريع و 30 عقيد و 40 مقدم و 80 رائد و 320 نقيب وملازم أول و ملازم (كلهم من عائلة دقلو) و قواتهم بالمرتبات و الامتيازات بوصفهم القوات الحقيقية التي تحمي الدولة و تفرض هيبتها بينما هؤلاء المتسكعين من القوات المسلحة الذين استكانوا للراحة و الأعمال المكتبية فلا حاجة للدولة أن تغدق عليهم الأموال و الامتيازات على حساب الشعب السوداني فلسنا بحاجة الى سلاح إشارة أو مدرعات أو مظلات أو مدفعية أو مهندسين أو طيران أو بحرية أو موسيقى فقوات حميدتي تقوم بكل هذه الأدوار فوادعا قوات الشعب المسلحة و مرحبا بقوات "دقلو".. و من اليوم فصاعدا لا تقلق عزيزي المواطن من اكتشاف مئات الأطباء المزيفين في دولة الإنقاذ فالكل مزيف الى حين إثبات عكس ذلك.. والطبيب الناجح لا يحتاج لشهادة علمية لممارسة عمله مثله مثل "الفريق" الناجح لا يحتاج لشهادة عسكرية لفرض هيبة الدولة..

[email protected]

Welcome

Install
×