عن حديث (البرهان) في شهر رمضان
لعل البرهان استدرك أنه ظالم الناس ولنفسه مبين، فمن قبله استيقن البشير ذلك في لحظة تجلي وفي شهر رمضان المبارك أيضا فصرخ وصرح أنه آبق ولا توبة له لقتله الآلاف في دارفور، وحينها سأل عن طريق للاستطهار، وها هو الزمان يستدير وفي الشهر الفضيل ذاته ليردد البرهان ذات المقولة بعبارات وكلمات أخرى، ولن أقول له كما قال سيدنا موسى عليه السلام للظالمين من قومه واقتبس من كتاب الله قوله جل جلاله: ((وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)) (54)، وأقول له لا تقتل نفسك وأزيد أن عليك تحريرها من عوالق تعلمها، والله يعلمها، وسأذكره بقول خالد لسيد الخلق الذي هو أشرف مني ومنه صلى الله عليه وسلم إذ قال: أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّهُ قَدْ دَنَا مِنِّي حُقُوقٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ، فَمَنْ كُنْتُ جَلَدْتُ لَهُ ظَهْرًا، فَهَذَا ظَهْرِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ، وَمَنْ كُنْتُ أَخَذْتُ لَهُ مَالًا فَهَذَا مَالِي فَلْيَأْخُذْ مِنْهُ، وَمَنْ كُنْتُ شَتَمْتُ لَهُ عِرْضًا فَهَذَا عِرْضِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ، وَلَا يَقُلْ رَجُلٌ إِنِّي أَخْشَى الشَّحْنَاءَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا وَإِنَّ الشَّحْنَاءَ -[49]- لَيْسَتْ مِنْ طَبِيعَتِي)) انتهي الاقتباس.