عندما تخطف قوة مدججة بالسلاح إمرأة معاقة !!

لا يعرف الإسلام السياسي باباً للحكم إلا عبر اغتصاب السلطة. لذا فإنّ اعتلاء الدبابة والإنطلاق بها صوب قصر الرئاسة هو أقصر السبل لإقامة حلم الإسلامويين في كل أنحاء العالم بإقامة دولة الخلافة. ليس من بين أدبياتهم وقاموسهم السياسي مصطلحات مثل : الديموقراطية – الدولة المدنية – المجالس النيابية – حقوق الإنسان – المساواة في الحقوق والواجبات! هذه في عرفهم هي لغة النقيض للدولة الإسلامية التي يبشرون بها. لهذا فإنّ برنامج حركة الأخوان المسلمين – كبرى تنظيمات الإسلامويين في هذا العصر- لم يفلح في اعتلاء سدة الحكم في أي مكان عن طريق انتخابات حرة نزيهة ! لن يستطيعوا.. ذلك لأن رؤيتهم قاصرة لقيام الدولة في عصر الإنترنت واقتصاد السوق وعلو صوت الجماهير على طغيان الحاكم !

.

 

 بقلم: فضيلي جمّاع

لا يعرف الإسلام السياسي باباً للحكم إلا عبر اغتصاب السلطة. لذا فإنّ اعتلاء الدبابة والإنطلاق بها صوب قصر الرئاسة هو أقصر السبل لإقامة حلم الإسلامويين في كل أنحاء العالم بإقامة دولة الخلافة. ليس من بين أدبياتهم وقاموسهم السياسي مصطلحات مثل : الديموقراطية – الدولة المدنية – المجالس النيابية – حقوق الإنسان – المساواة في الحقوق والواجبات! هذه في عرفهم هي لغة النقيض للدولة الإسلامية التي يبشرون بها. لهذا فإنّ برنامج حركة الأخوان المسلمين – كبرى تنظيمات الإسلامويين في هذا العصر- لم يفلح في اعتلاء سدة الحكم في أي مكان عن طريق انتخابات حرة نزيهة ! لن يستطيعوا.. ذلك لأن رؤيتهم قاصرة لقيام الدولة في عصر الإنترنت واقتصاد السوق وعلو صوت الجماهير على طغيان الحاكم !

ونحن في السودان يمكننا الإدعاء أن معرفتنا بالنازية الجديدة التي تتدثر برداء الإسلام وتحاول احتكار الدين واستخدامه سوطا وسيفاً ورصاصاً في صدور من يتصدون لهم – نقول بأننا نحن شعب السودان يمكننا الإدعاء بأننا أكثر شعوب الأرض قاطبة معرفة بفشل تجربة الإسلام السياسي التي يقود دبابتها تنظيم الأخوان المسلمين البارع في تغيير لون الجلد. ندعي ذلك لأننا خرجنا من اكثر التجارب مرارة .. تجربة حكم الإسلامويين القهري لشعبنا ثلاثين عاماً عجافاً. وإذ قام شعبنا بثورته الكبرى – ثورة التاسع عشر من ديسمبر 2018 والتي لما تزل جذوتها مشتعلة رغم كل ما تقوم به دولتهم العميقة المتمثلة في مليشياتهم (في القوات المسلحة وفي أجهزة الأمن والشرطة ) – هذه الأجهزة التي دجنوها ومسحوا منها صبغتها الوطنية.. نقول رغماً عما تقوم به الدولة العميقة وأجهزتها القمعية ، فإن جذوة ثورة ديسمبر السلمية ما تزال مشتعلة لقرابة الثلاث سنوات. ندفع بالشهيد تلو الشهيد. يعوي فوق هام شبابنا الرصاص الحي ، بيد أنّهم ماضون في التمسك بشعارات الثورة: (حرية ، سلام وعدالة )! وتشرق شمس كل يوم والشارع السوداني يكتظ بأعداد مهولة من الثوار والثائرات. هدف شعبنا يعرفه القاصي والداني : مدنية خيار الشعب!

وفي الطرف الآخر لا يملك الحالمون باقامة دولتهم في أرض السودان على جماجم وجثث شعبنا المسالم – لا يملكون غير كتائب مدججة بالسلاح تطارد مواطنين عزل، أو تقتحم حرمة البيوت في هزيع الليل لتعتقل النساء والرجال وتسرق الممتلكات ..وقد تفننوا في سرقة الهواتف النقالة وما يجدون من مال ، كثر أم قلّ. إن أي قارئ لمؤلفات العلامة إبن خلدون – وخاصة مقدمته الشهيرة يعرف أنّ كل علامات السقوط والإنهيار في الحكم والسياسة هي ما يمر به الإسلام السياسي في السودان! إفلاس في الرؤية والتطبيق. إعتقالات عشوائية للثوار – ومعظمهم فتية وفتيات في طور الحلم. إصدار بيانات هزيلة ومتضاربة من أجهزتهم الأمنية والشرطية والعسكرية.. بيانات يدري أضعف الناس معرفة بأحكام القانون ومفردات اللغة أنها ملفقة وتضرب ذاتها بذاتها.

قرأت اليوم بياناً للشرطة المدجنة. يعرف الكل أن البيان مقصود به المهندسة أميرة عثمان التي اختطفوها من وسط عائلتها في الساعات الأولى للصباح. تهمة أميرة عثمان – سكرتير المنظمة الطوعية (لا لقهر النساء) – النهم التي لم يفصح عنها البيان الهزيل أن أميرة يسارية وناشطة حقوق إنسان وصلبة المواقف – أكرم بها من بواعث للوعي. ونزيد أنها ظلت تقاتل بالكلمة والتظاهر وهي المعاقة! أما ما ألمح إليه البياان الهزيل فهو أنها تزود الثوار الشباب بالمخدرات !!
هذا النوع من التهم الرخيصة تجاوزته مدارك شعبنا المعبأ بالوعي والرصيد الثوري الضخم عبر أجيال.

إنّ فكراً يسعى لإقامة دولته تحت خوذة وحذاء العسكر، مغالطاً إنجازات إنسان العصر في إرساء دولة الحرية والعدالة والمساواة (الدولة المدنية).. مثل هذا الفكر ولد مشوهاً عديم الحيل. والنتيجة الحتمية كما يحدثنا التاريخ أن ثورات الشعوب هي المنتصرة مهما طال النزال.
تحية النضال للمهندسة الراكزة أميرة عثمان – سكرتير منظمة (لا لقهرالنساء). نؤكد لها أن فكراً يجلد ويغتصب النساء.. ويسدد الرصاص الحي لصدور الشباب والشابات والصبيان، لن تكتب له الحياة في أرض السودان!

نقول لمن لا يعرفنا: نحن شعب – في مثل هذا اليوم الموافق 26 يناير قبل 137 عاماً – قطعنا رأس ممثل الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس !!

Welcome

Install
×