عقار يدعو الحركات المسلحة لتجنب خلق جيش مواز
أمستردام: 13 يناير 2025: راديو دبنقا
أكد نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار بعدم القبول بأي مبادرة تنتقص من سيادة السودان وتهدد أمنه القومي، كما أعلن رفضه أي مبادرة هدفها النهائي إفساح المجال للمليشيا في حياة السودانيين.
وقال في خطاب بمناسبة العام الجديد أمس الأحد إن بعض المبادرات أطراف داخلية وإقليمية ودولية تهدف لإعادة قوات الدعم السريع إلى الحياة العامة ومنها ما افتقر الي آليات التنفيذ.
تجنب خلق جيش موازي
دعا مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة، الحركات المسلحة لتجنب أن تكون مساهمتها الواضحة في الحرب الدائرة، مدخلاً لخلق جيش موازٍ للقوات المسلحة.
كما دعا، في كلمة له بمناسبة العام الجديد أمس الأحد رصدها راديو دبنقا، الحكومة لعدم اهمال سلام جوبا الذي يمثل عهدًا واجب التنفيذ، لمعالجة المظالم التاريخية، تفادياً لإضافة فصل جيد علي كتاب (نقض العُهود).
وأكد ضرورة تشكيل جيش وطني واحد موحد القيادة، يحمي كل السودان وكافة أهله ويشمل القوات المسلحة، والشرطة والأمن والقوات النظامية الأخرى، وقوات الكفاح المسلحة الوطنية.
وقال عقار إن التحدي الأكبر بعد انتهاء الحرب وهو جمع السلاح المنتشر وحصره في يد القوات النظامية، لتجنب تكرار التجارب السابقة، ودعا اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار، وضع برنامج يستصحب آليات تساعد لاحقاً في جمع السلاح بعد استتباب الامن.
التحول الديمقراطي بعد استرداد الدولة
رهن مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الوصول إلى محطة التحول الديمقراطي بما أسماه استرداد الدولة، وتعزيز الهيكل الموحد لها، مؤكدا على ضرورة تأسيس مؤسسات دولة محايدة، تخدم جميع المواطنين دون استثناء.
ودعا للبحث عن شرعية توافقية، من خلال عملية سياسية تأسيسية، تنقل البلاد إلى الشرعية الانتخابية الدستورية، وقيام حكومة مدنية منتخبة، تحقق تطلعات السودانيين. وقال إن الحكومة الحالية أعدت رؤية سياسية وخارطة طريق، تمهد للوصول الي نهاية الأزمة، وتشتمل على إجراءات ومتطلبات الفترة التأسيسية، والدخول في الانتخابات.
تقسيم السودان
واتهم جهات خارجية بمساندة الدعم السريع خلال الحرب الدائرة من بينها الإمارات واتهمها بالسعي للنيل من استقلال البلاد.
وأشار إلى وجود مشروع معد لتقسيم السودان على أسس مناطقية وجهوية، واتهم منظمات إنسانية لم يسمها تحركها دول لها مصالح في تقسيم السودان، تنشط الآن تحت غطاء الخدمات الإنسانية، وتارة تحت غطاء حماية المدنيين. وهم بذلك يختلقون الأسباب، بدءاً بذريعة التأشيرات ذلك، بجانب التركيز علي فتح معبر أدري.
وقال إن الأسلحة والامداد يجري إدخالها إلى قوات الدعم السريع تحت أعين المنظمات وإعلانهم أن السودان بلد مجاعة بغرضِ دخول الاراضي السودانية بدون إذن الحكومة، وبالتالي إدخال قوات تحت ستار حماية المدنيين لأهداف إنسانية ومنظمات الاتحاد الأفريقي، والتي ضعفت أمام هذا التيار وانجرفت معه لتنحرف عن هدفِ تحقيق وحدة وتضامن شعوب القارة، متناسين بأن السودان هو أحد المؤسسين لهذه المؤسسات.
وقال إن ثوار ديسمبر لم يترددوا في حمل السلاح والاصطفاف مع القوات المسلحة في ميادين القتال عندما واجهت البلاد خطر التفكك والانهيار.
وحذر من استغلال مشاركة الثوار في الحرب الدائرة من أجل مصالح حزبية أو سياسية، يمينية كانت او يسارية.
وقال لا فرق بين بين حميدتي والشخصيات المتورطة في السر او العلن في إراقة الدم السوداني والذين شاركوا فعلياً في المعارك او كانوا مخبرين او متعاونين مؤكدا ضرورة معاملتهم بنفس معيار التعامل مع حميدتي وأضاف” لا فرق بين قاتل وآخر”.
واتهم أطراف لم يسمها بالسعي للوصول إلى السلطة على حساب دماء السودانيين، لخدمة مصالح وأجندات خارجية.
هيكلة
وقال إن الحكومة بدأت في إعادة هيكلة مجلس شؤون الاحزاب السياسية، ومراجعة قانون الأحزاب، لمواكبة الراهن السياسي وتوفيق أوضاعها، توطئةً لممارسة واجباتها.
ودعا شباب الحركة الإسلامية، إلى تقييم تجربتها مبينا أن السودان وطن ميزته التعددية العرقية والثقافية والدينية، ولن يُبنى على مشاريع أحادية ضيقة. ودعا لحوار عميق يؤسس السودان على أسس جديدة، فالتنازع لا يقود إلاّ إلى التمزق.
وقال إن الشعب سيخرج من هذه الحرب مرهقًا نفسيًا ومشوهًا، وسيحتاج إلى خارطة طريق واضحة تستند إلى قبول الآخر، وتحقيق العدالة الانتقالية والاجتماعية، وإرساء مبدأ المواطنة المتساوية.
وناشد النازحين واللاجئين بالعودة إلى المناطق التي سيطر عليها الجيش ووعد بوصول الخدمات الأساسية الخدمات الاساسية من مياه وكهرباء وصحة، فور وصولكم.
وأشار إلى إعادة الامداد الكهربائي في مدينة امدرمان الكبري وسنار وسنجة، والتي انقطع عنها التيار الكهربائي منذ يونيو2024
وأشاد بإنجاز الحكومة لامتحانات الشهادة السودانية، واستبدال العملة واستعادة عمل معظم المستشفيات، التي تم تحريرها، وافتتاح خمسة مستشفيات جديدة، وأكثر من (30) قسم متخصص للعناية والأطفال حديثي الولادة.