الخبير في فض النزاعات وبناء السلام والمتخصص في العلاقات السودانية، لروسية إبراهيم موسى زريبة ـ المصدر ـ خاص راديو دبنقا

امستردام: 4/ يونيو/2024م: راديو دبنقا

تقرير : سليمان سري

اعتبر الخبير في فض المنازعات وبناء السلام والمتخصص في العلاقات الروسية السودانية، إبراهيم موسى زريبة أن زيارة وفد بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار إلى روسيا هو امتداد لعلاقات قديمة بدأتها حكومة الإنقاذ إثر عزلتها الدولية بعد فرض العقوبات وحصارها اقتصاديًا ووضعها تحت قائمة الدول الراعية للإرهاب أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001.

وتوجه عقار اليوم، الثلاثاء، إلى  مدينة “سان بطروسبورغ” الروسية فى زيارة رسمية تستغرق عدة أيام للمشاركة في فعاليات الدورة السابعة والعشرين للمنتدى الاقتصادي الدولي بسان بطرسبورغ، رافقه وزراء، الخارجية  المالية والمعادن.

و يجري عقار خلال الزيارة مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن تتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، وتطورات الحرب الدائرة الان وتأثيرها على المحيط الاقليمي والدولي. والاتفاق حول منح روسيا قاعدة عسكرية على الأراضي السودانية بولاية البحر الأحمر.
وتأتي الزيارة في أعقاب تصريحات سفير السودان في روسيا محمد سراج قبل أيام، لوكالة أنباء سبوتنك، التي أكد فيها أن السودان لن يتخلى عن التزاماته ببناء قاعدة بحرية روسية في البحر الأحمر. وأنها تمثل نقطة دعم لوجستي في البحر الأحمر.

عزلة دولية من جديد
وقال الخبير في فض النزاعات وبناء السلام والمتخصص في العلاقات السودانية ـ الروسية، إبراهيم موسى زريبة في مقابلة مع “راديو دبنقا”: إنَّ نظام الإنقاذ اتجه آنذاك بثقله نحو الصين وروسيا لكسر طوق العزلة الدولية المفروضة عليه، وكانت هنالك بروتوكولات عسكرية عديدة لمد السودان بالأسلحة ومدخلات التصنيع الحربي. وقال إن كل الطاقة العسكرية في السودان قائمة على مدخلات تصنيع وتكنولجيا عسكرية روسية.
وأضاف: أن هذه الزيارة امتدادًا لتلك العلاقة القديمة خصوصًا إن الحكومة في بورتسودان تديرها ذات العناصر التي كانت تدير حكومة الإنقاذ، والتي قال بأنها تعاني من نفس ظروف العزلة الدولية التي كانت تعانيها الإنقاذ.
ولفت زريبة إلى أن العالم قد احتفي بالتغيير الذي حققته ثورة ديسمبر وقال إنَّ “برنامج أصدقاء السودان” قدموا كل الدعم الممكن لحكومة الثورة من منح وقروض واعفاء للديون.

وأعاد التذكير بانعقاد مؤتمرات مانحين لدعم السودان، قبل الانقلاب، في كل من برلين والرياض وباريس تقرر فيها إعفاء السودان من الديون وقال كانت هنالك مجهودات  لرفع إسم السودان من  قائمة الدول الراعية للإرهاب

 وقال: زريبة بموجب تلك القرارات عاد السودان للمنظومة العالمية وكان يمكن أن يكون لديه فوائد اقتصادية لكل العالم باعتباره بلد غني بالموارد، وفي المقابل يجني فقط هذا الحصار كان حارمه من الاسواق العالمية لمنتجاته

وتابع: بعد التغيير كان يمكن للسودان ينتعش اقتصاديًا ولكن بعد الانقلاب السودان حرم من كل الموارد والقروض والدولة لم يعد لديها أي موارد، لأن الحرب عطلت الانتاج وعمليات الصادر، وأعتبر أن رحلة عقار محاولة للحصول على الدعم الروسي لتسيير الدولة ودعم المجهود الحربي ووصفه ذلك بأنه نذير سالب، وأرجع ذلك لأن الأسرة الدولية تنادي الطرفين للعودة لطاولة التفاوض بينما تذهب الحكومة إلى روسيا بحثًا عن السلاح، وقال أن لكن كل الرحلات الخارجية للسودان سواء رحلات إيران والجزائر والآن روسيا. كلها الرحلات الخارجية موجهة للحرب.

مايعني أن الحكومة لاتنوي سلام وزيارة روسيا من أجل الحصول على  ميعنات عسكرية وطيران ودعم فني وتكنولجي يعني الهدف الحرب وليس السلام.

غير أن كل ذلك قال أنه توقف بعد انقلاب 25 أكتوبر واصبحت حكومة بورتسودان بلا موارد وتعطل الإنتاج والمنتجات المصدرة بفعل الحرب. وألمح إلى أن زيارة عقار يمكن أن يكون هدفها الحصول على الدعم الروسي لتسيير الدولة ومواصلة الحرب.
وأشار إلى أن الزيارة ضمن سلسلة زيارات متبادلة بين البلدين، وقد تأتي أيضًا ردًا على زيارة وزير الخارجية الروسي

وقال منذ انقلاب 25 اكتوبر2021 بقيادة رئيس المجلس الانتقالي الفريق عبدالفتاح البرهان،  

أصبحت علاقات السودان الخارجية والدبلوماسية السودانية موجهة للحرب وأضاف بالتالي كل الرحلات الخارجية كانت من أجل تحقيق تلك الأهداف، سواء كانت لروسيا أو إيران أو الجزائر، مايعني ان حكومة بورستودان لاتنوي تحقيق السلام ووصف ذلك بأنه نذير سالب
وأكد أن حجم التعاملات العسكرية بين روسيا والسودان كبير وتطمح الحكومة في بورتسودان لمواصلة الحصول على السلاح والطيران والطائرات المسيرة والدعم الفني العسكري وكل ذلك لابد من ان يكون له مقابل.
وقال: “الآن استنفذ السودان كل ما يملك بفعل هذه الحرب وبعد تعطل الصادر واوجه الأنشطة الاقتصادية الأخرى لم يبق إلا ذهب البحر الأحمر وذهب الشمالية لتسديد فواتير التسليح من روسيا ودعم المجهود الحربي.”

ووفقا لمصادر سودانية بحسب “الشرق” فإن مسودة اتفاق سوداني روسي تمتد لـ 25 عاما وتنتهي برغبة أحد الطرفين، و بموجب الإتفاق  تدعم روسيا  الجيش السوداني في العتاد الحربي وفق برتوكول منفصل، وبموجب الاتفاق أيضًا، يجب ألا يتعدى التواجد الروسي 300 فرد فقط، و أن لا تتعدى عدد السفن الموجودة بنقطة الدعم الفني 4 قطع .

روسيا ام أوكرانيا؟
وحول الحفاظ على مستوى التوازن في العلاقات بين روسيا واكرانيا اعتبر الخبير في فض النزاعات والمحلل السياسي ابراهيم زريبة، أن الأخيرة منهكة بفعل الحرب وليس لها ما تقدمه لبورتسودان، وليس هي بدولة ذات نفوذ كي تدعم مواقف بورتسودان في مجلس الأمن او المحافل الدولية الأخرى. لكنه استدرك بقوله إنَّ روسيا هي الأكثر فائدة في تداخلات الأمن القومي والمصالح وهذه هي المبادئ الحاكمة للعلاقات الدولية.
وحول ما تردد عن سماح الحكومة السودانية لمسلحين من أوكرانيا بتعقب المرتزقة الروس وتأثير ذلك على العلاقات، قال زريبة “انا لا استطيع أن أوكد ولا أستطيع أن انفي وجود مرتزقة من الجانبين لكن، وإن وجدوا فإن ذلك ليس بالأمر المهم لا للسودان ولا لروسيا ولا لأوكرانيا ولن يحدثوا فارقًا لصالح أي طرف من أطراف الحرب في السودان. وقال ما يحدث الفارق هو التدخل الدولي العسكري المباشر.
وقال زريبة لم يعرف عن روسيا تقديم المعونات لأغراض انسانية او من أجل التنمية بالتالي كل شيء يقدم من روسيا سيدفع ثمنه الشعب السوداني المكلوم والأجيال القادمة في حالة العقود طويلة الأجل.

ونوه إلى أن كل الحكومات الغربية أوقفت دعمها للسودان بعد انقلاب 25 أكتوبر 202‪1 وتعتبر الحكومة غير شرعية لأنها تنكرت للشرعية الثورية التي قال بأنها اتت بها وابطلت الوثيقة الدستورية. وأضاف “على روسيا أيضا الانتباه لذلك لأنها .قد تخسر اي عقود شرعية مع حكومة غير شرعية في تحكيم أو مقاضاة دولية مستقبلية

مجلس الأمن:

لم يستبعد الخبير في فض النزاعات والمحلل السياسي إبراهيم زريبة إمكانية منح السودان قاعدة عسكرية لروسيا على البحر الأحمر، وأرجع ذلك أسوة بتصريحات وزير المالية جبريل إبراهيم قبل أيام التي قال فيها أنهم سيضطروا لبيع بعض الأراضي ليتمكنوا من مواصلة الحرب.

 وقال زريبة بهذه التصريحات لايمكن استبعاد منح الجانب الروسي قاعدة عسكرية على ساحل البحر الأحمر، وقال إنَّ الحكومة الحالية غير شرعية بالنسبة لمكونات كثيرة من المجتمع الدولي، وأضاف أنهم فقدوا شرعيتهم بعد انقلاب 25 اكتوبر 2021م.

وأوضح أن ثورة ديسمبر هي التي جاءت بالحكومة الحالية وأعطتهم الاعتراف استنادًا على على الوثيقة الدستورية التي قال بأنهم تخلوا عنها بعد انقلاب 25 اكتوبر وقال: بالتالي الآن روسيا تعتمد على حكومة غير شرعية في أنها تتحصل على أصول أو تنفذ مشاريع استراتيجية بحجم قاعدة عسكرية.وأضاف هذا سؤال طبعًا لروسيا التي يجب أن تكون حذرة في التعامل مع الحكومة الحالية.

ونظر زريبة إلى المساحة التي تسيطر عليها الحكومة وقال إنها مسيطرة على فقط ربع أو ثلث الرقعة الجغرافية لخريطة السودان،  وقال بحسابات بسيطة للأراضي المسيطرة عليها الحكومة تعتبر ضئيلة وقال إنَّها كل يوم تتناقص.
وتسائل إن كانت هذه ظروف مواتية بالنسبة لروسيا في أنها تعقد اتفاقية تتعلق بالحصول على أراضي لعقود طويلة المدى في مثل هذه الظروف، من قبل حكومة قال يمكن أن يتم تغييرها تحت اي لحظة.

ودعا القوى السياسية لإطلاق مناشدة الآن لمخاطبة مجلس الأمن عبر مذكرة يمكن أن يوقع عليها رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية “تقدم” ورئيس الوزراء السابق د.عبدالله حمدوك، مشيرًا إلى أنه يمكن أن يتم ذلك أسوة بمشاركته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما رأى بإمكانية أن توقع عليها القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني لكي يتدخل مجلس الأمن، واستدرك قائلاً: لا أعلم إن كنت محقًا في أن هذا اختصاص مجلس الأمن أم لا، لكن أرى أن شيئًا ما يجب القيام به كالتشكيك في مشروعية هذه الصفقة وفي مشروعية الحكومة نفسها.

Welcome

Install
×