عبدالوهاب الافندي : الإسلاميون وجاهلية العنصرية
رغم كثرة الاتهامات لحكومات السودان –وحتى شعبه- باستهداف الأقليات على أساس عرقي، فإن السودان المركزي ظل فريداً في بعده عما شهدته بلدان افريقية وعربية أخرى من تناحر عرقي، ما عدا استثناءات سنعرض لها تؤكد القاعدة. على سبيل المثال، فإن نازحي حرب الجنوب كانوا يلجئون باستمرار إلى المواقع التي تسيطر عليها الحكومة، سواء في الجنوب أو في مدن السودان الشمالي، خاصة العاصمة الخرطوم، دون خوف من استهداف على أساس عرقي. بنفس القدر، فإن غالبية نازحي الحرب في دارفور لجئوا إلى المدن التي يسيطر عليها النظام في دارفور. وقد ظلت غالبية المواطنين في حالة حياد في الصراع بين الأنظمة المتعاقبة والحركات المتمردة في مناطق السودان المختلفة، بل ظل كثير منهم يجاهر بالتعاطف مع الحركات ضد النظام. هذا على الرغم من خطاب بعض هذه الحركات الذي يجرم السودانيين الشماليين بالجملة.