عام ونصف على الحرب.. اقتصاد السودان يتجرع خسائر بمليارات الدولارات!!

أمستردام: الأحد 20 أكتوبر 2024: راديو دبنقا
تقرير – أشرف عبدالعزيز
قال مسؤول سابق بوزارة التجارة السودانية: “إن الحرب المستمرة منذ أكثر من 500 يوم تسببت في خسائر لاقتصاد البلاد تتجاوز 200 مليار دولار، متوقعاً أن يرتفع الرقم أكثر مع الانهيار الحالي.”
وفقدت ملايين الأسر السودانية مصادر دخلها، وتكبدت شركات البلاد ومصانعها وبنيتها التحتية خسائر فادحة لا يمكن حسابها، بسبب القتال المدمر المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023.
وأعرب المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب شخصية، عن مخاوفه من وصول الدولة إلى مرحلة عدم القدرة على تغطية النفقات العامة واستيراد الغذاء والوقود، وتوقف الحياة مع استمرار الحرب، مؤكدا أن كل السلع أصبحت مستوردة إلى البلاد.

اتساع دائرة الخسارة:
وقال عضو سابق في غرفة التجارة السودانية والتاجر أحمد حسن لـ (راديو دبنقا): ” إن دائرة الخسائر اتسعت وضيقت لدى التجار الذين تكبدوا خسائر قياسية بخسارة أموالهم أولا ثم بضائعهم.”
وذكر حسن، أن التقارير الأخيرة في أبريل الفائت أي قبل 6 أشهر، أشارت إلى تآكل العملة المحلية بنحو 56.1% وهو ما يعني مع وصول سعر الدولار مقابل الجنيه حالياً إلى 2600 جنيه إن النسبة تجاوزت 70%.

انخفاض الانتاج:
ومع ذلك قال الخبير الاقتصادي الدكتور هيم محمد فتحي، في حديث لـ(راديو دبنقا) : “إن إنتاج الحبوب في السودان انخفض بمعدل 40% خلال الفترة بين 2022-2023″، مؤكداً أن نصف سكان السودان بعد مرور أكثر من 500 يوم من الحرب عاطلون عن العمل بجانب أن توقف النظام المصرفي أثر كثيراً على سحب الأموال في عدد من الولايات.

وأشار فتحي، إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية كالعدس والأرز بمعدل 400 إلى 600% في عموم البلاد، علاوة على نزوح أو لجوء أكثر من 20 % من سكان السودان من منازلهم إما داخليا أو عبر الحدود بسبب الحرب.
وأكد الخبير الاقتصادي أن السودان خسر 25 % من الناتج المحلي الإجمالي خلال سنة واحدة من الحرب، منوها إلى أن هناك صعوبة في تحديد حجم الخسائر بدقة لكن هناك مؤشرات واضحة بأنّها قد تصل إلى 200 مليار دولار دون حساب خسائر الفرص الاقتصادية الضائعة للبلاد.
وأضاف الاقتصاد انكمش بصورة كبيرة جداً في عام 2023، وقد يصل إلى 40%، وتوقع أيضاً أن ينكمش هذا العام لجهة أن هناك ضمور في الإيرادات، معتبراً أن ذلك طبيعياً لأن المصانع توقفت، والصادرات إلى حد كبير تأثّرت خصوصاً من الولايات الغربية التي لم يعد صادر هناك قادماً منها، بالإضافة إلى تعّطل الإنتاج في كثير من المشروعات ، أو النقل حتى بعد الإنتاج تعّطل.

تصاعد إلتزامات الحرب:
وفي فبراير أقر وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم، خلال مؤتمر صحفي بمدينة بورتسودان بتصاعد التزامات الحرب العسكرية التي يقومون بسداد متطلباتها بالعملة الصعبة.

وحذر خبراء اقتصاديون طيلة الفترة الماضية من انهيار الاقتصاد وتدمير البنى التحتية للدولة التي تجاوزات في تقديراتهم أكثر من 136 مليار دولار، إضافة إلى الخسائر الناجمة عن الصراع في المجالات الزراعية والحيوانية والنباتية التي تقدر بأكثر من 35 مليار دولار.

أوتشا تحذر:
وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية “أوتشا” من مغبة انكماش الاقتصاد السوداني إلى 12% جراء تدمير الحرب للرأس مال البشري في البلاد.
وتوقعت دراسات بحثية ارتفاع مؤشر الفقر في السودان، الذي يعتبر قبل الحرب أحد أفقر دول العالم إلى أكثر من 90% مع تداعيات فقدان مصادر الدخل الشخصي والوظائف وتوقف صرف المرتبات وتحويل الميزانية للحرب.

Welcome

Install
×