(صيحة):(250) حالة اعتداء جنسي في السودان منها (75 )بالجزيرة على يد الدعم السريع

د. هالة الكارب مديرة شبكة منظمات نساء القرن الإفريقي "صيحة" ـ خاص دبنقا.

امستردام : كمبالا : 22 يوليو : راديو دبنقا
أعلنت المديرة الإقليمية لشبكة نساء القرن الإفريقي (صيحة)، هالة الكارب، الإثنين، عن توثيق الشبكة لعدد (250) حالة اعتداء جنسي، ضد النساء، بما في ذلك (75) حالة في ولاية الجزيرة، نتج عنها (14) حالة حمل غير مرغوب فيه، حتى أبريل الماضي.
حمل (25) طفلة
كشفت شاهدة وناشطة حقوقية في المؤتمر الصحفي الذي عقدته (صيحة) مساء اليوم، إسفيرياً، عن حمل (25) قاصرة من قبل أفراد تابعين لقوات الدعم السريع، وأكدت جهل أسرهن بكيفية التعامل مع الوضع، وأشارت إلى أن انتهاكات قوات الدعم السريع في الجزيرة، شملت الاستغلال والاغتصاب والاختطاف، وأكدت أن العنف الجنسي يستخدم كوسيلة ضغط على الأسر. بينما أشار حقوقي آخر إلى وقوع انتهاكات جنسية مروعة في الحلاوين، المدينة عرب، الكاملين داخل البيوت، ومناطق أخرى في الجزيرة.
واستولت قوات الدعم السريع في ديسمبر من العام الماضي على ولاية الجزيرة التي كانت تأوي نحو 6.5 ملايين شخص منهم أكثر من 1.5 مليون شخص نزحوا الى الولاية من دارفور، كردفان، الخرطوم التي كانت تشكل النسبة الاكبر من النازحين
انتهاكات موثقة
من الحالات التي وثقتها (صيحة) بولاية الجزيرة، في الأسبوع الأول من أبريل، تعرضت امرأة في ود مدني للاغتصاب من قبل ثلاثة جنود من قوات الدعم السريع، هددوا بقتل زوجها إذا لم تخضع لهم. نزحت المرأة وزوجها إلى سنار في 29 أبريل، حيث قام الزوج بتطليقها هناك.
وقالت إحدى الشهود في الخامس من مارس، (لصيحة) وهي نفسها ضحية للنهب والتهجير من مدينة (المدينة عرب).
“تعرضنا لهجوم من قبل حوالي عشرة رجال مسلحين دخلوا منزلنا بحثاً عن جنود نظاميين وهددونا بالاغتصاب. في المساء، سمعنا صراخاً من منزل جارنا ووجدنا أن الأم وبناتها الثلاث قد اغتصبن. حالتهن كانت سيئة ورفضن المغادرة، قائلين بعد تعرضهن للاغتصاب”، واضافت: “قررنا مغادرة المدينة عرب في السابعة مساءً، وأثناء تنقلنا في الحي، سمعنا صراخ النساء وهن يتوسلن لعدم اغتصابهن، وأوامر جنود الدعم السريع لهن بخلع ملابسهن”.
كانت هذه الحالة مشابهة بالفعل لحالة أخرى من المدينة عرب وثقتها (صيحة) في تقرير لها عن العنف الجنسي المرتبط بالنزاع بعنوان (ولاية الجزيرة حيث الفظائع الجنسية) وقعت في 11 مارس، حيث تعرضت أم تبلغ من العمر 38 عامًا وابنتاها القاصرتان للاغتصاب الجماعي داخل منزلهم بطريقة مماثلة.
حالة أخرى في 17 أبريل، بمدينة الحصاحيصا شمال مدينة ود مدني، اقتحم أفراد من الدعم السريع منزل بائعة شاي نازحة كانت خارج البيت للعمل، ولمّا لم يجدوا في البيت ما يكفي للسرقة، ضربوا ابنتها البالغة من العمر 17 عاماً وأهانوها واغتصبوها جماعيا.

جانب من المؤتمر الصحفي لشبكة نساء القرن الإفريقي “صيحة” بالعاصمة الأوغندية كمبالا أثناء الإعلان عن تقرير عن الاعتداء الجنسي على النساء في السودان ـ مصدر الصورة موقع صيحة


زواج القاصرات
حسب التقارير الواردة الى(صيحة) فان العديد من الفتيات، بما في ذلك الأطفال، اجبرن على الزواج من أفراد الدعم السريع خلال شهري مارس وأبريل في مدينة ود مدني وضواحيها.
كما وردت تقارير عن اختطاف واسترقاق جنسي.
في الحصاحيصا، تم اختطاف امرأة بعد مقاومة قوات الدعم السريع واحتجازها لمدة خمسة أيام، عُثر عليها مصابة بجروح بالغة تشير إلى تعرضها للاغتصاب المتكرر. وفي حادثة اخري في مارس، اختفت فتاة تبلغ 16عامًا وامرأة تبلغ 29 عامًا، واتضح أنهما اختطفتا وتعرضتا للاغتصاب الجماعي والتعذيب لمدة أربعة أيام.
واكدت التقرير ان النساء في ولاية الجزيرة اتخذن تدابير للحفاظ على سلامتهن، مثل الاختباء نهارًا.، وأفاد مصدر بأن مجموعة من 40 امرأة يبتن معًا في منزل واحد، خوفًا من هجمات الدعم السريع. إحدى النساء أفادت بأن قوات الدعم السريع أجبرت امرأة في مجتمعها على المغادرة، وعادت مصابة بكدمات، مشيرة إلى احتجاز العديد من النساء والفتيات وتعرضهن للاغتصاب والتعذيب.
أنماط
ولفتت الناشطة الحقوقية هديل جعفر الى تتبع الدعم السريع ثلاث أنماط من العنف الجنسي في الجزيرة، الاول يستغل عامل الصدمة، في النهب ثم تفتيش المنازل والاعتداء الجنسي على النساء وقتل أفراد الأسرة، وذلك على اعتبار النساء غنائم. بينما يشمل النمط الثاني اختطاف الفتيات وفرض الزواج القسري أو مقايضتهن مقابل المال.
اما النمط الثالث يشبه الى حد ما النمط الثاني، حيث يحدث بعد استقرار الدعم السريع في المنطقة، لكنه يستهدف نساء معينات مثل بائعات الأطعمة والشاي والنساء في الأماكن العامة، مع قدر أقل من التفاوض مع السكان المحليين. وذكرت جعفر، أن القوات المذكورة، تشعر في هذه المرحلة بقدرتها على ممارسة أعمالها دون الحاجة لموافقة السكان، مما يجعل النمط يتضمن أعمال انتقامية، اختطاف، وزواج قسري، أو استهداف نساء وعائلات محددة.
استهداف النساء في القطاع الطبي غير الرسمي
اشار التقرير الى استهداف العاملات في المجال الطبي والقطاع غير الرسمي ووفقاً لشهود عيان، تتعرض بائعات الأطعمة والشاي في أسواق الحصاحيصا والمعيلق والدباسين والمحيريبا لوحشية وانتهاكات قاسية، ويتم إجبارهنّ على تقديم الطعام والشراب مجاناً، مع تقديم الخدمات للجنود.
كما وردت تقارير عن حالة اغتصاب جماعي لبائعة شاي في الشارع العام وضربها ونهبها في 8 مارس بالحصاحيصا.
وفي 25 مارس، تعرّضت عاملة رعاية صحية أخرى للاعتداء والاغتصاب أثناء عودتها من العمل من أحدي مرافق الرعاية الصحية في ذات المدينة.
سيدات فوق 70
أفادت مصادر (شبكة صيحة) بان نساء فوق سن 70 عاماً، كنّ قبل الحرب قد شكلنّ مجموعة جدات (حبوبات) في جنوب أم درمان، أُجبِرن على تقديم الخدمات للدعم السريع، كما أرغمن على الرقص في حين كان أفراد الدعم السريع يطلقون الرصاص في الهواء ويضحكون عليهنّ. وتحدثت إحدى المصادر من مدينة ود مدني في الثمانينات من عمرها عن تعرّضها للملاحقة واللمس غير اللائق من جنود الدعم السريع في أثناء سيرها للحصول على الطعام.


90% اغتصاب جماعي

أكدت عضو شبكة نساء القرن الإفريقي عادلة أبوبكر، ، أن 90% من الانتهاكات التي تحدث في الجزيرة تتم بواسطة قوات الدعم السريع، وأن 90% من هذه الانتهاكات تشمل الاغتصاب الجماعي. واعتبرت ان هذه الأعمال ممنهجة ومخطط لها بهدف السيطرة على المجتمعات وتهجير السكان من مناطقهم
واقرت بان عملية جمع المعلومات عن الوضع في الجزيرة وغرب سنار صعبة للغاية بسبب انقطاع الاتصالات وعزلة المناطق الريفية وغياب المنظمات الحقوقية، واشارت الى ان الاتصالات بأنظمة الأقمار الصناعية مثل ستارلنك (Starlink)، التي غالبًا ما تتحكم فيها قوات الدعم السريع غير آمنة فضلا عن تكلفتها المرتفعة جدًا، حيث يبلغ سعر 10 دقائق من الإنترنت حوالي 3000 جنيه سوداني، مما يؤدي إلى تأخر أو غياب الإبلاغ عن الانتهاكات.
وردًا على سؤال من (راديو دبنقا) حول ما إذا كانت منظمة صيحة قد وثقت انتهاكات مماثلة للجيش، قالت الكارب إنهم وثقوا حالات تورطت فيها القوات المسلحة واكدت إن جرائم الجيش غير مرتبطة بحرب 15 أبريل فقط. وأعتبرت ترجيح كفة انتهاكات من الدعم السريع، لكونها القوة المسيطرة على الأرض حاليًا.
وشددت الكارب على ضرورة محاسبة أبو عاقلة كيكل وغيره من قادة قوات الدعم السريع المسؤولين عن الانتهاكات المروعة في ولاية الجزيرة عبر محكمة جنائية خاصة تحت سلطة الأمم المتحدة، مثل المحكمة التي أُنشئت بعد مذابح رواندا، للنظر في جرائم الحرب التي ارتكبها الدعم السريع في السودان.

Welcome

Install
×