صحفيون يقيّمون حملة (لا للحرب) ويبحثون تطويرها
كمبالا – الخميس: 25 يناير 2024: راديو دبنقا
نظم مركز الخاتم عدلان للاستنارة ورشة عمل حول الاستراتيجية الإعلامية لحملة “لا للحرب”، بالعاصمة اليوغندية كمبالا، في الفترة من 13 إلى 16 يناير 2024، شارك فيها 30 من (الصحفيين، الإعلاميين، صناع المحتوى، الناشطين).
التفكير الإستراتيجي:
وناقشت الورشة سجالاً على مدى ثلاثة أيام التفكير الاستراتيجي وأهميته في تحديد الغايات، واتخاذ القرارات الموحدة والمتكاملة، وكيف يساهم في حملة “لا للحرب” في وضع رؤى وتصورات للشكل والمكانة التي ترغب أن تكون فيها، فضلاً عن وضع مناهج وتصميم برامج في إطار خطة تتسم بالوضوح، من أجل تحقيق هذه الرؤى.
وتوصل المشاركون إلى أن التفكير الاستراتيجي يساعد على استخدام المبدعين والمخترعين في صياغة الخطة الاستراتيجية لحملة “لا للحرب”، واستشراف أساليب برامجية جديدة، يتوقع أن تنجح أكثر من البرامج المستخدمة في الوقت الراهن.
هدف حملة “لا للحرب”:
في السياق ذاته هدفت حملة “لا للحرب” في مقاصدها الكلية إلى حشد السودانيين والمجتمع الدولي لإنهاء الحرب وهزيمة دعوات التسليح وخطاب الكراهية، والعمل على تحقيق قيم وأهداف ثورة ديسمبر، ونزع المشروعية الأخلاقية عن الحرب عبر مسارات ثلاثة: إعلامي، وحراك شعبي في دول العالم المختلفة، والتواصل مع اللاعبين الإقليميين والدوليين. كما يركز العمل على الوضع الإنساني، ويهدف إلى تحقيق العدالة والمحاسبة ضد الانتهاكات وجرائم الكراهية.
الأهداف:
في المقابل تم التوصل إلى أهداف واضحة ومحددة، وتحديد الأطراف الفاعلة والمهددات الخارجية، والتركيز على الفرص والتحديات تمثلث في تسليط الضوء على الأسباب الحقيقية للحرب ونزع المشروعية الأخلاقية عنها وعكس الأوضاع الإنسانية المتردية في مجالات الغذاء والعلاج والتعليم والتواصل مع المنظمات الإقليمية والدولية والمكونات المحلية لحشد الدعم اللازم ورصد ونشر الانتهاكات من أجل محاسبة الجناة ، فضلاُ عن ملاحقة من يقومون بالتحريض على القتل ونشر ثقافة الكراهية في الدول التي يقيمون فيها عبر شركات التواصل الاجتماعي وكشف التضليل الإعلامي وبناء خطاب مضاد بالإضافة تحقيق العدالة والمحاسبة ضد الانتهاكات وجرائم الكراهية.
نقاط القوة:
حدد المشاركون نقاط القوة للحملة لوضع خطة استراتيجية بأنها تتمثل في الموقف الأخلاقي التاريخي لإنهاء الحرب وتوفر الخبرات وتنوعها (الموارد البشرية) فضلاً عن وجود منصات إعلامية داعمة لإنهاء الحرب والقدرة على الرصد والتوثيق (النقابات، اللجان، غرف الطوارئ، الخ…).
نقاط الضعف:
وبحسب المشاركين تمثلت نقاط الضعف في غياب الجهد المؤسسي الفاعل في مجالات التدريب المستمر على أحدث المهارات والتقنيات الإعلامية وبناء شبكة علاقات عامة مؤثرة تتواصل مع القنوات الفضائية لتأمين حضور الإعلاميين والمثقفين المناهضين للحرب، بالإضافة إلى ضعف الموارد المالية اللازمة لإنجاح الخطاب الإعلامي المناهض للحرب وعدم التوظيف الفعال للرموز الإعلامية والفنية والدينية والأهلية وضعف الخبرات والامكانيات التقنية والتنظيمية.
الفرص:
ورأى المشاركون أن الفرص الاستراتيجية الداخلية لحملة لا للحرب تظهر بجلاء اشتداد وطأة الحرب وتأثير ذلك على البلد والمواطنين على المستويات كافة، وإمكانية الوصول إلى مكونات المجتمع المختلفة فضلاً ظهور تيار رافض للحرب في طرفي الصراع ووجود كيانات مدنية منظمة رافضة للحرب (تقدم مثلا)، وكذلك وجود اصطفاف كبير وسط المبدعين (فنانين ومفكرين) بمختلف مجالاتهم مناصر لحملة وقف الحرب.
الفرص الخارجية:
أما الفرص الخارجية المتوفرة للحملة تتمثل في وجود عدد كبير من السودانيين في الخارج بإمكانهم ممارسة الضغوط لإنهاء الحرب، وكذلك منبري (جدة والايقاد) وشخصيات نافذة ومؤثرة في المنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات مدنية ومراكز سودانية يمكن الاستفادة منها حسب مجالها لتدريب كوادر داعية لإنهاء الحرب، ويمكنها التأثير على اللاجئين هناك.
هذا بالإضافة إلى تخوف دول الجوار من تمدد الحرب في أراضيها وكذلك من تدفق السلاح والمتطرفين العنيفين.
التحديات:
أشار المشاركون إلى التحديات الماثلة والتي تواجه الخطة الاستراتيجية وأبرزها الدعوة إلى تسليح المواطنين تحت مسمى المقاومة الشعبية المسلحة وانتشار خطاب الكراهية وتفشيه وسط قطاعات عريضة من المجتمع وصدور قرارات من الولاة بحل لجان المقاومة وطرد منسوبي الحرية والتغيير فضلاً عن ظاهرة التجنيد على أساس قبلي وجهوي وشيطنة وتخوين كل من يقول: لا للحرب واستقطاب مبدعين وإعلاميين للدعوة لاستمرار الحرب، بالإضافة لوجود عناصر غير منظمة داخل طرفي الحرب (كتيبة البراء في الجيش ومجموعات النهابة في الدعم السريع) وكذلك التضليل الإعلامي المنظم ونشر الشائعات باستخدام أحدث الأساليب التكنولوجية كالذكاء الاصطناعي.
وتهدف حملة “لا للحرب” إلى توظيف جميع الإمكانات البشرية والمادية لإنهاء الحرب ومناهضة خطاب الكراهية، والعمل على رتق النسيج الاجتماعي عبر جهد منظم وفعال قادر على الوصول إلى جميع الفاعلين داخلياً وخارجياً لإنجاح الحملة.