“صحافيون تحت النار” فعالية تسلط الضوء على دور وسائل الإعلام في زمن الحرب

مع استمرار تدهور المشهد الإعلامي في السودان وسط الأعمال العدائية المستمرة طوال عام 2024، مع ارتفاع مثير للقلق في العنف ضد الصحفيين، استمع المشاركون في  “صحفيون تحت النار “، وهو حدث جانبي رفيع المستوى للدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف أمس، من العديد من المتحدثين حول الأهمية القصوى لوسائل الإعلام المستقلة، ليس فقط لإبقاء العالم على اطلاع بالكارثة الإنسانية المستمرة، ولكن باعتبارها شريان حياة حيوي لملايين الأشخاص في السودان.

في مقابلة حصرية مع رئيس تحرير راديو دبنقا كمال الصادق، أكد سفير هولندا لحقوق الإنسان فيم خيرتس على الدور الأساسي لوسائل الإعلام، ولماذا تحتاج إلى دعم من المجتمع الدولي.

يقول السفير خيرتس: “إن وجود وسائل إعلام مستقلة، وخاصة في حالات الحرب والصراع، أمر بالغ الأهمية”. إنه أمر بالغ الأهمية ويشكل بالنسبة للعديد من الناس شريان حياة. ويضيف: “إن الأمر يتعلق بتلقي معلومات موضوعية، وأحيانًا يكون له أهمية حيوية من حيث التأكد من أن الناس يعرفون إلى أين يذهبون أو إلى أين لا يذهبون”.

وأشاد خيرتس بالالتزام المستمر من جانب إذاعة وتلفزيون دبنقا، التي تظل الإذاعة الإخبارية السودانية الوحيدة ذات التغطية الوطنية القادرة على الدفاع عن الشعب السوداني من المعلومات المضللة والمعلومات الخاطئة والمعلومات المضللة.

ويقول خيرتس “أعتقد أن راديو دبنقا يقوم بعمل رائع ويستحق الدعم الكامل، وأنا سعيد لأن هولندا قادرة على لعب دور هناك، لأن راديو دبنقا يلعب دوراً حاسماً للغاية هناك [في السودان]”.

وفيما يتعلق بحقوق الإنسان والإعلام في السودان، أكد خيرتس أنه في ظل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، فإن “الناس لديهم الحق في المعرفة”.

خيرتس: “إن ما نراه في السودان هو انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان. هناك بعثة لتقصي الحقائق في السودان، وقد كتبوا تقارير وما أوردوه مروع حقا. هناك الكثير من الأرواح البريئة المتضررة من المجاعة. الناس لديهم الحق في المعرفة، والحصول على ما يكفي من الطعام والشراب وهناك الكثير من انعدام الأمن الغذائي”.

في المقابلة، يأسف خيرتس قائلاً: “هناك الكثير من العنف الجنسي، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. لذا هناك العديد من الجوانب المختلفة المتعلقة بحقوق الإنسان التي يتم انتهاكها في السودان… من المهم حقًا أن يعرف العالم عن هذا الصراع، ومرة ​​أخرى، تلعب وسائل الإعلام دورًا مهمًا للغاية”.

ويقول خيرتس إن نتائج حدث “الصحفيون تحت النار“ أضافت زخماً إلى تصميم بلاده على دعم وسائل الإعلام المستقلة في السودان: “بعد أن استمعت بعناية شديدة إلى الجلسة التي عقدناها للتو، أصبحت أكثر تحفيزاً لرؤية كيف يمكننا المساعدة في ضمان قدرة وسائل الإعلام على القيام بعملها في السودان، حتى في ظل هذه الظروف الصعبة للغاية”.

في تعليقها على الحدث، أكدت روث كرونينبيرج، المديرة التنفيذية لمنظمة ” فري برس أنليميتد” غير الحكومية ، أن “سترة الصحافة، التي كانت ذات يوم رمزًا للحماية، أصبحت الآن هدفًا”.

وقال كرونينبيرج، التي تساعد منظمتها المنظمات الإعلامية المستقلة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك راديو دبنقا، “لقد شهدنا زيادة مقلقة في العنف ضد الصحفيين، مما يعرض للخطر ليس فقط سلامتهم وحياتهم، ولكن أيضًا الحق الأساسي في الوصول إلى المعلومات الموثوقة”.

في كلمته أمام المؤتمر، ذكّر رئيس تحرير راديو وتلفزيون دبنقا، كمال الصادق، المشاركين: “إن الحرب في السودان ليست مجرد صراع بالسلاح، بل هي معركة من أجل الحقيقة. إن إسكات القلم مأساة للشعب السوداني، وتهديد للديمقراطية في كل مكان.

“غرقت المؤسسات الإعلامية السودانية في صمت مميت، حيث توقفت أكثر من 90% من هذه المؤسسات عن العمل منذ اندلاع الصراع.

وقال إن “الإحصائيات قاتمة، فقد قُتل 23 صحفيًا منذ بداية الحرب، وفقًا لنقابة الصحفيين السودانيين، ولم تعد عمليات الاغتيال تقتصر على الصحفيين، بل تشمل الآن أي شخص يشتبه في تعاونه معهم”، وأضاف: “بلغ إجمالي الانتهاكات ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية 509 انتهاكًا موثقًا منذ اندلاع الصراع. 5 أبريل 2023”.

أقيمت فعالية “الصحفيون تحت النار“ على هامش الدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، والتي تعقد حاليًا في جنيف بسويسرا. وركزت الفعالية على كيفية حماية حق الصحفيين والمدنيين في الوصول إلى المعلومات في أوقات النزاع، واستمعت إلى تجارب مشتركة لصحفيين من غزة وأوكرانيا والسودان، بما في ذلك رئيس تحرير  راديو دبنقا – كمال الصادق، حيث استعرضوا تأثير وسائل الإعلام المستقلة كشريان حياة في الصراع، ولماذا يحتاج الصحفيون إلى الحماية.