شوقي عبد العظيم التصعيد العسكري نتيجة لفشل مفاوضات جدة
الخرطوم، 7 ديسمبر 2023: راديو دبنقا
وصف الكاتب والصحفي، شوقي عبد العظيم، ما صدر عن وزير الخارجية الأمريكي سيكون له تأثير كبير جدا على الشارع العام وبالذات على الأطراف المتحاربة أو الداعمين لطرف من أطراف الحرب وهم في غالبهم من الإسلاميين. ونوه شوقي عبد العظيم إلى أن الخطاب الذي صدر وسبقته عقوبات على قيادات من الإسلاميين، صلاح قوش وطه الحسين ومحمد عطا المولى، أكد أن هذه الحرب تدار من قبل هؤلاء الإسلاميين.
وأكد على أن وصف الأطراف المتحاربة بأنها ارتكبت انتهاكات وجرائم حرب ومن بينهم الجيش نفسه، أدى إلى إحباط كبير ووضع الجيش في موضع صعب جدا أمام الرأي العام السوداني خصوصا وأن الكثيرين كانوا يروجون إلى أن الدعم السريع فقط هو الذي ارتكب هذه الانتهاكات ما يؤثر مباشرة في سردية الحرب نفسها وبأن هذه الأطراف تقاتل للوصول إلى السلطة وللحصول على مكاسب وبالتالي يمكن أن يرتكبوا فظائع لا حد لها ضد الشعب السوداني.
واعتبر شوقي عبد العظيم أن هذا التطور سيؤدي إلى تعزيز الرأي العام المنادي بضرورة إيقاف الحرب، أو لا للحرب ونشر حالة من الإحباط وسط القوى الداعمة للحرب. وأضاف إن الموقف الأمريكي يساند ويدعم اتجاه وقف الحرب ويشير إلى ان المجتمع الدولي وبالذات الولايات المتحدة لديها توجه واضح ووجهة نظر تجاه الحرب في السودان. ومن الواضح أن ذلك سيؤثر على الأطراف المتحاربة أو الأطراف التي تدعم المتحاربين الآن في السودان بما يمهد لوقف الحرب.
أشار شوقي عبد العظيم في حديثه لراديو دبنقا إلى أن الإدارة الأمريكية ومجلس الشيوخ والكونجرس ووزارة الخارجية لوحوا بأن الولايات المتحدة ستتعامل بجدية مع ما يحدث في السودان بضرورة وقف الحرب والعودة إلى المسار المدني، وأن كل ذلك سيكون له تأثير كبير في المرحلة المقبلة على القتال والعودة للتحول المدني الديمقراطي.
وحول تصعيد العمليات العسكرية في الأيام الأخيرة، أشار الكاتب الصحفي شوقي عبد العظيم في حديثه لراديو دبنقا بأن ما حدث في جدة له تأثير كبير على العمليات في الأرض، خصوصا فشل المفاوضات في جدة التي كان الكثيرون يعلقون عليه الآمال لوقف هذه الحرب. “الجيش بالذات عندما تعنت ورفض كل الحلول السلمية لهذه الحرب كان عليه أن يثبت للداعمين له بأنه قادر على الاستمرار في الحرب وقادر على القتال، ومن الواضح أن الجيش لم يعد لديه فعالية كبيرة في دارفور ولذلك هو يصعد الآن في الخرطوم والتصعيد حقيقة هو من جهة الجيش بشكل كبير وفي محاولة لاسترداد بعض المناطق وإرغام الدعم السريع على الخروج من العاصمة الخرطوم باعتبار أن ذلك هو المطلب الأساسي للشارع بأن يخرجوا من بيوت الناس.
وذكر شوقي عبد العظيم أن هذه سردية يرددها الجيش ومن يدعمونه بأنه يجب الخروج من بيوت الناس ويمثل ذلك الهدف الرئيسي لمعركة الخرطوم. ويحاول الجيش العودة للمشهد بعد فشل المفاوضات في جدة وفشل المنابر التي تدعو لوقف الحرب سلميا بالتوصل لاتفاق بين الجيش والدعم السريع. يصعد الجيش من عملياته العسكرية حاليا حتى يقنع مسانديه أنه لا يريد الحلول عن طريق التفاوض فقط.
انحصرت مهمة الجيش حاليا في الخرطوم وبصورة أكبر من الولايات التي تشهد المعارك مثل كردفان ودارفور وهو يصعد الآن ويستخدم كل ما لديه حتى يؤكد أنه جاد وماض في مطالب الجماهير التي تدعمه أو الذين يدعمونه في هذه الحرب.