سياسيون :خطابي البرهان – حميدتي تصعيد للحرب ومفارقة للسلام

الفريق عبد الفتاح البرهان والفريق محمد حمدان حميدتي - أرشيف
أمستردام :31 مارس 2025 :راديو دبنقا
اثار خطابي قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الفريق البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق حميدتي بمناسبة بعيد الفطر ردود أفعال واسعة بين السودانيين والقوي السياسية لما حواه من تضاد وتصعيد للحرب وبعدا عن السلام ووقف اطلاق النار . و انتقد البروفيسور صديق تاور، عضو المجلس السيادة السابق خطابي البرهان، و (حميدتي)، في العيد ، وقال لراديو دبنقا ان الجنرالين افتقرا في خطابيهما إلى الروح الدينية والإنسانية التي تقتضيها المناسبة، في ظل حرب وصفها بـ”العبثية المجنونة” دخلت عامها الثالث .
وكان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الفريق البرهان قال في كلمته بمناسبة العيد “لا تراجع عن هزيمة وسحق الدعم السريع و “لا تراجع ولا مساومة ولا تفاوض” مع الدعم فيما توعد قائد الدعم السريع الفريق حميدتي في المقابل بمواصلة القتال وقال”الحرب لم تنتهِ بعد.. هي مازالت في بداياتها …. وليس لدينا معهم نقاش غير البندقية.)
وقال البروفسير صديق تاور في تعليقه إن الشعب السوداني كان يأمل أن تحمل الخطابات بشائر بوقف الحرب التي خلفت دمارًا واسعًا وشردت الملايين، لكنها جاءت خالية من أي التزام حقيقي بإنهاء النزاع. وأضاف لراديو دبنقا أن هذه الحرب، التي اعتبرها من أطول الحروب الداخلية في المنطقة، تمثل “أكبر جريمة تُرتكب بحق الشعب”، بالنظر إلى الفظائع التي صاحبتها، وحالة الفوضى وسيادة اللاقانون، فضلًا عن التهديدات الخطيرة لوحدة البلاد. وناشد الطرفين للجلوس إلى طاولة التفاوض، إذا كانا صادقين في نواياهما تجاه الشعب السوداني، مؤكدًا أن استمرارهما في الحرب يعكس دوافع غير وطنية، نابعة من أطماع انقلابية بدأت منذ 25 أكتوبر 2021، حيث يسعى كل منهما للسيطرة على السلطة وفرض أجندته على البلاد.
وفي تعليقه على خطاب البرهان، أشار تاور إلى أنه ظل يتحدث “بلسانين”، لافتًا إلى أن تغير الموازين العسكرية لصالح الجيش، لا سيما في الخرطوم والجزيرة، جاء نتيجة للإنهاك السياسي الذي أصاب قوات الدعم السريع بسبب ممارساتها، والتي ألحقت بها خسائر سياسية تفوق خسائرها العسكرية. وفي المقابل، رأى أن الدعم السريع سعى إلى اكتساب بعد سياسي جديد عبر تحالفاته الأخيرة في نيروبي مع بعض الحركات والقوى السياسية المنقسمة.
وأوضح تاور أن هذه المتغيرات السياسية والعسكرية كان ينبغي أن تدفع الطرفين إلى تقديم رؤية واضحة لإنهاء الحرب، إلا أن خطابهما لم يحمل أي بادرة لحل سلمي ينهي معاناة المدنيين، الذين أصبحوا ضحايا للقذائف العشوائية من قبل الدعم السريع، والقصف الجوي الذي يخطئ أهدافه العسكرية ويصيب الأحياء والأسواق.
وأكد تاور أن الشعب السوداني لم يكن طرفًا في هذه الحرب حتى يُصنَّف كحاضنة لأي من الطرفين، مشددًا على أن السودانيين في الداخل والخارج كانوا يتطلعون إلى سماع موقف جاد من القيادتين لإنهاء النزاع عبر حلول سلمية، إلا أن كليهما لا يزالان متمسكين بالتصعيد رغم علمهما بأن أي حرب، مهما طالت، ستنتهي بالتفاوض.
من جانبه استهجن جعفر حسن القيادي في تحالف صمود خطابي البرهان وحميدتي وقال لراديو دبنقا (الشعب السوداني في مثل هذه المناسبات يتطلع ان يسمع خطاب عيدية وإيقاف حرب لا دقا لطبولها ) واوضح ان التوجه الصحيح الان ان نسعى لإيقاف الحب بدلا من الانتصارات التي يعلنها الأطراف من هنا وهناك الخاسر فيها المواطن السوداني. وأضاف (كان على البرهان ان ينتهز هذه المناسبة بعد إعلانه استلام الخرطوم ان يعلن للشعب السوداني خططه للمرحلة المقبلة بالتوجه لإيقاف الحرب وبالمثل كذلك بالنسبة لحميدتي بعد خروج قواته من الخرطوم .وابدي جسن أسفه من استغلال الجنرالين المناسبة لتصعيد الحرب واغلاقهما باب السلام.
ومنذ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا دامية أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح أو لجوء نحو 15 مليونا، بحسب تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّرت دراسة لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا