سقوط ود مدني يثير التساؤلات حول قدرات الجيش ومستقبل السودان
راديو دبنقا | واشنطن | عبد المنعم شيخ إدريس
نشرت صحيفة النيويورك تايمز (تعتبر الأولى في الولايات المتحدة) الأربعاء تقريراً تحليلياً مطولاً عن أثر سقوط مدينة واد مدني على تطور الصراع في السودان. وإليكم تلخيصاً لأهم ما جاء فيه:-
في تطور مفاجئ، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة ود مدني، وهي مدينة محورية في قلب السودان الزراعي، في غضون أربعة أيام فقط. ولم ترسل هذه السيطرة السريعة موجات صدمة عبر البلاد فحسب، بل أثارت أيضًا تساؤلات خطيرة حول قدرات الجيش السوداني، مما يشير إلى مرحلة أكثر خطورة في الحرب الأهلية المستمرة التي عطلت الحياة في البلاد.
سقطت ود مدني، حيث لجأ إليها عشرات الآلاف من القتال الذي اندلع في العاصمة الخرطوم في أبريل، تحت سيطرة قوات الدعم السريع يوم الثلاثاء. وقد وجهت ذلك ضربة قوية لمصداقية الجيش والتزامه بحماية المدنيين، مما اضطر الكثير منهم إلى الفرار مرة أخرى
عبرت أمينة الجنيد، خريجة العلاقات الدولية البالغة من العمر 21 عامًا والتي هربت من ود مدني، عن الشعور السائد وسط سكان مدني قائلة: “الاكتئاب هو أقل ما يقال عن شعورنا. الناس مدمرون لأنهم الآن يشعرون بعدم الأمان في أي مكان في البلاد.”
وفي خطوة غير عادية، أكد الجيش انسحابه من المدينة مساء الثلاثاء وبدأ تحقيقا في ملابسات هذه الهزيمة
ألقت الخسارة بظلال من الشك على مستقبل الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش ورئيس الدولة السوداني. ويحذر المحللون من أن دول الجوار قد تنجرف إلى الصراع، مع احتمال تصعيد القوى الأجنبية مثل الإمارات العربية المتحدة لتورطها في الحرب
أدى استيلاء قوات الدعم السريع إلى خوف المواطنين السودانيين من حكم قوة شبه عسكرية معروفة بنهب العاصمة ومتهمة بارتكاب جرائم حرب في دارفور. وأودت الحرب بحياة ما لا يقل عن 10 آلاف شخص، على الرغم من أن العدد الفعلي يعتقد أنه أعلى بكثير.
وفر حوالي 300 ألف شخص من ود مدني في الأيام الأخيرة، مما دفع الأمم المتحدة إلى الإعلان عن مخاوفها بشأن العمليات الإنسانية، فيما علقت وكالات الإغاثة أنشطتها ونقلت الأمم المتحدة موظفيها إلى مناطق أكثر أمانًا
وصرحت صوفي كارلسون، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان، “لقد عاش الشعب السوداني ثمانية أشهر من الرعب، والوضع الإنساني يزداد سوءًا”.
ووسط هذه الفوضى، يحاول الناس فهم تكتيكات الجيش والجنرال البرهان. وقد نجحت قوات الدعم السريع، المسلحة بصواريخ مضادة للطائرات قدمتها مجموعة فاغنر الروسية، في التصدي للتفوق الجوي للجيش.
ويعزو الخبراء انتكاسات الجيش إلى قضايا تاريخية، مشيرين إلى اعتماده على الميليشيات القبلية خلال نظام عمر حسن البشير، كما أن عدم قدرة الجيش على التكيف مع متطلبات الصراع المستمر قد كشفت عن نقاط ضعفه
قد يشجع سقوط ود مدني قوات الدعم السريع على استهداف مدن رئيسية أخرى، مما يشكل تهديدًا خطيرًا للاستقرار. وقد ألمح قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو، إلى طموحات أوسع، مشيرًا إلى أن قواته لن تصبح جيشًا بديلًا، مما قد يقوض سلطة الجنرال البرهان
ومع تطور الوضع، تزداد المخاوف من التدخل الأجنبي، حيث يمكن لدول مثل إريتريا والإمارات العربية المتحدة أن تسهم في تفاقم الصراع، كما أن عدم استقرار السودان سيكون له عواقب بعيدة المدى على المنطقة.
في الوقت الحالي، يواجه السودانيون مستقبلاً مجهولاً، حيث يعانون من النزوح ونقص الموارد وتفاقم الأزمة الإنسانية. لخصت السيدة الجنيد الشعور السائد بالقول: “نحن جميعًا وقعنا في الفخ”.