سفير سابق لدى الاتحاد الأفريقي يعتبر المساعي لإعادة فتح مكتب اتصال للإتحاد بالسودان نافذة هامة للحوار والتواصل
امستردام: الخميس 17 أكتوبر 2024: راديو دبنقا
اعتبر السفير السابق د.عبدالمحمود عبدالحليم إعادة فتح مكتب للاتصال تابع للاتحاد الافربقي بالسودان إجراء هاما.
واعتبر، في حديث لراديو دبنقا، المكتب نافذة مهمة للتواصل والحوار بين الجانبين، مضيفا أنه أمر كان غائباً خلال الفترة السابقة.
ويأتي حديث عبد الحليم عقب التوصية التي صدرت من مجلس السلم والأمن الأفريقي بإعادة فتح مكتب تمثيل الاتحاد الأفريقي في السودان.
وقال عبدالحليم، الذي شغل منصب سفير السودان بإثيوبيا ومندوبها الدائم في الاتحاد الإفريقي لـ”راديو دبنقا”، إنَّ السودان كان يتهم الاتحاد الافريقي بازدواج المعايير.
وأضاف أن السودان يتطلع لأن تشمل مرونة الاتحاد الأفريقي الحالة السودانية، كما شملت حالات لدول أفريقية أخرى.
وعبر عن أمله في أن يصل الجانبان إلى تفاهم وتحل المعضلة الحالية بما يؤهل السودان لاستعادة دوره الطليعي والهام في الاتحاد الافريقي.
وأوضح عبدالحليم أن الزيارة الهامة لوفد مجلس السلم والامن الافريفي الى السودان شكلت بارقة أمل لاستعادة السودان لموقعه الطبيعي.
وأعاد السفير د. عبدالحليم، التذكير بأن المرة الأولى لتعليق عضوية السودان كانت بعد سقوط النظام السابق في يونيو 2019. العامة وتمت استعادة عضويته بعد ثلاثة أشهر في سبتمبر 2019، بعد تشكيل أول حكومة انتقالية برئاسة د. عبدالله حمدوك رئيسًا للوزراء.
وذكر أن التعليق الثاني تم في 27/ أكتوبر بعد يومين من إجراءات 25/ أكتوبر/2021، التي عدها الاتحاد الإفريقي انقلابًا معتبرًا أن ما تم إجراء غير دستوري ويعمل ضد المعايير الديمقراطية للاتحاد الافريقي، بينما عدتها السلطة تصحيحًا للمسار.
وقال عبدالحليم إنَّ ثلاثة أعوام أنصرمت منذ أن تم تجميد عضوية السودان إلا أن هنالك بارقة أمل قد أطلت بعد زيارة وفد مجلس السلم والأمن الإفريقي للسودان.
وأضاف أنها تنبع في أنها أتت بعد عدة أعوام من آخر زيارة للمجلس. أتت إيذانًا ببدء حوار بين الجانبين تقرر في هذا الشأن إعادة فتح مكتب في بورتسودان، كآلية مهمة لهذا الحوار.
وتابع قائلًا:” تلاحظ أيضَا مع انفتاح مجلس السلم والأمن الإفريقي، تواكب حضور لافت للهيئة الحكومية للتنمية “إيغاد”، في الساحة السودانية من خلال زيارة وزير الخارجية الجيوبتي التي تترأس الدورة الحالية للإيغاد إلى السودان.
وقال إنَّ الوزير الجيوبتي محمود علي يوسف، حمل رسالة نادت بعودة السودان واستعادة موقعه في الإيغاد وأجرى مباحثات هامة مع رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان”.
وقال السفير السابق في الاتحاد الإفريقي إنًّ مجلس السلم والأمن الإفريقي دعا مفوضية الاتحاد الإفريقي والإيغاد ودول الجوار لتدعم اللجنة رفيعة المستوى، لتنفيذ خارطة طريق الاتحاد الإفريقي ذات العناصر الستة وأهمها وقف اطلاق النار غير المشروط، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين وإطلاق عملية مدنية شاملة.
وأوضح أن مجلس السلم والأمن الإفريقي طالب مفوضية الاتحاد الإفريقي، التشاور والتحاور مع المسؤولين السودانيين حول مقترحات البرهان التي أشارت إلى موضوع إنشاء نقاط تجمع للقوات، واستعادة العملية الانتقالية بحكومة مدنية وقد رحب مجلس السلم والأمن باستعداد البرهان بتشكيل حكومة مدنية بقيادة مدنية.
وقال عبدالحليم، السؤال هو إن كانت هنالك بارقة أمل نعم، فقد تراجع التوتر مع الاتحاد الإفريقي وظهر واضحًا رغبة الطرفين في تسريع خطوات استعادة عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي.
تابع قائلًا:”بالطبع هنالك جدوى في استعادة العضوية رغم أنها قد تكون عقاب أدبي ومعنوي، لأن السودان عضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي ولمنظمة الوحدة الإفريقي “سابقًا”، وكآفة التشكيلات الإفريقية”.
وأردف قائلًا: “لمدة ثلاث سنوات بسبب تجميد هذه العضوية منع السودان من المشاركة مع الشركاء الدوليين مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي”.
ورأى أنه باستعادة السودان لعضويته تكون لديه فرص للاستمرار والمشاركة في انشغالات القارة وقضاياها، وكذلك موضوع ترشيح السودانيين في الوظائف المختلفة في الاتحاد الإفريقي فقد منع بسبب تجميد هذه العضوية من هذا الحق.
واعتبر السفير د. عبدالمحمود عبدالحليم أن هنالك دور مصري في المسائل المتصلة بعضوية السودان في الاتحاد الإفريقي.
وقال: في التجميد الأول للعضوية في 2019م، عقدت في مصر قمة إفريقية مصغرة كان هدفها العمل على استعادة عضوية السودان وهو الأمر الذي تم بعد ثلاثة أشهر من ذلك التجميد.
وأشار إلى أن مصر كانت قد عقدت قمة في القاهرة أيضًا عام 2023 لدول الجوار أكدت فيها على الدور الهام لهذه الدول في حل القضية السودانية.