سد النهضة .. خلافات تحتاج لإرادة سياسية لمعالجتها
اختتمت الوفود الفنية المصرية والسودانية والإثيوبية، يوم الاثنين الماضي، اجتماعاتها حول سد النهضة دون إحراز أي تقدم يذكر.
وقال الصحفي السوداني محمد عبد الحميد لراديو دبنقا إن المباحثات التي جرت في القاهرة كانت غرضها سياسي وانعقدت بعد الاجتماع الذي ضم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد على هامش اجتماعات دول جوار السودان، وأوضح إن المباحثات الفنية التي اختتمت أعمالها يوم الاثنين لم تحرز أي تقدم يذكر سوى استئناف الاجتماعات بعد توقف طويل مشيراً إلى تمسك كل طرف بموقفه.
وأوضح إن الاجتماع جرى في وقت غير ملائم بالنسبة للسودان بسبب الحرب التي تدور في البلاد، في ظل عدم وجود قيادة سياسية أو حكومة، مبيناً إن موافقة السودان على المشاركة في الاجتماع تأتي في إطار التأكيد على عدم ممانعته لاستئناف المحادثات، وأكد إن الفريق الفني السوداني المشارك في المفاوضات مؤهل ولكن الخلافات بين الأطراف ذات طبيعة سياسية وتحتاج لإرادة سياسية لمعالجتها، مبيناً إن الفراغ الحكومي أدى لعدم صدور بيان من الجهات المعنية بالسودان بينما أصدرت اثيوبيا ومصر بيانات بشأن الاجتماعات.
وقالت وزارة الخارجية الاثيوبية في بيان إن الوفود اتفقت على استضافة إثيوبيا الجولة المقبلة من المفاوضات في سبتمبر 2023 في أديس أبابا. وأكدت إن اثيوبيا مستعدة للتوصل إلى اتفاق على أساس الاستخدام المنصف والمعقول مع ضمان حصتها العادلة من مياه النيل.
من جانبها قالت وزارة الري والموارد المائية المصرية أن جولة التفاوض المنتهية بالقاهرة لم تشهد تغيرات ملموسة في مواقف الجانب الإثيوبي، مؤكدة في أن مصر تستمر في مساعيها الحثيثة للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم في أقرب فرصة بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، على النحو الذي يراعى المصالح والثوابت المصرية بالحفاظ على أمنها المائي والحيلولة دون إلحاق الضرر به.
واستبعد الصحفي محمد عبد الحميد إحراز الاجتماع المزمع عقده في أديس ابابا في سبتمبر أي تقدم مبيناً إنه سيندرج في إطار العلاقات العامة، لا سيما وأن اثيوبيا تمضي في الملء الرابع لخزان سد النهضة والذي وصل أعلى ارتفاع له دون التوصل لأي اتفاق حول ملء وتشغيل الخزان.
اثيوبيا استغلت الوضع
من جانبه قال الصحفي المصري بوكالة الشرق الأوسط للأنباء، أحمد فتحي، إن اثيوبيا استغلت اضطراب الأوضاع في السودان للاستمرار في ملء سد النهضة.
وأوضح في مقابلة مع راديو دبنقا إن اثيوبيا استغلت في وقت سابق الأوضاع في مصر خلال ثورة 2011 والأوضاع السياسية اللاحقة وشرعت في تشييد سد النهضة.
وأكد تمسك مصر بضرورة الالتزام بالاشتراطات التي وضعتها لملء السد، وإن مصر لن تقبل بأي ملء أو اتفاق لا يراعي مصالح شعبها ويضمن عدم تأثر حصتها.