وصل الرئيس التركي رجب طيب اوردغان في زيارة الي دول الخليج بدأها بقطر ثم السعودية وحطت رحلته الاخيرة الي دولة الإمارات العربية المتحدة.
الزيارة تعبر الأولي له منذ فوزه في الإنتخابات التركية التي جرت في شهر مايو المنصرم ، وتهيمن علي الزيارة الملفات الإقتصادية ، ولكن غير بعيد تعتبر أزمة الحرب في السودان واحدة من الملفات التي تم تناولها خلال لقاء الرئيس رجب طيب أردوغان مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
مفاوضات وسط سياج محكم من السرية
كشفت مصادر مطلعة لراديو دبنقا عن بدء مفاوضات جدة بين الجيش والدعم السريع منذ ثلاثة أيام وسط سياج محكم من السرية. فيما تواصلت المعارك بين الجيش والدعم السريع في أجزاء من الخرطوم يوم الأربعاء.
وقالت المصادر لراديو دبنقا إن الوساطة السعودية الأمريكية طلبت من الطرفين عدم التصريح بما يجري من مفاوضات.
وكان وفد الجيش المفاوض عاد إلى جدة من أديس ابابا مطلع الاسبوع الجاري.
وأشار شهود عيان إلى تحليق الطيران الحربي وقصف مواقع في بري والكلاكلة صباح الأربعاء مشيرين لعودة الهدوء إلى مناطق واسعة في الخرطوم.
وقال مواطنون إنهم سمعوا دوي انفجارات في جنوب العاصمة السودانية وسقوط قذائف مدفعية في شمال أمدرمان.
وقف إطلاق النار الدائم
وأكدت السعودية وتركيا على أهمية التزام طرفي الصراع في السودان بوقف إطلاق النار الدائم والبناء على إعلان جدة (الالتزام بحماية المدنيين في السودان) الموقع بتاريخ 11 مايو 2023م، بالإضافة إلى المبادرات الإقليمية الأخرى.
وحث والي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في البيان الختامي لمباحثاتهما يوم الأربعاء طرفي الصراع في السودان على الالتزام بالحوار السياسي من أجل الوصول إلى حل مستدام للصراع، واتخاذ إجراءات ضرورية لتخفيف معاناة الشعب السوداني.
كما أكدا على أن حل الأزمة السودانية يمكن تحقيقه من خلال عملية سياسية سودانية داخلية فعلية تحترم سيادة ووحدة السودان، وتحافظ على مؤسسات الدولة السودانية.
وشدد الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود الدولية الداعمة للاستجابة الإنسانية بالسودان، وأهمية تخفيف المعاناة عن الشعب السوداني.
اردوغان لا يريد ان يدخل يديه في المستنقع السوداني
وقال لراديو دبنقا لذلك التفت لهذه النقطة وهي عودة العلاقات مع مصر ودول الخليج ، مبيناً إن الزيارة في جوهرها تنصب لبحث الملفات الإقتصادية لكن الجانب السياسي ليست بعيدة بدليل ان البيان الختامي للمباحثات السعودية التركية أكدا علي أن حل الأزمة السودانية يمكن تحقيقه من خلال عملية سياسية سودانية داخلية.
وأكد ان اردوغان لا يريد ان يدخل يديه في المستنقع السوداني فهو يبحث الآن في إيجاد حل لفك عزلته مع دول الخليج ومصر و ربما أعطي ظهره للإسلاميين ولفت الي إن هناك هجرة قد بدأت للإسلامين من تركيا الي دول اسيا الوسطي خاصة اوزبكستان وازربيجان وتزامن مع مؤتمر أسيا الوسطي الذي عقد مؤخراً.
وقال ان وزير الخارجية السوداني علي الصادق طالب من اردوغان التدخل لحل الازمة السودانية لكنه يبدو انه لا يريد ان يدخل يديه في المستقنع السوداني وهذا مؤشر للحكومة السودانية ان تكون واقعية وان لا تعمل لتشتيت المنابر.
حدوث اختراقات مهمة
توقع عادل خلف الله، المتحدث باسم حزب البعث الاشتراكي، حدوث اختراقات مهمة وتقدم في المفاوضات المقبلة بجدة وصولاً إلى هدنة طويلة المدى.
وقال لراديو دبنقا إن الموقف التركي السعودي المشترك بشأن السودان يعتبر استقطاباً لدولة محورية إلى جبهة القوى المناهضة للحرب ودعم جهود وقفها .
وأوضح إن الموقف المشترك يأتي بعد قمة دول الجوار في القاهرة مما يؤكد عزلة طرفي الحرب على الصعيد الاقليمي والدولي .
وقال إن استمرار الحرب لأكثر من ثلاثة أشهر انهت فرضية القدرة على الحسم العسكري ووصول الطرفين إلى ميزان القوى الضعيف.
واعرب عن أمله في التوصل لهدنة طويلة المدى ومحادثات مباشرة لوقف شامل لإطلاق النار.