زيارات وزير الخارجية إلى طهران وموسكو.. عزلة وغبار كثيف

وزير الخارجية السوداني في طهران

وزير الخارجية السوداني يلتقي رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني في طهران-17 فبراير 2025- وكالة سونا

أمستردام: 17 فبراير 2025: راديو دبنقا

وصل وزير الخارجية الدكتور علي يوسف إلى طهران أمس في زيارة رسمية وأشاد خلال لقائه المسئولين الإيرانيين بالدعم الإيراني للسودان.

وتأتي زيارة وزير الخارجية إلى طهران بعد أيام من زيارته إلى موسكو التي أعلن خلالها الاتفاق على انشاء قاعدة روسية في البحر الأحمر.

وأثارت التصريحات ردود فعل واسعة حيث رفض كل من الحزب الشيوعي السوداني وحزب البعث في بيانين منفصلين انشاء القاعدة الروسية.

ويأتي تطور علاقات الجيش السوداني مع موسكو وطهران في ظل تصاعد للعمليات القتالية واستعادة الجيش ولايتي سنار والجزيرة، وتقدمه في شمال كردفان بجانب أجزاء واسعة في بحري وأمدرمان والخرطوم.

الحصول على السلاح

وقال السفير إبراهيم طه أيوب في مقابلة مع راديو دبنقا إن جولات وزير الخارجية المتكررة إلى موسكو وطهران، وقبل ذلك إلى القاهرة وميونخ، تدل على عزلة حكومة الأمر الواقع.

وأضاف:” ان النظام العسكري في بورتسودان يسعى إلى الحصول على السلاح الذي يمكنه من الاستمرار في الحرب الأهلية وذلك ليقينه أن روسيا وإيران مصدران لهذا السلاح مع بعض التنازلات من جانبه”.

وقال إن ارتماء الحكومة في حضن محور موسكو – طهران يأتي بعد ان بعدت انقرا منه في اعقاء التطورات فى سوريا والذي نتج عنه وصول نظام صديق لتركيا فى دمشق. وأشار إلى ترقب الصين لما ستسفر عنه علاقاتها مع الولايات المتحدة بعد توجه واشنطن إلى اتباع سياسة جديدة حيال تعاملها مع بكين.

وقال: ” إن تحركات وزير الخارجية السيد على يوسف تشبه إلى حد كبير التخبط أكثر منها سياسة تستند إلى العقلانية في العلاقات الدولية”.   

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش حذر لدى مخاطبته المؤتمر الإنساني بشأن السودان الذي انعقد في أديس أبابا يوم الجمعة قد حذر من استمرار تدفق الأسلحة.

ويتهم الجيش السوداني وجهات دولية عديدة الإمارات بمساندة قوات الدعم السريع في الحرب الدائرة.

القاعدة الروسية

وحول  زيارة وزير الخارجية موسكو، أوضح السفير إبراهيم طه أيوب إن الوزير ذهب إلى موسكو لينقل إلى المسؤولين الروس ان قرار الحكومة الخاص بإقامة القاعدة البحرية على الساحل السوداني من البحر الأحمر لايزال قائما مشيراً إلى أن وزير خارجية روسيا تجاهل الأمر ولم يشأ ان يعلق عليه عندما أثاره بعض الصحفيين. وفسر عدم تعليق الوزير الروسي بأنها تحسبا لرد الفعل السلبي عند الادارة الأمريكية الجديدة فيما يتعلق بخلق المزيد من التوتر في هذه المنطقة الحساسة.

ويضيف السفير إبراهيم طه أيوب ” المسؤول السوداني كان يهدف، كما فعل الرئيس السابق عمر البشير، إلى الحصول على دعم موسكو للنظام في بورتسودان الذي فقد سند الأصدقاء في البقاء في السلطة”.

من جانبه أعرب السفير جمال محمد إبراهيم عن استغرابه لتصريحات وزير الخارجية بشأن الاتفاق على انشاء قاعدة روسية في البحر الأحمر وأوضح إن هذه القضايا ينبغي أن تعالج بصورة أكثر سرية. وألا يعلن عنها في وسائل الإعلام.

غبار كثيف

قال السفير جمال محمد إبراهيم، في مقابلة مع راديو دبنقا، إن زيارة وزير الخارجية إلى موسكو وطهران من شأنها أن تثير غباراً كثيفا في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود لتهدئة الأوضاع في السودان. ولم يستبعد تأثير هذه الزيارات على السودان.

وقال إن هنالك جهود لتهدئة الأوضاع في السودان في عدة منابر لافتاً إلى انشغال المجتمع الدولي الآن بحل الأزمة بين غزة وإسرائيل.

وكانت ايران  وروسيا من المؤيدين منذ فترة طويلة للنظام السوري بقيادة بشار الأسد الذي أطاحت به المعارضة الروسية في ديسمبر الماضي. وكانت كل من إيران وروسيا تمتلكان قواعد عسكرية في سوريا استخدمتها لفرض نفوذها الإقليمي. وبدأت الدولتان التفاوض مع السودان العام الماضي، مع بدء تحول مجرى الحرب السورية.

ووفقا لمصادر مطلعة فقد سعت إيران إلى إنشاء حاملة طائرات هليكوبتر على ساحل السودان. ولم توافق السودان بعد على هذا، ولكن المحللين في معهد روبرت لانسينج لدراسات التهديدات العالمية والديمقراطيات يعتقدون أن القوات المسلحة السودانية قد تخفف من هذا الموقف مع استمرار الحرب

لكن المراقبين يحذرون من أن احتضان إيران قد يزيد من عزلة السودان بمجرد انتهاء الحرب. فقد كتب أندرو ماكجريجور في مجلة “مراقبة الإرهاب”: “بمجرد انتهاء الصراع الحالي، سوف يحتاج السودان إلى المساعدة، وليس العوائق، في إعادة إعماره، وسوف يحتاج إلى البحث عن المساعدة أبعد من إيران. وكل هذه العوامل تتحدث ضد إنشاء منشأة بحرية إيرانية في السودان أو تحالف رسمي”.

Welcome

Install
×