رمضان وتجربة اللاجئين السودانيين في اوغندا
كمبالا: 12مارس2024: راديو دبنقا
تقرير: عبد المنعم مادبو
يمر آلاف اللاجئين السودانيين بيوغندا هذه الايام من شهر رمضان بتجربة جديدة يخوضونها لأول بعد أن اجبرتهم الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على ترك مدنهم واحيائهم ومنازلهم و”ضرياتهم” التي يتناولون فيها افطار شهر رمضان والفرار إلى بلد تختلف فيها العادات والتقاليد المصاحبة لصيام الشهر الكريم.
في احصائيات أولية غير رسمية تجاوزت اعداد اللاجئين السودانيين في يوغندا 14 ألف لاجئا متوزعين في عدد من المدن والمخيمات حسب سياسية الحكومة الاوغندية الخاصة بالتعامل مع اللاجئين وبالاتفاق مع الامم المتحدة. اتاحت الدولة لمن يقيم في المدن فرص استئجار منازل او الاقامة في فنادق ويمارسون حياتهم بصورة طبيعية ومنهم من دخل عالم الاعمال والاستثمار، بينما هناك من اجبرته الظروف على البقاء في مخيمات اللاجئين.
التمسك بالضريات
في ظل هذا التوزيع للاجئين السودانيين بيوغندا هناك مجموعات من الأسر سكنت جوار بعضها وهؤلاء يحاولون التمسك بتجربة “ضرا الافطار” كحالة “ادم ولقمان ومعتز” وهم جميعهم من مدينة نيالا جمعتهم ظروف السكن في كمبالا فلم يفوتوا فرصة التمسك بعادة الضرا وقرروا يفطروا في مكان واحد.
بينما سعى البعض إلى خلق “ضريات” مع جنسيات اخرى كما جاء في تغريدة الصحفي عادل كلر المتواجد في كمبالا التي اشار فيها إلى انهم كونوا “ضرا” من لاجئين سودانيين وصوماليين ويمنيين ومن جزر القمر، وقال “ضرا المحبة في منابع النيل، سودان صومال، يمن، جزر القمر، ضرا، فطور بنكهة سيكافا”
لكن بالمقابل يقول اللاجئين حسن أبوه من معسكر كرياندوقو ان رمضان هذا العام صعب على اللاجئين في معسكرات يوغندا خاصة “كرياندونقو” لجهة أنه معسكر جديد وأن اللاجئين يصومون فيه لأول مرة خارج السودان، لذلك يرى أنه مهما وجدوا من دعم فإنهم يفتقدون إلى الكثير من الأشياء والمظاهر الخاصة بشهر رمضان خاصة انواع المأكولات والفطور الجماعي في “الضريات” اضافة إلى صلاة التراويح، حيث أنه لا يوجد مسجد في المعسكر وأنهم يفطرون ويصلون في منازلهم بسبب بعد المسافات بين المنازل وكثرة الامطار، اضافة إلى الطقوس الخاصة بوقت السحور الذي تصاحبه ضرب للطبول ونداءات الاطفال في الشوارع.
معونات رمضان
لم يحصل اللاجئون في مدينة كمبالا على معونات من المنظمات الانسانية سواءً ان كانت محلية او دولية بمناسبة شهر رمضان المعظم، رغم الظروف الصعبة التي تعيشها بعض الأسر، لكن راديو دبنقا رصد مجموعة خيرين “سودانيين ويوغنديين” قاموا بتوزيع كميات من السلال الغذائية على اللاجئين السودانيين في عدة مواقع بمدينة كمبالا خلال اليومين الماضيين، وقال لاجئ، فضل حجب اسمه لراديو دبنقا، إن ما تم توزيعه من “اكياس الصائم” للاجئين بمنطقة “كاومبي” بمدينة كمبالا هو عمل خيري من قبل أفراد وليست هناك جهة رسمية قدمت حاجة للاجئين.
مشيراً إلى ان هذه المعونات تم توزيعها بصورة غير معلنة مسبقاً حيث يظهر “فاعل الخير” في أي مسجد او مكان يتواجد فيه السودانيون، ويبدأ التوزيع للمتواجدين ويطلب منهم ان يدعوا اخوانهم في “القروبات” مواقع التواصل الاجتماعي التي تجمعهم، واضاف حتى الآن هناك جهتان قدمتا كيس الصايم هما “مصنع يملكه سودانيون في كاومبي بلازا، ورجل أوغندي مسلم قدم سلة في مسجد كاومبي، اضافة إلى سوبر ماركت اولاد كردفان.
في المعسكرات
يختلف الوضع في المخيمات عنه في المدن اضافة إلى ان اللاجئين يفتقدون هناك لكل مظاهر المصاحبة لشهر رمضان التي اعتاد عليها السودانيون، ويقول اللاجئ حسن أبوه لراديو دبنقا ان اللاجئين في المعسكر لم يتلقوا معونات سواء من جهتين احداهما من جمعية “الحارثات النسوية الخيرية” التي قدمت اكثر من 1000 كيس صائم، اضافة إلى مجموعة من الشباب السودانيين بكمبالا الذين جمعوا كميات من احتياجات لصيام شهر رمضان وتوزيعها للاجئين بالمعسكر، وأشار أبوه إلى انهم رفعوا كشوفات بأسماء اللاجئين إلى الحكومة الأوغندية كي تقدم مساعدات للاجئين لكنهم لم يصلهم أي شيء حتى الآن وقال أن ما تم تقديمه للاجئين حتى الآن لا يكفي الأسر لصيام أسبوع.