رفض واسع لعقد امتحانات الشهادة خارج ولايات دارفور وكردفان والخرطوم
أمستردام: 4 ديسمبر 2024: راديو دبنقا
أعلن رئيسا الإدارة المدنية في ولايتي غرب دارفور وغرب كردفان رفضهم إرسال طلاب الولايتين لأداء امتحانات الشهادة السودانية المقررة في الثامن والعشرين من ديسمبر الجاري خارج الولايتين.
فيما وجهت لجنة المعلمين السودانيين انتقادات حادة لطريقة تنظيم امتحانات الشهادة محذرة من تحول التعليم إلى سلاح في الحرب الدائرة.
وقال المتحدث باسم لجنة المعلمين سامي الباقر لراديو دبنقا إن اللجنة تتابع بقلق شديد الإعداد لانطلاق امتحانات الشهادة الثانوية للدفعتين 2023 و2024.
وأشار إلى أن طريقة الامتحانات لا تتقيد باشتراطات الشمول والعدالة، مما يمهد الطريق لتفتيت البلاد وتهتك نسيجها الاجتماعي.
وأوضح الباقر أن طلاب دارفور قاطبة الذين لم يخرجوا من ولاياتهم، يتعرضون لتمييز سالب، بسبب وجودهم في مناطق سيطرة الدعم السريع، بجانب طلاب ولاية الجزيرة والجزء الأكبر من ولاية الخرطوم.
ولفت إلى أن هؤلاء التلاميذ لن يتمكنوا من الجلوس لامتحانات الشهادة إلا عن طريق الانتقال لولايات يسيطر عليها الجيش، في رحلة محفوفة المخاطر، ومواجهة بقانون (الوجوه الغربية) في بعض الولايات.
رفض ومطالب
وأعلنت لجنة المعلمين رفضها أن يكون التعليم وسيلة لإقرار نتائج الحرب، ولهتك النسيج الاجتماعي وتعميق الجراح. وطالبت بأن يكون التعليم مدخلا للسلام، والتعايش السلمي.
كما شدد الباقر على أن تكون امتحانات الشهادة الثانوية مدخلا للوحدة وليست مدخلا لتقسيم وجدان السودانيين، وان يتاح لجميع الطلاب الجلوس لامتحان الشهادة الثانوية.
ودعا جميع أطراف الحرب لإعلان وقف إطلاق النار طيلة فترة الامتحانات، والالتزام بمبدأ الشمول والعدالة، وإعلان مراكز الامتحانات ومراكز عمليات تصحيح وإدارة الامتحانات مناطق آمنة، وضمان وصول مظاريف الامتحانات إلى الطلاب ومراكز التجميع.
رفض ترحيل الطلاب
وقال رئيس الادارة المدنية بولاية غرب كردفان يوسف عوض الله عليان، في تصريح لراديو دبنقا، ان الادارة المدنية لا تمانع ان يجلس ابناء الولاية للامتحانات، لكنها ترفض ترحيل الطلاب الى أي ولاية أخرى لأنها لا تضمن سلامتهم.
واقترح عليان ان تتدخل المنظمات الأممية مثل يونسيف لتنسق مع وزارة التربية والتعليم لتمكين طلاب غرب كردفان لأداء الامتحانات، “بأن يتم تحديد مراكز في منطقة ابيي او منطقة النعام، أو أن تأتي الامتحانات إلى (تنقل إلى) مدينة الفولة”.
وقال إن الادارة المدنية بغرب كردفان ستكون مسؤولة عن حمايتها. وأضاف “نحن جاهزون للتوقيع على اي تعهدات مع المنظمات الأممية لضمان سير وحماية الامتحانات. وتابع قائلا “نحن نرفض ارسال طلابنا الى مناطق سيطرة القوات المسلحة لأن الجيش اصبح يتعامل بعنصرية واضحة، ونحن خائفون على ابنائنا من التصفيات”.
موقف موحد
وفي موقف مماثل، اعلنت الإدارة المدنية بولاية غرب دارفور عن رفضها القاطع لنقل الطلاب إلي خارج الولاية لإجراء امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة من عام 2023.
وأتهم رئيس الإدارة المدنية بالولاية، تجاني الطاهر كرشوم، وزارة التربية والتعليم، التي اتخذت من بورتسودان مقرا لها، بأنها اصبحت غير مهنية وزجت بالتقاطعات السياسية في العملية التعليمية مما أضر بمستقبل كثير من الطلاب خاصة الموجودين في المناطق التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وكشف كرشوم عن أن الإدارات المدنية بولايات دارفور وكردفان والخرطوم ستعقد مشاورات خلال الأيام القادمة لاتخاذ موقف موحد تجاه الطريقة التي تتعامل بها وزارة التربية والتعليم ببورتسودان واتخاذ قرارات تصب في صالح الطلاب.
من جانبه أكد مدير المرحلة الثانوية بالولاية الاستاذ الطاهر محمد علي، أن امتحانات الشهادة السودانية منذ انطلاقها كانت قومية ومتاحة لكل طالب مستوفٍ للشروط وقادر للجلوس للامتحان، وأضاف أنه لا يحق لأي جهة حرمان الطلاب وسلبهم حقوقهم الشرعية.
فيما قال رئيس لجنة الإسناد الأكاديمي بالولاية الاستاذ ابوبكر ناصر أن لجنة المعلمين ستتخذ خطوات تصعيدية لمناهضة القرارات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم تجاه طلاب ولاية غرب دارفور.
وأضاف أن لجنة المعلمين بصدد إصدار بيان وعقد مؤتمر صحفي لكشف الحقائق أمام الرأي العام وتحميل وزارة التربية والتعليم كامل المسؤولية عن حرمان الطلاب الممتحنين من الجلوس للامتحانات المؤجلة.