رشيد سعيد: السر وراء تصريحات الرئيس البشير في روسيا؟!

أثارت التصريحات التي أطلقها رأس النظام خلال الأيام الماضية و التي استمر في إطلاقها خلال زيارته لروسيا العديد من التساؤلات …

رشيد سعيد
 

 

أثارت التصريحات التي أطلقها رأس النظام خلال الأيام الماضية و التي استمر في إطلاقها خلال زيارته لروسيا العديد من التساؤلات باعتبارها تتعارض تماما مع المواقف المعلنة للنظام و رئيسه خلال العامين الماضيين على الأقل. هذه التصريحات هي دون شك ذات صلة مباشرة بالتحركات التي باشرها المبعوثون الغربيون بشأن الملف السوداني و التي تمحورت في انتخابات 2020م. حيث يقترح الأوربيون و الغربيون و بدعم من قوى إقليمية واسعة أن لا يتقدم الرئيس البشير بترشيحه في هذه الانتخابات في مقابل توفير مخرج آمن له و بالمقابل تعود المعارضة للداخل للمشاركة في هذه الانتخابات و وهو ما يطلق عليه الهبوط الناعم و يصفه آخرون بالمخرج المشرف للجميع.
الرسالة الأولى التي صدرت عن الرئيس وجهها لنائبه بكري حسن صالح حتى يتخلى عن أي طموح لخلافة البشير في هذه المرحلة حسب ما تدفع في اتجاهه الكثير من القوى الإقليمية و الدولية. حيث أعلن البشير من ولاية الجزيرة أنه يؤيد ترشيح محمد طاهر ايلا للانتخابات الرئاسية و لا يخفى على أحد أن أيلا ليس لديه مثل هذه الطموح و أن الأمر لا يعدو أن يكون رسالة لبكري و من يدفعونه لارتداء بزة رجل مرحلة ما بعد البشير.
الرسالة الثانية كانت للحلفاء الجدد في الخليج العربي و الدول الغربية و الولايات المتحدة الاميريكية و بدأت بزيارة دولة قطر في ما اعتبره المراقبون بطاقة صفراء للتحالف الرباعي المعادي لقطر. و بعد ذلك أكد الرئيس أنه شخصيا جزء لا يتجزء من الحركة الإسلامية و أن من يحلمون بحل الحركة الإسلامية في السودان سيطول انتظارهم.
و من ثم أعلن الرئيس معارضته لشن الحرب على إيران في رسالة واضحة إلى أطراف التحالف المناوئ لإيران في المنطقة [ الولايات المتحدة، مصر، الإمارات و السعودية ] قبل أن يذهب إلى أبعد من ذلك ليقول و من موسكو أن لا حل في سوريا بدون الرئيس بشار الأسد في تغيير 180 درجة للموقف السوداني المعروف في تهديد مبطن للتحالف المناهض للرئيس بشار الأسد. و في قطيعة مع كل الجهود التي بذلها النظام على مدى أكثر من عام لتحسين علاقاته مع الولايات المتحدة، اعتبر الرئيس البشير أن الولايات المتحدة تمثل الخطر الأكبر على السودان و دعا روسيا بشكل غير مباشرة لتوفير الحماية للسودان من خلال إقامة قواعد عسكرية في البحر الأحمر و بالطبع المقصود فتح السودان لقواعد عسكرية روسية.
أخيرا التركيز على البعد العسكري لهذه الزيارة و في اتجاه إعادة تسليح و تحديث الجيش السوداني بالتعاون مع روسيا مثل رسالة واضحة بشأن أولويات النظام و يبدد الأوهام باحتمالات وقف الحروب و المضي في طريق حلحلة النزاعات سلميا، كما أنه رسالة سالبة لدول الجوار الإقليمي التي ترى في النظام السوداني تهديدا وجوديا لمصالحها.

 

Welcome

Install
×