ردود الافعال تتصاعد علي فشل مباحثات جدة و غضب في الشارع
الخرطوم، 5 ديسمبر 2023: راديو دبنقا
تبقى الأولية هي التفاوض
لليوم الثاني على التوالي، تواصلت ردود فعل السودانيين المعبرة عن خيبة الامل من فشل منبر المفاوضات بين الجيش والدعم السريع في جدة في التوصل إلى اتفاق لوقف العدائيات ووقف إطلاق النار بما يفتح الطريق إلى التوصل لحل سياسي للأزمة الحالية. وقد استطلع راديو دبنقا أراء عدد من القيادات السياسية بشأن أسباب فشل المفاوضات واحتمالات التوصل لحل سلمي في المستقبل القريب.
الدكتور محمد زكريا: تبقى الأولوية للتفاوض العسكري لوقف إطلاق النار
حيث نوه الدكتور محمد زكريا، نائب الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة والناطق الرسمي باسم تحالف الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية في تصريح لراديو دبنقا بأن هدف منبر جدة هو وقف إطلاق النار والقضايا الإنسانية وفتح المسارات لإيصال الإغاثة، وفي حال إتمام ذلك يمكن أن يفتح ذلك الباب لوقف إطلاق نار شامل واتفاق سياسي يضع حدا للاحتراب الراهن. وأشار الدكتور محمد زكريا بأنه في الجولات السابقة التي سبقت الجولة الأخيرة اقترب الجيش والدعم السريع من توقيع اتفاق يتم فيه تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في يوم 11 مايو ويمهد هذا الاتفاق لما بعده من خطوات. ولكن جميعنا شاهدنا ما حدث بعد أن صعد الدعم السريع ميدانيا وعسكريا في دارفور وتراجع عن التوقيع.
وأكد الدكتور محمد زكريا لراديو دبنقا أنه لا بد من سبيل لوقف إطلاق النار بالنظر إلى أن فشل الجولات السابقة وربما يعزى لعدم توفر آليات مراقبة وآليات تنفيذ قادرة على الفصل بين القوات وفتح المسارات وهذه مسائل يفتقر إليها نموذج جدة. ويبقى الحل للاحتراب الدائر الآن في السودان عبر الاتفاق المتفاوض عليه وتبقى جدة رغم ما عليها من مآخذ هي المنبر الأقرب للوصول لهذا الاتفاق ويمكن أن تعزز الجهود الآن في جدة بجهود الاتحاد الأفريقي وجهود الايغاد. شدد الدكتور محمد زكريا على أن الاتفاق السياسي من شأنه أيضا أن يعجل بالوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار، وأن الأزمة التي أدت للاحتراب هي أزمة الاتفاق الإطاري والمخاطبة الخاطئة لقضية الإصلاح الأمني والمؤسسي. وبالتالي واحد من الأسباب الأساسية لحرب 15 أبريل سياسي والاتفاق والتحاور بين القوى السياسية أمر مهم ومن شأنه أن يسرع وأن يعزز احتمالات الوصول لاتفاق شامل وقف إطلاق لكن بالتأكيد تبقى الأولوية للتفاوض العسكري من أجل الوصول لوقف إطلاق نار كامل.
ماهر أبو الجوخ، لا بد من جدة وإن طال السفر
واعتبر ماهر أبو الجوخ القيادي في التحالف السوداني وقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، أن تعثر وتوقف المفاوضات في منبر جدة بين الأطراف المتقاتلة في السودان في الأسبوع الأول من ديسمبر 2023 حقيقته الأساسية والماثلة أن هذا التعطيل ناتج عن محاولة وفد الجيش السوداني عدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه سابقا في مسألة اعتقال القيادات المرتبطة بالنظام السابق بحجة أن هذه القيادات مختفية ولا يمكن الوصول إليها وبالتالي يطالبوا بإعفائهم من مسألة تطبيق هذا الشرط وأبدوا استعدادهم للتوقيع على بقية القضايا التي تم فيها التوصل لاتفاقيات وإحراز تقدم فيها. لذلك أعتقد أن هذا الأمر أمر مفصلي لأن مسألة استكمال إجراءات بناء الثقة هي مسألة رئيسية مرتبطة بإبداء الجدية والرغبة في إنهاء الحرب والاستمرار في التفاوض والإيفاء والالتزام بمتطلبات والتزامات المفاوضات التي يقر بها الطرفين بشكل فردي وبشكل مشترك.
وأضاف ماهر أبو الجوخ في حديث لراديو دبنقا أن هذا العامل الرئيسي وهو بدوره عامل حاسم لأن النقطة المفصلية مرتبطة بوقف تغول وتدخل وتحريض النظام البائد وقياداته على استمرار الحرب وبالتالي اعتقالهم يحمل مؤشر على إنهاء تلك السيطرة ووضع حد لسلوكهم التخريبي وخطابهم التحريضي وخطابهم الحربي. وشدد ماهر أبو الجوخ على أن محاولة إظهار أن القضية الخلافية مرتبطة بالخروج من منازل المواطنين وما شابه ذلك كان مناورة سياسية أكثر من أنها تعبير عن واقع فشل المفاوضات. وتوقع القيادي بقوى الحرية والتغيير أنه بعد فشل هذه الجولة ومن خلال المؤشرات العامة فقد نشهد تصعيد عسكري في عدة محاور وعدة مواقع وهذا مسألة طبيعية نظرا لتعثر المفاوضات. ولكن في خاتمة المطاف هذه الحرب حرب عبثية ولا مجال ولا خيار إلا بإنهائها عبر التفاوض بين الطرفين ولا خيار سوى استكمال ما تم التوصل إليه من تفاهمات في منبر جدة، كما ولا خيار أيضا سوى بداية المسار السياسي الذي يؤسس لإنهاء هذه الحرب وتحقيق السلام واستدامة تأسيس انتقال مدني ديمقراطي وإعادة تأسيس مؤسسات الدولة السودانية المدنية والعسكرية والوصول إلى مرحلة انتقالية لا تقوم على أي شكل من أشكال الشراكة بين العسكريين والمدنيين وتخضع فيه المؤسسات النظامية والخدمة المدنية وكل مؤسسات للسلطة المدنية وبالتالي لابد من جدة وإن طال السفر.
الدكتور صدقي كبلو: تأتي الأنباء بما لا تشتهي الجماهير في السودان
من جانبه، قال الدكتور صدقي كبلو، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، بأنه من المؤسف حقا أن تأتي الأنباء بما لا تشتهي الجماهير في السودان، فشل مفاوضات جدة، إذ أنه في هذا الوقت بالذات كان الناس يحتاجون لإيقاف إطلاق نار دائم وإنهاء الحرب، فالقصف من الجانبين يشتد والضحايا المدنيين يزدادون سواء أن كان في العاصمة الخرطوم أو في ولايات دارفور وكذلك التهديد الذي يلوح على ولاية شمال دارفور وما يحدث في ولاية غرب دارفور من تصفية عرقية. وأضاف صدقي كبلو بأن تبادل اللوم حول من هو المسؤول عن فشل مفاوضات جدة لا يجدي والمهم في هذه المسألة أن يكون للشعب السوداني صوته حول إيقاف الحرب وهذا لا يتأتى إلا بأن ينتظم السودانيون في الداخل سواء في مناطق الحرب أو المناطق التي لم تصلها الحرب ليرفعوا صوتهم بضرورة إيقاف الحرب.
وأكد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني أن هذا هو السبيل الوحيد، لقد ضغط المجتمع الدولي على نظام الإنقاذ طوال ثلاثين عاما، صحيح أن ذلك ساعد في إيقاف التعذيب أو إطلاق سراح ذلك المعتقل ألخ، لكن الجزء الحاسم حول إسقاط النظام فعله شعب السودان برفع صوته. الآن، إنهاء الحرب وإجبار قوات الدعم السريع والقوات المسلحة على إيقاف الحرب يجب أن يتم بواسطة الشعب السوداني بارتفاع صوته.
حزب الامة القومي : معاناة الشعب السوداني هي آخر اهتمامات طرفي الحرب وداعميهم
وفي سياق متصل اعتبر حزب الأمة القومي أن إنهيار مفاوضات جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يشكل خيبة أمل للشعب السوداني. وقال رئيس الحزب فضل الله برمة ناصر، في بيان إن “التصعيد الإعلامي والخطابات غير الحكيمة” تشير إلى عدم توفر الإرادة السياسية لدى أطراف الحرب لتنفيذ ما اتفق عليه في الجولات السابقة والوصول لإتفاق لوقف إطلاق النار. وأضاف انه وعلى مدى سبعة أشهر كانت المناورات السياسية في العملية التفاوضية هي السمة الغالبة وأن معاناة الشعب السوداني هي آخر اهتمامات طرفي الحرب وداعميهم وهو أمر مؤسف للغاية.