رئيس تحرير دبنقا: “الحصول على الأخبار مسألة حياة أو موت في السودان”
امستردام: الثلاثاء 10 ديسمبر 2024: راديو دبنقا
افتتاحية: كمال الصادق، رئيس تحرير راديو دبنقا
لطالما كانت الرؤية المعلنة لراديو لدبنقا التي تبث برامج الراديو على الموجات القصيرة والتلفزيون الفضائي وتنشر على الموقع الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، هي السودان الديمقراطي حيث الحرية والسلام والعدالة، وحيث يتم تكريس حقوق الإنسان – لا سيما الحق في حرية التعبير والوصول إلى المعلومات. فيما يحتفل العالم بيوم حقوق الإنسان في عام 2024، ما زلنا، للأسف، نكتب يوميا عن انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان من قبل جميع الأطراف المتحاربة في كل أنحاء السودان، في خضم ما أصبح أخطر كارثة إنسانية في العالم، وربما في التاريخ الحديث.
مثل الإطاحة بنظام البشير، الذي تميز بالقمع الشديد والرقابة والسيطرة على المعلومات التي أجبرت راديو دبنقا على الخروج للمنفى، شعاعا من الضوء لجميع وسائل الإعلام السودانية.
بالنسبة لنا في دبنقا يعيد الاحتفاء باليوم العالمي لحقوق الانسان الأمل في أن نتمكن من العودة من المنفى لإنجاز مهمتنا على الأرض في السودان وتكون مؤسسة إعلامية عامة لجميع السودانيين تمكن الناس في جميع الولايات والمناطق من المشاركة في تبادل المعرفة والأخبار والمعلومات.
للأسف، اعاد الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر 2021 السيطرة على المعلومات والرقابة على وسائل الاعلام والتضييق عليها. وتعمق هذا الوضع أكثر منذ اندلاع الحرب الحالية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، حيث قامت كل أطراف النزاع باستخدام الاخبار والمعلومات كسلاح في الحرب ونشر المعلومات المضللة، وتسميم الاجواء بالدعاية المتضاربة، والحد من وصول الجمهور إلى الأخبار عبر قطع خدمات الإنترنت والاتصالات.
غالبا ما تكون برامج دبنقا عبر الموجات القصيرة والإنترنت مصدرا مهما للأخبار والمعلومات للمستمعين في المناطق النائية من السودان، وللاجئين في البلدان المجاورة، وللأشخاص الذين نزحوا من المناطق الحضرية، حيث أصبحت اتصالات الإنترنت والهاتف المحمول غير متوفرة بشكل متزايد.
كما تصاعدت التهديدات والاعتداءات والانتهاكات ضد الصحفيين، مما جعل من الصعب للغاية على مراسلي دبنقا، ومعظم وسائل الإعلام الأخرى، الحصول على معلومات التي يمكن أن تعني أحيانا الفرق بين الحياة والموت لمستمعينا في مناطق الحرب والتحقق منها.
تنص المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على ما يلي: “لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير والحق في اعتناق الآراء دون تدخل والتماس المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها من خلال أي وسيلة إعلامية وبغض النظر عن الحدود”.
تعد وسائل الإعلام الحرة وغير المقيدة معبرا أساسيا لهذا الحق في حرية الرأي والتعبير، ومع ذلك، لا يزال السودان يقبع، عاما بعد عام، في أسفل مؤشر حرية الصحافة السنوي لـ “مراسلون بلا حدود”، حيث يحتل المرتبة 149 من بين 180 دولة شملها الاستطلاع في عام 2024.
مع احتفال العالم بيوم حقوق الإنسان، يصطف راديو دبنقا مع زملائنا في وسائل الإعلام السودانية والعالمية على أمل إنهاء الأعمال العدائية الحالية في السودان، والمعاناة الإنسانية المهولة التي تسببت بها.
من المؤكد أن وسائل الإعلام القوية والحرة والمستقلة ستشكل حلقة وصل حيوية لشعب السودان، بما في ذلك الملايين من النازحين داخليا، أو الذين أصبحوا لاجئين، في عملية إعادة بناء حياتهم الصعبة.
الوصول إلى الأخبار والحصول على المعلومات حق أساسي من حقوق الإنسان، ومسألة حياة أو موت في السودان.
كمال الصادق – رئيس تحرير راديو دبنقا
يعتمد راديو دبنقا كليا على تبرعاتكم لتتمكن من توفير:
• أخبار ومعلومات مستقلة ودقيقة ومتوازنة وموثوقة
• دعم الصحفيين وحرية الصحافة وحرية الرأي في السودان
• الوصول إلى 3 ملايين شخص أسبوعيا عبر الراديو على الموجات القصيرة والتلفزيون الفضائي والموقع الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي
• إن استقلاليتنا التحريرية تعني أنه يمكننا الاستمرار في تقديم تحديثات واقعية حول التطورات الجارية في السودان.
هل يمكنك دعم دبنقا مقابل 5 يورو؟