رئيس بعثة دول الاتحاد الاوروبي في السودان يتحدث عن العلاقة مع الخرطوم

إنه لشرف عظيم أن أرحب بكم جميعا، مع زوجتي “بتراء”، إلى الاحتفال هذا العام بيوم أوروبا. والذى أحتفل به للعام الرابع في السودان وعلى الأرجح ليس آخر احتفال لي في السودان. وجودكم أقدره تقديرا عاليا ويدل على تقديركم بدور الاتحاد الأوروبي وبعثة الاتحاد الأوروبي في الخرطوم، في تعزيز العلاقات مع السودان ومد جسور الصداقة والتفاهم مع أوروبا.

توماس ليوشيني رئيس بعثة دول الاتحاد الاوروبي في السودان

 

 

قال توماس ليوشيني، رئيس بعثة دول الاتحاد الاوروبي في السودان، ان دول الاتحاد تسعى للتعاون مع السودان عبر حوار “حقيقي” سلمي يحترم التنوع والديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية. وربط تحسن العلاقات بين السودان ودول الاتحاد الاوروبي بالتعاون لمكافحة الارهاب والتطرف.واكد السفير الاوروبي، في كلمة القاها ليل الاحد بمناسبة الاحتفال باليوم الاوروبي بالخرطوم ان دول الاتحاد الاوروبي راهنت على نجاح الحوار الوطني في السودان، لكنه واجه “نكسات”. وقال ” لازلنا في موقفنا الداعم لحوار يعقد في بيئة مواتية ومصحوبة بتدابير بناء الثقة”.

 

وفيما يلي نص كلمة توماس ليوشيني رئيس بعثة دول الاتحاد الاوروبي في السودان:

 

إنه لشرف عظيم أن أرحب بكم جميعا، مع زوجتي "بتراء"، إلى الاحتفال هذا العام بيوم أوروبا. والذى أحتفل به للعام الرابع في السودان وعلى الأرجح ليس آخر احتفال لي في السودان. وجودكم أقدره تقديرا عاليا ويدل على تقديركم بدور الاتحاد الأوروبي وبعثة الاتحاد الأوروبي في الخرطوم، في تعزيز العلاقات مع السودان ومد جسور الصداقة والتفاهم مع أوروبا.

·       في العام الماضي احتفلنا بيوم أوروبا تحت شعار "التغيير وأهميته في تاريخ الأمم". في الواقع التغيير قادم فهو امر طبيعي ونحن نشهد تغييرات مستمرة في أوروبا.  فمنذ احتفال العام المنصرم انتخب الاتحاد الأوروبي رئيسا جديدا للمفوضية الأوروبية، وتم انتخاب ممثلة سامية جديدة للسياسة الخارجية والأمن (وزيرة خارجية جديدة)، ومفوضين جدد، وقام مواطنينا في أوروبا  بانتخاب أعضاء جدد للبرلمان الأوروبي. أن السياسات والاستراتيجيات الموضوعة حاليا في الاتحاد الاوروبي هي  قيد الاستعراض لتحسين ومعالجة التحديات الجديدة الناشئة من أجل ضمان الازدهار الاقتصادي المستمر لأوروبا، للحفاظ على التماسك الاجتماعي وتعزيز الأمن لمواطنينا.

·       أن سياستنا هي تحت مراجعة شاملة لجعل أوروبا مكانا أفضل للمواطنين الاوروبيين، ولكن لا تزال مبادئنا التي بني عليها الاتحاد الاوروبي دون تغيير. فإن دول الاتحاد الأوروبي تقف معا  من أجل الديمقراطية والحوار والحلول السلمية للنزاعات، والتكامل الإقليمي، و احترام حقوق الإنسان، و مكافحة الهجرة غير الشرعية وتعزيز المصالحة والتضامن، والمساءلة، وحماية الأقليات والتسامح الديني واحترام التنوع.

·       في السودان، يلتزم الاتحاد الأوروبي بدعم سودان مزدهر مستقر ونحن ننظر الى السودان في اطار  نطاق أوسع من منطقة القرن الأفريقي يجري تحريرها من الصراعات متمنين تحقيق السلام في السودان ومع كل جيرانه ، نطمح الى سودان يحضر جميع الأطفال فيه المدارس والجميع لديه حق الوصول إلى الخدمات الصحية وفرص عمل لائقة.

·       نسعى لنتعاون مع السودان الديمقراطي حيث يكون هناك حوار حقيقي سلمي، واحترام التنوع والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

·       ان الاتحاد الأوروبي يحتفل هذا العام بعام التنمية الاوروبية  في السودان وحول العالم. ليس هناك شك في أن التنمية الدولية للدول الاوربية والاتحاد الاوروبي في أن نحقق منها  حياة أفضل لملايين من الناس وتحسين مستوى معيشتهم من حيث التعليم والصحة والأمن الغذائي وغيرها من المجالات الأساسية لتحقيق التقدم المستدام في المجتمعات.

·       في السودان، تدير بعثة الاتحاد الأوروبي حاليا 138 مشروعا جاريا بقيمة 144 مليون يورو. محور اهتمامنا هو شرق السودان ودارفور وغيرها من المناطق المتضررة من النزاعات. وهذا يجعل الاتحاد الأوروبي من أكبر الجهات المانحة الرئيسية للتنمية والمساعدات الانسانية في السودان.

·        دول الاتحاد الاوروبي  تدعم مشاريع المساعدات الإنسانية في توفير الإمدادات الأساسية للأشخاص المتضررين من الصراع لمنع وقوع كارثة إنسانية. لقد لمسنا تعاون ايجابي في تمديد ممر انساني لجنوب السودان، وتوفير الإمدادات الغذائية العاجلة للآلاف من المدنيين. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات صعبة. فو فقا للأمم المتحدة، منذ يناير هذا العام هناك 121.000 شخصا على الاقل في دارفور شردوا من ديارهم بسبب النزاع. ويعد استمرار انعدام الأمن في بعض المناطق وصعوبة الوصول و بعض القيود  هي من العوائق للمنظمات الانسانية الدولية للوصول ومساعدة المتضررين بشكل أفضل.

·       أن الاتحاد الاوروبي يدعم الأمن الغذائي ومشاريع التنمية الريفية لمكافحة الفقر وتوفير منظور أفضل للمستفيدين لدينا.  كما يدعم  الاتحاد الاوروبي مشاريع الثروة الحيوانية لمساعدة الاقتصاد السوداني وخاصة المجتمعات المهمشة في النمو والتصدير.

·       كما يقوم الاتحاد الاوروبي  بتنفيذ مشاريع مهمة  لإدارة الموارد الطبيعية والمياه، لمساعدة البلاد على نحو أفضل  في حماية بيئتها، فضلا عن تقاسم الموارد بين المجتمعات وحفظ مواردها المحدودة لأجيال قادمة. والدليل على ذلك هو التوقيع الليلة على مشروع جديد تنفذه الامم المتحدة لتحسين مستوى معيشة الآلاف من الأشخاص في شرق دارفور.

·       كدليل على تعاوننا المستمر وقعت اليوم مع حكومة السودان ممثلة في  وزراء المالية والتجارة مشروع مشترك ممول بقيمة أربعة مليون يورو 4 ملايين يورو يهدف إلى المساهمة في زيادة الصادرات السودانية إلى الإقليمية والدولية الأسواق.

·       ان الاتحاد الاوروبي ودوله تلعب دور مهم في دعم مشاريع حقوق الإنسان. نحن و دعم الحكومات المحلية والمجتمع المدني في السودان لتعزيز مجتمع مفتوح وديمقراطي، والقضاء على الفقر. ونحن حاضرون بقوة، مع الشركاء المنفذين لدينا، في مجالات التعليم والصحة. كما اننا نناصر دعم حقوق المرأة والطفل، وحقوق المعاقين لزيادة الوعي والتشجيع على تنفيذ التشريعات التمكينية.

·       في جميع مشاريع الاتحاد الاوروبي  نحن حريصون على نقل التكنولوجيا وتبادل المعرفة وبناء القدرات المحلية. ونحن حريصون على تعزيز وشرح القيم الاوروبية،

·       والسؤال المطروح اليوم  هو ما يمكننا القيام به معا لزيادة التعاون في مجال التنمية بين السودان والاتحاد الأوروبي؟ ما يمكننا القيام به لجعله أكثر قوة وبالتالي زيادة تأثيره على الناس الذين هم في أمس الحاجة الى هذا التعاون.

لا توجد إجابة بسيطة لذلك، لذا اسمحوا لي أن أطلعكم على مجموعة من الأفكار:

·       أولا:     لدينا هدف مشترك هو تعزيز علاقات السودان مع الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي، وهذا ينبغي أن تجري بطريقة أكثر شمولا. ان احترام المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية والأمنية الأوروبية المشتركة وتنفيذها مهمز لان سياسة الاتحاد الاوروبي ودوله مبنية على  إجماع الدول الأعضاء فيه. نحن متنوعون في الوحدة ولكن متحدين في الأعمال والسياسات المشتركة وستبقى كذلك. لهذا السبب أقدر عاليا الروح الإيجابية من التعاون داخل الدول الاعضاء كاسرة وخصوصا سفراء الدول الاوروبية  في الخرطوم، وأهنئ العمل المتميز الذى يقومون به.

·       ثانيا: سيواصل الاتحاد الأوروبي دعم الشعب السوداني وخاصة أولئك الذين يعيشون في مناطق النزاعات. ان السلام المستدام ضروري لتمكيننا من زيادة المساعدات الإنسانية والإنمائية، وتغيير طبيعة مشاريعنا من الاستجابة لحالات الطوارئ لمشاريع التنمية على المدى الطويل. ان الأمن والاستقرار هو شرط أساسي لنجاح مشروعاتنا التنموية.

·       ثالثا: أن مصالح الاتحاد الأوروبي في السودان مترابطة لا محالة مع المصالح الإقليمية وأن جهدنا لتحسين الاستقرار والأمن في المنطقة الأوسع المحيطة ب السودان سيستمر. في أعقاب التطورات المزعجة في ليبيا واليمن والعراق والصومال وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى نحن مهتمون في تعزيز التعاون والتنسيق المثمر مع الجهات الفاعلة الإقليمية بما في ذلك السودان وحكومته للحفاظ على حلول سلمية وشاملة مدفوعة لتحقيق التقدم والاستقرار. ومن المهم إجراء حوار حقيقي حول هذه القضايا لتعميق الثقة والعلاقات بين السودان والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه.

·       رابعا: وضع الاتحاد الأوروبي رهان عاليا على نجاح الحوار الوطني السوداني. وقد أوضح الاتحاد الاوروبي ودوله موقفا واضحا للجميع منذ البداية، أن الاتحاد الأوروبي يدعم كل عملية سياسية شاملة وشفافة وشاملة في السودان، تعقد في بيئة مواتية ومصحوبة بتدابير بناء الثقة. نحن لا نزال ملتزمين بهذا الموقف.

على الرغم من النكسات الحالية، لمشروع الحوار الوطني لا يزال  الحوار الوطني مهم بالنسبة لنا لأنه إذا نجح فإنه سيؤدي الى السودان السلمي المستقر ليصبح قدوة حسنة في المنطقة في السنوات القادمة. أن عملية الحوار يمكن ان تتوقف او تتأخر، او تخرج عن المسار لكنه لا يملك الجميع الا ان تبقى ولا أحد يجب أن يشعر بأنه مستبعد.

·       خامسا: نحن في حاجة الى حوار صريح بين السودان و الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيهز  الحوار أمر ضروري لمعالجة المشاكل، وإيجاد وتنفيذ الحلول الإيجابية سواء في السودان او في المنطقة. نحن في حاجة الى حوار عادل وحقيقي يمكن أن تتنفس فيه الهواء الجديد في علاقاتنا. نحن نحتاج الى حوار اوروبي سوداني يلتزم فيه  الجميع ولن تنجح إلا إذا كنا جميعا نعتقد في أهمية العلاقات الجيدة بين السودان والاتحاد الأوروبي ودوله. يزعم بعض المراقبين أن الاتحاد الأوروبي هو وحش للبيروقراطية، وبطيء في العمل. أن ذلك صحيح. لان الاتحاد الأوروبي مبنى على التشاور والاجماع بين دوله، ولكن بمجرد اتخاذ قرار، فكل الدول الاوروبية ملزمة بتنفيذه بدقة وعلى نحو شامل في جميع المجالات.

·       سادسا: نحن على استعداد للانخراط بشكل وثيق مع كل الشركاء السودانيين من اجل التعاون في منع التطرف ومكافحة الإرهاب. ان التطرف والإرهاب يهدد العلاقات المشتركة بين السودان ودول الاتحاد الاوروبي. أن التطرف والغلو يضر بالعلاقات. التطرف يقاوم التقدم والتغيير، ويقتل الأمل ويزيد الفوضى والعنف. علينا أن نوحد جهودنا لجعل بلادنا كلها مكان أفضل للعيش.

السيدات والسادة، في الختام،

نحن نعتقد في أهمية العلاقات الودية مع السودان لصالح الجميع. نحن لا نزال ملتزمين بدعم السودان في سعيه لإيجاد حل دائم للتحديات المثابرة لاسيما السلام والتسوية السياسية من خلال الحوار الوطني والتحول الديمقراطي والرخاء لشعبه.

 

Welcome

Install
×