رئيس الإدارة المدنية لولاية الجزيرة صديق عثمان أحمد لـ(راديو دبنقا):الدعم السريع وجهاز الاستخبارات (الكيزاني) ومعتادي الإجرام وراء انتهاكات الجزيرة!!
الدعم السريع لم يقم بترشيحي أو تعييني ووقفت على أضرار قرى الحلاويين الغربية ووصول الخدمات للمناقل رغم سيطرة الجيش عليها!!
أنا حزب أمة قومي وما أقوم به ليس بتوجيه من قبل الحزب!!
تواصلنا مع مجلس الأمن واليونسيف واليونسكو وأطباء بلاحدود!!
أديس ابابا: 10 مايو 2024: راديو دبنقا
أجرى الحوار – أشرف عبدالعزيز
في 25 مارس الماضي أعلنت (قوات الدعم السريع) تأسيس إدارة مدنية لولاية الجزيرة، مكونة من 31 عضواً، ويترأسها صديق أحمد عثمان والذي قال في أول خطاب له : (إنهم بصدد تطبيق حكم اتحادي).. ولكن قبل أن يجف المداد الذي كتب به حبر كلماته واجهت سلطته تحديات جسام في مقدمتها الانتهاكات التي طالت المواطنين من قبل قوات الدعم السريع فضلاً عن تدهور الخدمات وقطوعات خدمات المياه والكهرباء والانترنت ..(راديو دبنقا) أجرى هذه المقابلة الخاصة مع صديق أحمد عثمان للوقوف على ما تقوم به الادارة المدنية.
ـ مرحبا بك استاذ صديق في (راديو دبنقا).
في البدء نشكر (راديو دبنقا) على اهتمامه بالقضايا الملحة التي تدور في الساحة السودانية ونأسف على تأخير الإجابات ، وذلك لظروف الطوارئ التي تمر بها الولاية ونأمل أن تكون إجاباتنا شافية وكافية.
ــ ماهي علاقتكم بحزب الأمة القومي وهل تم انتخابكم أم توليتم المهام بتعيين من قوات الدعم السريع؟
علاقتنا بحزب الأمة القومي علاقة تأريخية علاقة انتماء تأريخي ليس فيه شك أو لبس، كل تأريخي منذ أن بدأت السياسة هي علاقة انتماء أصيل بحزب الأمة لقناعتي بأيدلوجية الحزب، ولكن ما نقوم به الآن ليس بدافع حزبي أو بتفويض من قبل الحزب ، نقوم بذلك لما فيه من أجندة وطنية وبرنامج وطني ملح، فالساحة تعج بالقضايا التي تهم المواطن، وعلمنا حزب الأمة أنه إذا احتاج الوطن لأبنائه ينبغي أن لا يترددوا في تبني قضايا الوطن، علمنا هذا الحزب العملاق تقديم القضايا الوطنية على الانتماءات الحزبية الضيقة، ولذلك تحملنا هذه المسؤولية، أما عن الدعم السريع فهو لم يرشحني أو قام بتعييني، لأني كما أسفلت قبلت بهذا التكليف من باب الوطنية وليس من باب الانتماء الأيديولوجي أو الدفع من جهة بعينها، دافعنا للتصدي لهذا العمل هو المصالح الوطنية فقط دون سواها، كل الأمر أننا كمجموعة تمثل واجهات سياسية مختلفة اتفقنا أن ندير المرحلة بوعي كبير، وإدارة العمل المدني تقتضي التنسيق مع الدعم السريع من أجل الحماية بحكم أنه الجهة المسيطرة على الولاية، فعلاقتنا مع الدعم السريع علاقة تنسيق أمني فقط.
ــ ماهي مجهوداتكم تجاه الخدمات؟
مجهوداتنا في دعم الخدمات مقدرة فلقد سعينا في فتح الأسواق والمدارس والمستشفيات وتشغيل المواصلات وانسياب العمل الإنساني، كما تواصلنا مع عدة جهات مدنية ووجدنا تجاوباً كبيراً في مجال الخدمات العامة، سعينا كذلك لتوصيل الكهرباء في المناطق التي تعرضت لأعطال فنية أو جراء القصف الجوي .. وفرنا قطع الغيار لمحطات مياه الشرب.
ــ هل تواصلتم مع جهات خارجية ؟
نعم تواصلنا مع جهات خارجية متعددة، تواصلنا مع مجلس الأمن، والمنظمات العالمية المتمثلة في أطباء بلاحدود واليونسكو واليونيسيف والفاو وعدة جهات خارجية.. وجدنا منها الترحيب والوعد بتبني المشاريع التي تقدمنا بها سواء كانت في مجالات التعليم أو الصحة أو مدخلات إنتاج الزراعة، وكذلك ستعمل هذه المنظمات على مدنا بمواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية، سنسعى جاهدين للاكتفاء الذاتي حتى لا نعتمد على أية مساعدات.
ــ هل تتلقون شكاوى من المواطنين جراء الانتهاكات وماذا تقدمون لهم؟
نتلقى شكاوى متعددة من المواطنين بشأن الانتهاكات وكما تعلم البلد في حالة حرب وليس في سياحة ترفيهية، والحرب (عندها) مخلفات.. سواء من الأطراف المتقاتلة أو معتادي الإجرام والنهابين الذي أطلق سراحهم من السجون جلهم موجودين في الساحة التي تعج بمجموعات متعددة، ووجدنا بعض منهم ينتمون لجهاز الأمن والاستخبارات (الكيزاني) يمارسون في هذه الانتهاكات وأودع بعضهم السجون.. صحيح هناك جزء من ضعاف النفوس ينتمون للدعم السريع ارتكبوا انتهاكات، نحن لا نعمل على تغطية من يقومون بجرائم وانتهاكات ضد المواطن، كل الجهات التي تنتهك حقوق المواطن معلومة لدينا واجتهدنا أن نحسم هذا الملف الذي يؤرقنا كثيراً، فهمنا الأساسي هو المواطن، ومن أجل ذلك نسعى لوقف الحرب.. نتلقى شكاوى ونجتهد في حل الأزمات في المناطق التي تحدث فيها انتهاكات.
ــ انتهاكات قوات الدعم السريع بقرى الجزيرة لا تحتاج لسبر أغوار لاكتشافها لماذا لم تصدرون بيانات إدانة أو توضيحات على الأقل عن استمرار الانتهاكات؟
الانتهاكات كما أسلفت هي من عدة جهات وليس الدعم السريع فقط وتابعناها بدقة، فلقد قمنا بطوافات تفقدنا خلالها قرى الحلاويين الغربية ووقفنا على الأضرار التي حدثت وأصدرنا بيانات شجب وإدانة، وكذلك نفذنا حملات بمساعدة قوات الدعم السريع لحسم التفلتات، وآخر مساعينا تكللت بإخراج 5 ألف من مجموعات الإسناد التي كانت تتواجد بالولاية حيث استبدلت بإرتكازات في القرى من أبناء القرى المدنيين لمراقبة أوضاع المواطنين.. وإذا أحسوا بأي خطر يتصلوا بالإرتكاز (القريب) لهم التابع لقوات الدعم السريع، ومن ثم سيجدون النجدة.. ضعف الإعلام مشكلة بالنسبة لنا وذلك للضرر الكبير الذي حدث لإذاعة وتلفزيون الجزيرة جراء الاشتباكات، في وقت تغض فيه بعض وسائل الاعلام التي تتناول أحداث الحرب في السودان نظرها عن مجهودات الإصلاح التي نقوم بها، من الواضح أن بعض وسائل الاعلام تبث فقط ما يرد إليها من فلول النظام البائد (الكيزان).. نحن مع وقف الحرب والسلام ثم السلام.. لن يغمض لنا جفن أو عين حتى نرى المواطن ينام قرير العين لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه.
ـ يعاني المزارعون من الحصول على الآليات والوقود لحصل الموسم الشتوي والاستعداد للموسم الصيفي؟
هذه أخبار غير صحيحة نحن وفرنا الوقود لكل أقسام الجزيرة وكذلك (الخيش) ونعمل بالحصادات التجارية لأن الحصادات الخاصة بالمشروع موجودة بالمناقل، ونحن نتعامل مع قسم المناقل لأن المنطقة بها مواطنين ولو حصلت (أي حاجة) للمناقل التي ليست تحت سيطرة الدعم السريع أيضاً قد نسأل عنها، وبالتالي نحن نصر على أن تصل الخدمات للمواطن بغض النظر عن من الذي يسيطر فنحن همنا المواطن أولاً وأخيراً، في المقابل الجيش يمنع أي خدمات يمكن أن تدخل المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع بالجزيرة، ومع ذلك نظل نتمسك بحقوق المواطن حتى في المناطق التي يسيطر عليها الجيش كما فعلنا مع مواطني المناقل، وتجربتنا صادقة إذا نجحت سننشرها في كل ولايات السودان، ونتمنى أن لا تتمدد الحرب في الولايات التي لم تصلها حتى لا يطالها الخراب ويحيق بمواطنيها البؤس جراء هذه الحرب اللعينة، بالنسبة للحصاد القمح الآن تم حصده وهو موجود بالمخازن والمخابر تنتج خبز من القمح الذي حصدناه.