رئيس الإدارة المدنية بشرق دارفور: شرق دارفور نموذج للاستقرار والتحدي في ظل الحرب

محمد ادريس خاطر رئيس الإدارة المدنيه ولاية شرق دارفور في الوسط - راديو دبنقا


الضعين: 7 يناير 2025: راديو دبنقا
قدم محمد إدريس خاطر، رئيس الإدارة المدنية بولاية شرق دارفور، رؤية شاملة للوضع الراهن بالولاية في ظل الحرب. وتطرق في حديث لراديو دبنقا إلى التحديات التي تواجه الولاية، الإنجازات المحققة، وانتقد سياسات المركز التي ساهمت في تفاقم أزمات الولايات.
موقع إستراتيجي واستقرار مجتمعي
وأكد محمد إدريس خاطر أن ولاية شرق دارفور تتميز بموقعها الإستراتيجي الذي يربط إقليم دارفور بدولة جنوب السودان، ويجعلها معبرًا حيويًا بين ولايات دارفور ووسط السودان عبر كردفان. وأوضح أن الولاية قدمت نموذجًا فريدًا في إدارة آثار الحرب منذ اندلاعها، حيث أصبحت وجهة آمنة للنازحين الفارين من ولايات دارفور الأخرى، بفضل جهود المجتمع المحلي.
ورغم إغلاق المؤسسات الحكومية بسبب الحرب، استطاع المجتمع المحلي تفعيل هذه المؤسسات وإعادة تشغيلها، مستشهدًا بما حدث في بدايات الحرب حين نجحت الولاية في الحفاظ على الاستقرار قبل انسحاب الجيش من الضعين. وأشاد رئيس الإدارة المدنية بوعي السكان المحليين الذين تجاوزوا الانقسامات بين الجيش والدعم السريع.
تحديات أمنية واقتصادية
وأقر محمد إدريس خاطر في حديث لراديو دبنقا بوجود تحديات أمنية مثل الاحتكاكات بين المزارعين والرعاة، بالإضافة إلى بعض حوادث السرقة، إلا أنه وصفها بأنها تحت السيطرة.
على الجانب الاقتصادي، انتقد رئيس الإدارة المدنية السياسات المركزية التي حرمت الولايات من البنية التحتية ومقومات الصناعة والإنتاج، مما أجبرها على الاعتماد على السلع القادمة من المركز. ومع ذلك، تمكنت الولاية من تخطي هذا التحدي عبر التوسع التجاري مع جنوب السودان وليبيا، حيث نجحت في توفير كميات كبيرة من السلع الضرورية بفضل التفاهمات الشعبية والدبلوماسية مع جنوب السودان. وأشاد خاطر بالدور الكبير الذي لعبه زعماء النظام الأهلي في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية مع الجوار.
التعليم وحرمان الطلاب من الامتحانات
وأبدى محمد إدريس خاطر أسفه لحرمان طلاب شرق دارفور من الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية نتيجة حصر الامتحانات على المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش. واعتبر هذا القرار سياسيًا، إذ حرم 80% من الطلاب من حقهم في التعليم.
ودعا إلى ضرورة إيجاد حلول عادلة تتمثل في إنشاء مراكز امتحانات في جميع المناطق التي يوجد بها طلاب، تحت إشراف دولي. وأكد أن التعليم حق مكفول وفق المواثيق الدولية، مشيرًا إلى تنسيق الولاية مع الأمم المتحدة للضغط لإيجاد حلول تضمن حقوق الطلاب.
قضية استبدال العملة
وانتقد رئيس الإدارة المدنية بولاية شرق دارفور في حديث لراديو دبنقا قرار البنك المركزي باستبدال العملة، واصفًا إياه بأنه غير قانوني وغير شرعي، حيث جاء القرار دون مراعاة الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها المواطنون. وأشار إلى أن هذا القرار، الذي وصفه بأنه يخدم أجندات سياسية، تسبب في صعوبات كبيرة للمواطنين للوصول إلى مراكز الاستبدال.
كما أوضح أن العملة الجديدة تعرضت للتزوير، مما أضاف المزيد من التعقيدات، في حين ظلت مناطق سيطرة الدعم السريع تتعامل بالعملة القديمة، مع فرض قيود صارمة على التعاملات المالية لضمان منع تسرب العملات المزورة.
الوضع الإنساني ومعاناة النازحين
وصف محمد إدريس خاطر الوضع الإنساني في الولاية بأنه غاية في السوء، مشيرًا إلى أن ولاية شرق دارفور استقبلت أعدادًا كبيرة من النازحين الذين استقروا في المدارس وفي ثلاثة معسكرات جديدة بمدينة الضعين، هي: المنارة، لقاوة، ومعسكر آخر في أطراف المدينة.
وأوضح أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى النازحين لا تغطي إلا 10% من الاحتياجات الفعلية، مما أدى إلى تضخم كبير وندرة حادة في السلع الأساسية مثل الذرة والدخن.
كما أشار إلى الضغط الهائل على الخدمات في المدينة نتيجة زيادة عدد السكان إلى ضعف الحجم الأساسي، ودعا المنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لإنقاذ الوضع. وأوضح أن الموسم الزراعي لم يكن جيدًا هذا العام، مما فاقم من التحديات الاقتصادية والإنسانية.
رسالة للمستقبل
في ختام حديثه لراديو دبنقا، أكد محمد إدريس خاطر أن ولاية شرق دارفور تسعى باستمرار لتحقيق الاستقرار وتوفير الخدمات والسلع الأساسية لسكانها. كما شدد على أهمية التعاون مع المجتمع المحلي والمنظمات الدولية لإيجاد حلول جذرية للتحديات الراهنة وضمان العدالة الاجتماعية، مع العمل على بناء نموذج حقيقي للسلم الاجتماعي والاستقرار في ظل الحرب المستمرة.

Welcome

Install
×