رأي يتجدد حول معضلة الجيش والحكم الديمقراطي المدني
في ظني أن الوضع المستقبلي للجيش يمثل أحد عوامل تأخير إحداث التغيير المرتقب. فالجيش الحالي بتركيبته الإنقلابية التي ترسَّخت عبر أعوام الإستقلال الست و الستين ، و بمركزية هيكليته و قيادته التي تُخضع كل مكوناته بأمر قيادي فردي ، و بتلويثه السياسي عبر كامل عقود الإستقلال و الذي لا تسلم منه أي جهة أو حزب ، و بعقيدته المتغيرة حسب الأهواء ، و بمحدودية تجربته القتالية منذ الاستقلال و إقتصارها أساساً علي قمع أبناء الوطن ، تاركين الحدود لعبث الجيران ، إحتلالاً عسكرياً أو إستغلالاً إقتصادياً، و بما أضاعه أفراده من مظاهر الضبط و الربط ، و ما إبتُلي به من التعيينات الفوقية دون إستحقاق ، و بما يقوم به من ممارسات إقتصادية خارج الإطار المالي المركزي للدولة ، و ما فرّط فيه من مساحات من أرض الوطن جنوباً و شمالاً و شرقاً للجيران و غرباً للميليشيات و المهجَّرين ، و ما أصبح يشاهد علناً من إنحناء ضباط عظام لتحية قيادات جنجويدية..الخ