د.نعمات كوكو: فوز ترامب يجب أن يدفع القوى الجماهيرية نحو التغيير
امستردام: الخميس 7/ نوفمبر/ 2024م: راديو دبنقا:
اعتبرت د. نعمات كوكو القيادية في المجتمع المدني وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، أن فوز الرئيس السابق دونالد ترامب لم يكن مفاجئ، خاصة وأنه كان مركزًا على قضايا الداخل وهذه القضايا التي تهم المواطن الإمريكي لكنه طارح شخصيته كرجل سلام، وفي ذات الوقت سيجفف كل الميزانيات التي كانت تذهب إلى الحروبات خاصة أوكرانيا. ورأت أن فوزه يدفع الشعب السوداني نحو التغيير.
واعتبرت أن أثر فوز ترامب على السودان لن يمارس ضغوط على الإمارات لرفع يدها عن ملف السودان، وقالت إن اهتمامه بالداخل سيمكنه من إعادة النظر في كل الميزانيات التي كانت مرصودة من قبل الإدارة الأمريكية عبر الصناديق المختلفة لدعم منظمات المجتمع المدني السودانية أو القوى المعادية للحرب والتي تقف في خندق “لا للحرب”.
كما توقعت أن يؤثر فوز ترامب على الميزانيات المدفوعة لمشاريع التنمية سواء كانت في دول العالم الثالث أو النامية في إفريقيا واعتبرت أن أثر هذا الفوز على السودان في ملفه السياسي والاقتصادي والعسكري سيكون صعب جدا. كما أن منظمات المجتمع المدني التي نهضت عقب اندلاع الحرب ووقفت ضد الحرب فالدعم الموجه لها سيقل.
وقالت المديرة السابقة لمركز الجندر د. “كوكو”: إنَّ أخطر مؤشر يتمثل في علاقته مع الإمارات والمصالح الاقتصادية المرتبطة بين الدولتين وهذا ما يجعلها لن ترضخ ضغوط مستقبلًا لرفع يدها من حرب السودان.
ورأت أن هذا الأمر يعتبر سلاح ذوحدين في أن يضعف القوى التي تقف في خندق الحرب، لكن يدفع القوى التي تنادي بالاعتماد على جماهير الشعب السوداني نحو التغيير، وتابعت قائلًة: ” هذه محطة لابد أن يفكر فيها الناس بصورة جادة، في أنه كيف يتم التعويل على قدرات شعبنا على وقف الحرب واستنفار كل القوى داخل وخارج السودان والداخل تحتاج إلى الدعم أكثر ومن هم في الداخل وعلى من هم في خارج السودان بذل كل جهودها لدعم الداخل”.
الاعتماد على الجماهير:
وأوضحت القيادية المدنية والباحثة في قضايا المرأة بأن هذا لايمنع التعاون والاتصال مع القوى الإقليمية والدولية التي يمكن أن تقف مع الشعب السوداني حال أرسل إشارات في أنه قادر على فرض بند السلام والاعتماد على جماهيره. مشيرًة إلى أن شعار بناء السلام في العالم بالانسحاب من كل البؤر التي تشهد توترات عسكرية هو الذي دفع بفوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وشددت على المضي قدمًا في ذات الاتجاه وتابعت” أننا نحن مع وقف الحرب وبناء السلام ودعم اصدقائنا وقوى السلم في العالم بما فيها الدول الإقليمية والمجتمع الدولي”.
لكنها رأت قبل ذلك أنها فرصة في استخدام السلاح الآخر وقالت: سلاح الاعتماد على الذات والاعتماد على قدرات جماهير شعبنا والنصر الحتمي لشعبنا، وستقف الحرب يومًا ما لكن للأسف ثمنها غالي جدًا مقارنة بالموت والنزوح ومعاناة النساء من العنف الجنسي وسلاح الاغتصاب، كلها أشياء فوق تصور البشر”، وعبرت عن أملها في أن يعيد الجميع حساباتهم وقراءة المشهد ويبدأوا في ترتيب أوضاعهم.
اهتمام محلي ودولي:
من جهته اعتبر القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل” د. عادل خلف الله أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية دائماً ما تحظى باهتمام محلي ودولي عالي كما جرت العادة، وعزا ذلك لاعتبارات كثيرة ومتعددة.
وقال خلف الله لـ”راديو دبنقا”: إنَّ الأجواء التي يمكن جئ بها بالحزب الجمهوري وبالرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مجدداً هي شبيهة بالأجواء التي جئ بها عبر الانتخابات التي تؤثر عليها قوى ومراكز ولوبيهات تامة في المجتمع الأمريكي بأوباما. والقاسم المشترك بين الظرفين هو الحاجة الداخلية والخارجية لأمريكا عند الاستراتيجين الأمريكيين لتغيير وجه أو صورة أمريكية موقتاً في إطار ذات السياسات.
وأشار إلى أن مفكر كبير ومؤثر أمريكي أشار في وقت سابق في مقال قيم أن أمريكا هي أنصع مثال لنظام الحزب الواحد. وقال خلف الله : صحيح في التفاصيل الصغيرة يمكن أن يكون هناك فروقات درجية وليست نوعية ما بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي حينما يكون ساكناً في البيت الأبيض، ولكن على المستوى الإستراتيجي وعلى مستوى روية أمريكيا للعالم. ليست هناك تغييرات جزرية أو نوعية في ما يتعلق بنظرتها للعالم وسياساتها الخارجية.
وقال القيادي البعثي والكاتب الصحفي بصحيفة الهدف د.عادل خلف الله من جانب آخر علينا أن نتذكر أن الإدار الأمريكية تدير علاقاتها مع العالم من خلال أكثر من مؤسسة. وبالتالي في ظل الظروف التي صعد فيها ترامب مجدداً والخطاب الذي وصف فيه مجيئه بالفوز التاريخي وهو محق في ذلك. اتسم بالهدوء وبلغة تصالحية.
السودان ليس أولوية:
واعتبر أن ذلك نهج يمكن أن يكون موقتاً في بداية السنوات ألاربع. ولكن بعد حين سوف تعبر إدارة ترامب عن الإسراتيجية الأمريكية قد تضطر لاعتبارات متعددة تغيير وسائل السياسة والدبلوماسية. ولكن الأهداف تبقى كما هي وقد تؤدي مراعاة الظروف والتحولات الإقليمية والدولية إلى إرجاء أو تغيير التوقيتات تحقيق ما هو اسراتيجي.
وقال القيادي البعثي عادل خلف الله في هذا الإطار مع فداحة استمرار الحرب في السودان لأكثر من 18 شهرًا وما ترتب عليها من تدمير للبنى المجتمعية وحجم الإنتهاكات غير المسبوق ودمار للبنى التحتية. إلا أن ما يجري في السودان ليس أولوية لإدارة ترامب حالياً خاصة في الشهور الأولى لإدارته. وعلى هذا الأساس في التقدير ليس هناك تغيير جزري أو سريع في موقف الإدارة الأمريكية من الحرب في السودان.
وأوضح أن الولايات المتحدة تدير علاقاتها الخارجية بعدة وسائل منها استخدام الوكلاء وقال إنَّها اضطرت لغزو العراق في 2003 ولكن تركت مهمة إدارة الملف العراقي لإيران. رغم الحرب الكلامية والعداء الصوري الذي يظهر في الإعلام بين أمريكا وإيران.
وتوقع أن تستمر السياسة الأمريكية بأنها ستوكل بشكل رئيسي مهمة ملف السودان لحليفتها الاسراتيجية بريطانيا. وعزا ذلك لاعتبارات كثيرة تتمثل في التعامل مع مايجري في السودان مع نهوض الحركة الجماهيرية في مواجهة النظام السابق. وفي الآخر تفصلت الى رؤية سودان ما بعد البشير كما تمت تسميته في تصورات المنظمة البريطانية “شاتم هاوس”، وعلاقاتها ما بعض من تسميهم المؤثرين والفاعلين السودانين. هي ستكون الإطلالة أمريكا اتجاه السودان ما لم تختضي تطورات تدخولها بشكل مباشر.
العصا والجزرة:
وتوقع القيادي البعثي د.عادل خلف الله في حديثه لـ”راديو دبنقا” أن تستعمل أمريكا سياسية العصا والجزرة، وقال: العصا بما فيها عقوبات على عناصر من النظام السابق وقيادات في القوات المسلحة وقيادات في الدعم السريع. ولكن ما وصفه بإزدواجية السياسة الأمريكية لن تقطع الطريق أمام استخدامها مع ذات الأطراف الثلاثة الفاعل الرئيسي في استمرار الحرب في السودان فإنها ستستعمل الجزرة. بتقديم الوعيد والوعود والحوافز ستستمر في التعامل من قبل إدارة ترامب مع ما يجري في السودان.
وخلص إلى أن كل تلك الحيثيات أوصلتنا إلى نتيجة للإجابة على سؤال لماذا استمرت الحرب في السودان طيلة هذه الشهور الـ 18، وعزا ذلك إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الأوروبين وخاصة بريطانيا ونفوذها ودورها في المؤسسات الإقليمية والدولية، عبرت عن ما تمت الإشارة إليه بجعل ما يجري في السودان ليست من أولويات الاستراتيجية الأمريكية حاليًا، بحسابات الزمان باعتبار أن الأمور لم تستوي كما تخطط لها الإدارة الأمريكية.
وقال الكاتب الصحفي بصحيفة الهدف عادل خلف الله: إنَّ أطراف الحرب تلمست هذا الموقف ولذلك تمادت في استمرار الحرب مشيرًا إلى أن كل التقارير وكل الوقائع والمشاهدات أكدت بأن الحرب الآن هي حرب النظام القديم بدولته العميقة ببعض قيادات جيشه والدعم السريع على المواطن السوداني وعلى أمن وإستقرار السودان.