د. بشير إدريس محمدزين: تعظيم سلام لمنبرشات: جميلات ياخي البنات ديل …

من خواص، ولطائف ثورتنا، ثورة الشعب السوداني المباركة هذه، ظهور شرائح من هذا الشعب العظيم ما كان أحدٌ يُلقي لها بالاً، ولا يظن أنْ سيكونُ لها باعٌ في …

د. بشير ادريس محمد زين

من خواص، ولطائف ثورتنا، ثورة الشعب السوداني المباركة هذه، ظهور شرائح من هذا الشعب العظيم ما كان أحدٌ يُلقي لها بالاً، ولا يظن أنْ سيكونُ لها باعٌ في الثورة، أو الإنتفاضة، أو المظاهرات حتي!!

أكبر هذه المفاجآت هي شريحة الشباب (بنين وبنات) التي فجَّرت الثورة من (أساسو) ضد الإنقاذ .. فهذه الثورة ثورةٌ شبابية بإمتياز، ولا يستطيع أحدٌ أن يدَّعي -غير الشباب من الجنسين- ملكيتها..وكلُّ الذين ظهروا الآن من أجسام، وهيئات، وأحزاب هم عبارة عن (مقطورات) في قطار الشباب المنساب بقوة نحو آخر محطة..
وشريحةُ الشباب هذه كان ناس الإنقاذ يهزأون بها، ويستهدفونها، ويعتبرونهم أولاد (منصِّلين بناطلينهم ساكت، وبنات مطلوقات ما عندهن أهل ساكت) حتي جاءهم أمرُ الله من حيث لم يحتسبوا، فبدأوا الآن (يطَّاقشون) يمنةً ويسرة، ويتملقونهم بمعالجات فطيرة، متعجِّلة وساذجة كفتح شارع النيل مثلاً، أو إتاحة مقاهي الشيشة، أو إقتراب إفتتاح المدينة الرياضية، وغيرها من سخافات وعباطات.. وهم -أي ناس الإنقاذ- لا يعلمون أن (القطار قد فاتهم) علي قول المرحوم علي عبد الله صالح، وأنهم يُوشَك أن يُفتَك بهم من حيثُ أمِنوا إن شاء الله..

المفاجأة الأخري (الظريفة) هي (مُنبرِشات)..آآآي نعم مُنبرِشات.. وأكيد كثيرٌ منكم لم يسمع بشئ إسمُه مُنبرِشات..
أنا أقول ليكم (طال عمركم):

الإنبراش بالعامية هو الإنزلاق فالتدحرُج (ولكن فجأة)..من مكانٍ عال، أو في مكان لزج، أو منحدر..

والإنبراش ضروري فيه عنصر المفاجأة..يعني الذي يتزحلق فينبرش بمزاجو لا يسمَّي منبرشاً..إذ لابد أن يحدث له الإنبراش بصورة مفاجئة، وغير متوقعة، وعلي حين غرة !!

والمنبرِش في الغالب يتدحرج مساااافة قبل أن يثبت، أو يرتطم بشئ فيثبِّته، وقبل أن يُدرك أنه إنبرش ذاتو..لأن عملية الإنبراش تتم في جزء من الثانية، ودائماً ما تتشتت أشياء المُنبرِش التي كان يمسكها بيديه في أنحاء متفرقة في مكان الإنبراش، وربما تتكسَّر (وتتدشدش حِتة حِتة) إذا كانت قابلة للكسر، ويمكن أن تضيع، ولا يجد لها أثراً..وفي أحيان كثيرة (ينبرط) أحد الكوعين أو كلاهما..أو إحدي الركبتين أو كلتاهما..وفي أحيان نادرة إذا وقع المُنبرِش علي (خشمو) ربما تنكسر له سنٌ او أسنان، وفي هذه الحالة غالباً يحدث له جُرح قطعي في إحدي شفتيه أو في كلتيهما..

وأوّل شئ يفعله المنبرش أنه يحاول أن يقوم بسرعة قبل أن يراه أحد، ثم يبدأ في لملمة أشيائه المتشتتة، ويتظاهر بأنها سقطت منه (لحالها كدة)، هذا إذا كان ذلك ممكناً..

قِشر الموز في الأسطُح المستوية يُسبب الإنبراش المعنِي حتماً، وكذلك الشامبو، وقطع ألواح الصابون اللاصقة علي أرضية الحمامات..وأيُّ شئ( لايوق) آخر في ظروف مواتية لحدوث الإنبراش..وأكعب أنواع الإنبِراش هو الإنبراش في الأماكن العامة، وعندما تكون الناس مركِّزة عليك، وعندما تكون ملابسك غير مناسبة، لأنه في هذه الحالة الآخيرة يحدث (شتِّيت) شديد (لك) ولأشيائك التي تحملها !!

طيب مِنبَـر-شات هو أصلاً منبر لونسة البنات (المخصوصة) في الفيسبوك، لأن ونسة بالإنجليزي تعني (شات chat)..
ولكن تظارُفاً، أمكن تحوير الإسم إلي (مُنبرِشات) بحسب التوصيف الذي ذكرناهُ آنفاً..
وقالت لي بعضُ صديقاتي في المنبر -والذي هو وقفٌ للبنات- إنَّ هذا المنبر، وعندما تحوَّر، أصبح للونسة بين البنات (المُنبرِشات) في الأولاد السَّمحين..أيوة الأولاد السّمحين، وأخبارهم، وجمع معلومات عنهم، (كدة بالواضح وما بالدَّس)..ودا أعتقد حقٌّ (دستوري) ما شايف فيهو غضاضة..وزي ما الأولاد (بِنـبَرِشوا) في البنات السَّمحات، هن برضو عندهن نفس الحق !!
وبهذا الفهم فالواحدة منهن عندما (تنبرِش) في أحدهم، يحدث لها من (البهدلة، والشِّتّيت، والدشديش، والرچرچة) مثلما يحدث للمنبرِش حقيقةً كما شرحنا حالَه أعلاه..

ولكن الآن، وعندما جاء وقتُ الجد، وإندلعت الثورة المباركة، وتوجَّب علي أيٍّ كان أن (يردِم) ناس الإنقاذ مما يليه، الكنداكات المنبرشات قُلنَ: (يا جماعة الآن الحصة وطن)، فأوقفن فوراً كلَّ حديث عن أي ولد سمِح، وعن أي إنبراش، أو دشدشة، أو رچرچة، وشَـمَّرن عن سواعدِهن، وتفرَّغنَ لفضح، وكشف الحرامية، والأمنجية، ولصوص، وربَّاطة الإنقاذ الذين يطاردون المتظاهرين، ويعتقلونهم، ويعذبونهم، أو يقتلونهم، وللذين يعتقلون البنات في المظاهرات، ويعذبونهن، ويتحرشون بهن، أو ينتهكون كرامتهن.. وهنَّ كذلك يقُمن بتعرية زعامات الإنقاذ، وساستها، وقادتها ورموزها من ذوي (الطهارة) المكذوبة، وكشف أسرارهم، وفضح ممارساتهم، ونزواتهم، ومغامراتهم، ولصوصيتهم.. وفي إضراب يوم أمس ٥ مارس طلبن إلي كل موظف يفصله مديرُه بسبب مشاركته في الإضراب أن يمدَّهن بإسمه كاملاً وصورته وسيقُـمن باللازم معه.. وهذا دورٌ عظيم يُشكَرن عليه بلا شك..وهُنَّ بذلك سيخفِّـفن الضغط علي الثوار، والثائرات بإضعاف (العدو)، وإنهاكِـه نفسياً، ومعنوياً، وشلِّ حركته، وكسر شوكة جبروته، وبطشه بالثوار، إذْ مَن مِن ناس الإنقاذ بلا فضائح، ونزوات، وصولات، وجولات في عالم النساء، واللصوصية لا يخشي كشفها علي العامة؟!!!

ومن المؤكد أنه، وعندما تسقط هذه الحكومة -وهي ساقطةٌ بلا شك- أن (المنبرِشات) سيرجِعن ظافرات، غانمات، شاكرات، حامدات لممارسة فضيلة (الإنبراش السَّمِح) مجدداً.. وسيرجع منبرُهن إلي سابق عهده منبر-شات..

تحية كبيرة لمُنبرِشات..

برشـــة:-
إحذروا الإنبراش، ولكن إذا حدث فـرحِّــبوا بـه..
سِجن سِجن..غرامة..غرامة!!

••••

[email protected]

 

Welcome

Install
×