د.النور حمد يحذر من خطورة انفجار الأوضاع في القرن الإفريقي وقمة أسمرا افرزت تحالف جديد

القمة الثلاثية في العاصمة الاريترية أسمرا التي ضمت إلى جانب اسياس أفورقي كل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والصومالي حسن سيخ محمود الخميس 10/10/2024ـمصدر الصورةـ صفحة المتحدث بإسم الرئاسة المصرية على "فيسبوك"

امستردام: السبت 12/ 10/2024م: راديو دبنقا

حذر المفكر والكاتب الصحفي د. النور حمد من خطورة انفجار الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي، واعتبر أن الصراع في السودان تحول من صراع داخلي ليصبح إقليميًا ويشمل كل المنطقة، مشيرًا إلى أن الحرب منذ بداياتها حرب بالوكالة، وبدعم واصطفاف دول خلف طرفي الصراع السوداني ما أدى لتعقيد الأوضاع.

واعتبر النور حمد في مقابلة مع “راديو دبنقا” أن لقاء القمة الثلاثية الذي انعقد، الخميس،  في العاصمة الإريترية أسمرا بين الرئيس أسياس أفورقي والمصري عبدالفتاح السيسي والصومالي حسن شيخ محمود، بأنه تشكيل لحلف جديد في المنطقة غير أنه رأى بأنه لايبشر بخير وقال لايمكن أن ينظر إلى قمة أسمرا إلا على ضوء الأحداث التي جرت في منطقة القرن الإفريقي في الأسابيع الماضية.

وبحث الرؤساء فى القمة الثلاثية، وفق البيان الختامي، مُشاورات مُكثفة بشأن مسائل إقليمية ودولية تتعلق بسبل تعزيز علاقات التعاون بين الدول الثلاث في مختلف المجالات، بالإضافة إلى الأوضاع الإقليمية وجهود ترسيخ الاستقرار والأمن في القرن الأفريقي والبحر الأحمر.

وأرجع انعقاد قمة أسمرا على ضوء الاحتجاج الذي قامت به حكومة مقديشو ضد حكومة إثيوبيا، باعتبارها تواصلت مع إقليم أرض الصومال “صومال لاند” للبحث عن إيجاد منفذ بحري في ميناء بربرة على البحر الأحمر.مشيرًا إلى أن أديس أبابا لديها منفذ بحري من جيوبتي لكن رأى بأنها ربما ازدادت لديها حركة الصادرات والواردات ما دفعها للبحث عن منفذ آخر.

ورأى أن القمة ينظر إليها أيضًا في إطار محاولات السيسي للتضييق على إثيوبيا وتثبيت حكم العسكر في السودان. مشيرًا إلى أن السيسي يريد أن  ينسق مع الدول التي لديها شواطي طويلة على البحر أحمر كالصومال وإريتريا. وقال أنه لم يذكر السودان من بين الدول التي لديها شواطئ على البحر الأحمر باعتبار أن  السودان أصبح في أيديهم.

 وشكك د. النور حمد حول ما ورد في البيان الختامي للقمة الثلاثية في أسمرا، بأنه لايعكس كل ما دار في القمة وقال: “البيان الختامي طبعاً لايتحدث عن كل مادار بالفعل”، لكنه ربط مابين انعقاد القمة وما أشار إليه حول هبوط طائرة حربية في مطار مقديشو وأنزالها معدات عسكرية.

وأوضح أن كل منطقة القرن الإفريقي حاليًا أصبحت معرضة لتشكلات وتحالفات جديدة وأن هنالك انخراط لدول مع قوات الدعم السريع، وأخرى تقف خلف رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان من بينها هذه الدول الثلاث، بينما هنالك قوى إقليمية ودولية أخرى غير ظاهرة في الصراع بشكل مباشر ووصف الوضع بأنه أصبح مزعج جدًا وأن كل المنطقة أصبحت مشتعلة.

وقال الباحث والمفكر د. النور حمد لـ”راديو دبنقا”: إنَّ مصر كل قضيتها مياه النيل وهذه القضية معقدة وستخلق مزيد من تأزيم الوضع في السودان، ولم يستبعد أن تؤدي لتقسيم الإقليم إلى تكتلات إقليمية في سبيل تحقيق أهدافها، مشيرًا إلى أن قمة أسمرا أفرزت حلف جديد وسيكون في مقابله حلف آخر.

ولم يستبعد د. النور حمد أن يتشكل هذا الحلف من إثيوبيا وجنوب السودان ليكونا في صف قوات الدعم السريع، واعتبر أن حرب السودان قد دخلت مرحلة جديدة وخطيرة خاصة بعد الأنباء الأخيرة التي ذكرها الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي”، أن المصريين منخرطين في حرب السودان.

أكد على أن مصر واحدة من دول الجوار الإقليمي الداعمة لحكومة بورتسودان، وقال إنّها حاليًا منخرطة في الصراع باستخدامها سلاح الطيران داخل أراضي السودان، بهدف تثبيت حكم الرئيس عبدالفتاح البرهان عن طريق القوة العسكرية ليصبح ذلك أمرًا واقعًا. وتابع قائلًا:”السودان حاليًا أصبح محكوم مصريًا وحكومة بورتسودان نائبة عن مصر، هذا لا أكثر ولاأقل”. وأردف: “هذا الأمر أدى لتعقيد الأوضاع أكثر بعد أن كان هذا الصراع داخل السودان الآن أصبح  يشمل كل منطقة القرن الإفريقي، مشيرًا إلى أن حرب السودان من بداياتها حرب بالوكالة”.

وقال الرئيس السيسى في البيان الذي تلاه في ختام القمة:”تطرقنا كذلك في مباحثاتنا إلى عدد من الملفات الإقليمية المهمة في المنطقة ومنها الأوضاع في السودان الشقيق، اتفقنا على أهمية التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في كافة أنحائه في أقرب وقت ممكن وضرورة العمل على الحفاظ على مؤسساته الوطنية”.

واعتبر د. النور حمد تحركات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القرن الإفريقي أشبه بتحركات محمد علي باشا وتمدده في المنطقة، وقال إنَّ: محمد علي تمدد عسكريًا إلا أن السيسي يحاول التمدد دبلوماسياً وعسكريًا معًا واعتبر أن إرسال جنود و معدات عسكرية للصومال ماهي إلا محاولة للضغط على إثيوبيا من الناحية الشرقية.

واستبعد أي محاولات للضغط على إثيوبيا من جانب السودان مع ظروف الحرب الحالية معتبرًا أن ذلك لم يعد ممكنًا، بعدما أصبح الوضع في السودان مضطرب جدًا والحكومة السودانية نفسها تعاني من حصار وتضييق، وقال: ليس لديها فرصة لتمارس أي ضغوط على إثيوبيا من الناحية الغربية لان قوات الدعم السريع تمارس ضغط كبير عليها من ناحية القضارف.

وأرجع تحركات السيسي للتضييق على إثيوبيا بحكم أنها ذهبت في موضوع سد النهضة وأكملت الملء الأول والثاني إلى آخره، ومن غير أن تلتفت للاحتجاجات المصرية. إلا إنَّ مصر حاولت من قبل أن تمارس ضغطًا من داخل السودان على إثيوبيا وكان جزء من هذا الضغط، استجلاب طائراتها إلى مطار مروي ليكونوا على مقربة من الأراضي الإثيوبية، طبعًا باتفاق مع البرهان الذي كان يسيطر على الفترة الإنتقالية وأيضًا محاولة استرداد الفشقة وهي محاولة للضغط على إثيوبيا أيضًا”.

وقال د.النور حمد لـ”راديو دبنقا”: إنَّ إثيوبيا تجاهلت محاولات استرداد البرهان للفشقة باعتبارها ليست معركته بل معركة بالنيابة عن مصر، واعتبر أن الرئيس المصري عبدالفتح السيسي يمضي في وجهة أن يقلق منطقة القرن الأفريقي، وحذر من أن السيناريوها القادمة ستكون الأسوأ في المنطقة. مشيرًا إلى أن مساعي السيسي هي استعادة السيطرة على منطقة القرن الإفريقي دبلوماسيًا وجزئياً عسكريًا.

وحذر في ذات الوقت من الخطاب الأخير لحميدتي، معتبرًا أنه كأنما نفض يديه من أية مفاوضات واتجه إلى خيار الحرب دون الإلتفات لدعوات المجتمع الإقليمي والدولي بوقف الحرب، مشيرًا إلى أنه لديه مسببات في هذا الإعلان، خاصة أنه استجاب في مرات عديدة للمفاوضات في ظل الرفض المستمر من قبل الجيش، وتابع قائلًا: “مع ذلك الضغوط تمارس عليه هو أكثر من ما تمارس على الجيش السوداني”، وحذر من أن الأمور كلها في المنطقة يبدو انها تمضي نحو التصعيد وسيحدث فيها انفجار كبير.

ورأى بأن المنطقة مشتعلة بداية من لبنان مرورًا بإسرائيل وغزة و مصر و السودان و إثيوبيا و إريتريا الآن دخلت في الخط وستكون هنالك ترتيبات لايمكن الحديث عنها في المؤتمر الصحفي في أسمرا، وعبر عن اعتقاده بأن ماجرى في الأيام الماضية لاينذر بخير وأن ما ينذر باشتعال المنطقة كلها هنالك تمثلات أو تجسدات وهذه اللقاءات النظرية تظهر نتائجها في الواقع العملي في الفترة القادمة.

Welcome

Install
×