وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، سلطان بن سعد المريخي. يلتقي رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان ـ مصدر الصورة ـ الصفحة الرسمية للمجلس السيادي

أمستردام: الخميس 25 يوليو 2024: راديو دبنقا
استقبلت بورتسودان صباح الأربعاء 24 يوليو 2024 وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، سلطان بن سعد المريخي. ولم تخرج البيانات والتصريحات الرسمية عن هذه الزيارة عما هو مألوف في الأعراف الدبلوماسية من عبارات المجاملة عبر تأكيد المسؤول القطري عند لقائه بالفريق عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة، وقوف بلاده مع الحكومة الشرعية والقوات المسلحة السودانية في مواجهة التحديات التي تواجه السودان وعن أمله في أن يعم السلام ربوع البلاد، مؤكداً دعم بلاده لكل مبادرة صادقة تهدف إلى ذلك.
لكن لم يفت على المراقبين تزامن موعد الزيارة مع إعلان الإدارة الامريكية عن تقديمها دعوة للجيش وقوات الدعم السريع للاجتماع في جنيف من أجل بحث سبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار كيفية تأمين إيصال الإغاثة إلى المتضررين من الحرب. كما أن مشاركة مدير جهاز المخابرات العامة، الفريق أحمد إبراهيم مفضل، في اللقاء الذي جمع الفريق عبد الفتاح البرهان مع وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية أضافت بعدا جديدا لهذه الزيارة.
أدوار إقليمية للدبلوماسية القطرية
ومن المعروف أن الدبلوماسية الامريكية ظلت تستعين بعلاقات الدوحة مع عدد من الأطراف من أجل حلحلة العديد من الأزمات ومن بينها الأزمة في أفغانستان عبر استضافة المباحثات مع حركة الطالبان وكذلك لمعالجة الأوضاع في غزة في الأزمة الحالية والأزمات السابقة مستفيدة من علاقات الدوحة مع حركة حماس. ومن المعروف أن الدوحة احتفظت بعلاقات ممتازة مع نظام الفريق عمر البشير حتى سقوطه، فيما شاب التوتر علاقاتها مع الخرطوم في الفترة التي أعقبت ثورة ديسمبر وتشكيل مؤسسات الحكم الانتقالي.
تقريب وجهات النظر بين بورتسودان وأبو ظبي
واعتبر الكاتب الصحفي ورئيس تحرير صحيفة السوداني، عطاف محمد مختار، في حديث لراديو دبنقا أن قطر لا يمكن أن تخطو أي خطوة في المنطقة أو العالم دون إشارة دولية كبرى، ولها دور معروف في ملفات مثل أفغانستان وملف حركة حماس، فهي لا يمكن أن تدخل هذا المعترك دون إشارة أمريكية للعمل مثلا على تقريب وجهات النظر بين الإمارات والسودان أو في دفع المفاوضات القادمة لأنها تحتفظ بشعرة معاوية رغم التضييق الذي حصل أو قطع الطريق أمام قطر في الفترة الانتقالية، خصوصا الحادثة الشهيرة بإرجاع طائرة رئيس الوزراء القطري الذي كان يرغب في زيارة السودان.
الدور الإنساني
ونوه رئيس تحرير السوداني إلى أن اهتمام قطر بالأوضاع في السودان لم ينقطع مستشهدا بتغريدة الشيخة موزا بنت ناصر، والدة الأمير الشيخ جاسم بن حمد، التي تحدثت بشكل إنساني عن الأطفال والمشردين وعن أوضاع المدارس وعدم توفر التعليم والعلاج بالنظر إلى أنها المسؤول الأول عن الملف الإنسانية في دولة قطر. وأشار إلى أن للشيخة موزا بنت ناصر تجربة محترمة في السودان في دعم المدارس والأطفال الناجين من الحروب والأطفال فاقدي السند عبر الدعم النفسي والمادي، لكن هذه المدارس أصبحت محتلة الأن من قبل الدعم السريع.
شائعة الوديعة القطرية
وشكك الكاتب والصحفي في حديث لراديو دبنقا في المعلومات الرائجة بشأن الوديعة القطرية باعتبار أن قطر لا ترغب في الظهور كداعمة لأحد طرفي الحرب، لكن من المؤكد أنها يمكن أن تقدم مثل هذه الوديعة بعد الحرب، فيما الدعم القطري يتجه حاليا بشكل أساسي للمساعدات الإنسانية عبر الجسور الجوية وتوفير المعدات الطبية ومن خلال أنشطة الهلال الأحمر القطري ومنظمة قطر الخيرية في السودان.
دور متجدد في السودان
وذكر عطاف محمد مختار في حديثه لراديو دبنقا بالدور الكبير والحاسم الذي لعبته قطر في التوصل إلى اتفاق سلام دارفور ومن ثم دورها في عمليات إعادة الإعمار والعون الإنساني للمتأثرين بالحرب. وعبر عن قناعته بأن هذه الزيارة هدفها التقريب بين بورتسودان وأبو ظبي ودفع القوات المسلحة للإعلان عن قبولها المشاركة في المفاوضات القادمة في سويسرا التي دعا لها وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن خصوصا وأن قطر تلعب دورا كبيرا على مستوى المنطقة ككل.

Welcome

Install
×