خبراء عسكريون ومحللون: التصعيد الحالي انعكاس لفشل مفاوضات الدمج
قال الخبير العسكري اللواء أمين مجذوب اسماعيل إن التصعيد الحالي بين الجيش والدعم السريع انعكاس لفشل المفاوضات الخاصة بقضية الدمج .
وأوضح لراديو دبنقا إن هناك جهود لنزع فتيل الأزمة تجنباً للانزلاق إلى صراع مسلح لا يمكن التنبؤ بمآلاته.
وقال إن مطار مروي مطار استراتيجي وبه قاعدة جوية ولا يتحمل تحركات عسكرية بدون تنسيق.
وأعرب عن استغرابه لصدور بيان القوات المسلحة بعد وصول قوات الدعم السريع إلى مروي بدلا من حل الإشكاليات في وقت مبكر مبيناً إن القوات تحركت قبل 48 ساعة.
وقال إن تمسك أي طرف برؤيته حول قضيته الدمج أدى للتصعيد الحالي .
وسخر من تصريحات الأطراف بشأن الإلتزام بالتسوية في ظل وقف التفاوض مبيناً إن الآلية الثلاثية فقدت الثقة في الوعود .
واشار إلى تضارب المعلومات بين بياني القوات المسلحة والدعم السريع حول التنسيق في التحركات، وأكد ضرورة صدور قرارات مفصلية لتجاوز الأزمة.
محاولة للضغط السياسي
من جانبه، أكد الخبير العسكري اللواء المعتصم عبد القادر الحسن إن نشر قوات الدعم السريع محاولة للضغط السياسي أكثر من كونها مواجهة عسكرية مبيناً ان سامر الإتفاق الإطاري انفض دون التوقيع على الإتفاق السياسي النهائي.
وقال، في مقابلة مع راديو دبنقا، إن بيان القوات المسلحة يؤكد تمسك الجيش بالقيادة الموحدة للقوات المسلحة السودانية في المرحلة القادمة .
واوضح ان تحركات الدعم السريع لابد ان تكون وفق تراتبية من أعلى قائد الى ادني قاعدة حتى لا تحدث مثل هذه الإشكالات، مشيراً الي ان هذه التحركات الأخيرة حققت كسباً للقوات المسلحة إذ انها حازت على التفاف من المواطنين الذين يعتقدون ان مأمنهم وإستقرارهم الى جانب القوات المسلحة.
ونفي وجود مستدام للقوات المصرية في تلك المنطقة ، وقال اذا كانت هناك قوات فمن السهل ان يتم رصدها في مثل هذه المناطق المفتوحة مشيراً إلى حدوث مناورات عسكرية مشتركة بين فترة وأخري بين القوات الجوية السودانية والمصرية.
خلاف بسبب العملية السياسية
قال عثمان ميرغني، المحلل السياسي رئيس تحرير صحيفة التيار ، ان التوتر والمواجهة بين القوات المسلحة والدعم السريع بلغ مداه .
وأستبعد في مقابلة مع راديو دبنقا ان يكون الخلاف حول قضايا عسكرية وقال إن ما يتردد بأن قضية الخلاف تتعلق بالدمج لا يعكس الحقيقة بصورة دقيقة.
وأكد ان الخلاف حول في العملية السياسية أدى لنوع من الإستقطاب العسكري حول قضايا مدنية سياسية، و انتقلت الخلافات السياسية من الملعب المدني الي الملعب العسكري .
ونفى الوجود المصري في مروي وقال إنه إرتبط بالمناورات العسكرية المشتركة للقوات الجوية والتي إطلق عليها نسور النيل وكانت ترتبط بالأوضاع في اثيوبيا خلال الحرب في إقليم التقراي . وأوضح إن الإشارة إلى الوجود المصري يهدف بمزيد من صب الزيت في النار وإشعال المزيد وتقديم مزيد من الحيثيات لتبرير حرب متوقعة.
وطالب بتعجيل العملية السياسية لان الاوضاع الراهنة ليس مبرراً لالغاء العملية السياسية .
واتهم القوى السياسية بتوتير الأوضاع بين العسكريين ، ودعا لزيادة عدد الموقعين على الإتفاق النهائي واستيعاب الجميع في تشكيل هياكل السلطة في المرحلة المقبلة وإكمال هذه الهياكل خلال أيام قليلة لان عدم وجود هذه الهياكل سيزيد الأوضاع تعقيداً.
ضغوط دولية على الأطراف
قال الصحفي والمحلل السياسي، أشرف عبدالعزيز، إن زيارة المبعوثين الدوليين واتصالات الخارجية الأمريكية بالمسئولين ستسهم في معالجة الخلافات بين الجيش .
وأشار إلى توفر عوامل تؤهل المجتمع الدولي لحل الخلافات . ونبه إلى إمكانية فرض ضغوط على الأطراف التي تتسبب في إعاقة الحل السياسي. واشار إلى أنباء عن مبادرة للمجتمع الدولي لمعالجة الخلافات .