حول قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي 539
القرار خطوة إيجابية للإمام وفيه انتقال من الحلول الجزئية الثنائية الفاشلة ، للحلول القومية التي ينبغي
بقلم : صديق بولاد
القرار خطوة إيجابية للإمام وفيه انتقال من الحلول الجزئية الثنائية الفاشلة ، للحلول القومية التي ينبغي
أن تعالج جذور الأزمة ، لا قشورها.
وعلينا أيضا أن ندرك ، أن قرار مجلس السلم ، هي رؤية وسيط ، يتعامل مع طرفين حكومة الإنقاذ والمعارضة ، والطرف الأول ، يتسم دائما بالمخادعة، وعدم الجدية ، والتهرب من المفاوضات الجادة ، ويفضل دائما الحلول الثنائية الجزئية ، التي تقوم علي الإغراء والاغواء بالمناصب والمكاسب والمصالح في فترة التفاوض ، والاتفاق . وحين يأتي التطبيق الفعلي بعد فترة وجيزة ، يقوم نظام الإنقاذ بتنفيذ سياسته المفضلة " فرق تسد " فيقلب ظهر المجن، لما تم الاتفاق عليه ، ثم يستخدم أدواته المعروفة في الترهيب والترغيب والتقريب، في تفتيت صفوف الذين اتفقوا معه .
نظام الإنقاذ لن يقبل بهذا القرار إلا
في حالتين :
-الأولي :
القرار صادر من منظمة إقليمية ، الاتحاد الأفريقي ، وليس لديها آلية أو وسائل عملية لتنفيذ قراراتها اذا رفضت الإنقاذ ذلك . إلا ، إذا عرضت هذا الملف أمام مجلس الأمن الدولي
ووجد التأييد والمساندة والدعم له .
وأمام الانقسام الحاد في مجلس الأمن ، خصوصا في ظل تدهور العلاقات الأمريكية، والاوربية، مع روسيا . وعلاقات نظام الإنقاذ مع كل من روسيا والصين من جانب آخر.
وفوق ذلك ، أن مايدور في العراق ، وسوريا ، وانهيار الدولة في ليبيا، وتدفق اللاجئين عبرها الي أوربا ، والذي أحدث وضعا وعبئا وكارثة
غير مسبوقة ، كما أن انهيار الدولة في اليمن ، والحرب التي تدور رحاها هناك . والحرب في دولة جنوب السودان، كل هذه القضايا الملحة والعاجلة تجعل من الصعب ، وضع ، الوضع في السودان في صدارة قائمة
مجلس الأمن في الوقت الراهن . العامل الخارجي ، عامل مساعد ، في صراعنا مع الإنقاذ ، فالإنقاذ، تسقط في الخرطوم، كما حدث في أكتوبر وابريل ، وليس في أي عاصمة خارجية أخري . إذا ، ماهي الخطوات، التي يجب أن تقوم بها المعارضة في الفترة القادمة ؟
"ما حك جلدك مثل ظفرك " ،
"ولتقم صاحبة الحاجة ، لحاجتها "
المعارضة محتاجة ، تنظيم صفوفها ، وتكملة برامجها، ووضع استراتيجية تحرك جديدة ، وتوحيد صفوفها .
ويقوم آي فصيل ، بتوحيد صفوفه ، وحل مشاكله الداخلية ، والنزول الي الجماهير . مالم تتغير موازين القوى
والصراع في السودان ، وتشعر الإنقاذ ، أن هناك مهدد حقيقي لوجودها، وأن روحها وصلت إلى الحلقوم ، فلن تقدم علي تفاوض جاد ، أو تقدم تنازلات . خصوصا أن كل العوامل التي تقود الي الانتفاضة متوفرة ، من انهيار اقتصادي ، وغياب للخدمات الأساسية ، ماء ، كهرباء ، صحة ، وانتشار الحروب في جبهات عديدة ، وظهور المليشيات ، وأمراء الحروب القبلية ، التي أشعلت نار الفتنة الإثنية والقبلية ، والعنصرية في عدد من الأقاليم . وازدياد معدلات الهجرة ، وانعدام فرص العمل وازدياد معدلات البطالة الخ . هذه العوامل مجتمعة ينقصها ،تواجد المعارضة وسط الجماهير ، تنظيما وحضورا وفاعلية في التحرك والتنظيم .
هذا هو الطريق الذي يحدث التغيير والتحول والانتفاضة ، كما أننا نعلم أن الإنقاذ ، تعودت علي التعايش مع الإدانات، الدولية والإقليمية ، مئات القرارات ، صدرت من مجلس الأمن الدولي ومن منظمات إقليمية أيضا ، والانقاذ لم تنفذ فيها شيئا ، ولم تهدد وجودها . ولكن الذي افزعها، وهز نظامها من الجذور هبة سبتمبر ، واوشك أن يخر عليها السقف ، وتسقط في وضح النهار.
المعارضة الآن ، مطالبة ، بعد ، أن استغرقت وقتا طويلا ، في العامل المساعد الخارجي ، أن تنتقل الي العامل الداخلي وتكثف جهودها فيه ، فالنظام يسقط في الخرطوم.