حميدتي يدعو المدنيين للانخراط في حوار ينهي الحرب
وجه الفريق محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، خطابا للشعب السوداني بمناسبة الذكرى 68 لعيد الاستقلال المجيد. وجاء الخطاب بعد ساعات من توجيه الفريق عبد الفتاح البرهان، القائد العام للجيش، خطابا للشعب السوداني بذات المناسبة.
وشدد الفريق محمد حمدان دقلو في خطابه على أنهم أُجبروا على خوض هذه الحرب بسبب التزامهم الصارم والصادق بالعملية السياسية، التي كانت سوف تقود حسب قوله إلى حكم مدني والانتقال لبناء سودان جديد قائم على قيم الحرية والعدالة والسلام، وهي قيمٌ لا يمكن تحقيقها إلا في ظل نظام ديمقراطي حقيقي تكون السلطة فيه قائمة على الإرادة الشعبية.
وجدد قائد قوات الدعم السريع وبعد مرور 9 أشهر على اندلاع الحرب تمسكهم بالحكم المدني، وبناء وتأسيس سودان على أسس عادلة، لأن ذلك هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار السياسي والحرية والوحدة الوطنية في بلادنا. مؤكدا سعيهم الى التغيير وضمان احترام إرادة الشعب، وليس الوصول إلى السلطة بالقوة، كما يروج لذلك الانقلابيين. وأن السلطة أو الاستمرار فيها لو كانت هدفهم، لتحالفوا مع قيادة الجيش، التي تعادي التغيير.
وأعاد التأكيد على أن قوات الدعم السريع لا تنوي ولا ترغب في أن تكون بديلا للجيش السوداني، الذي تم تدميره بالتسييس والمحسوبية والفساد. كما أعاد تمسكه بمبدأ تأسيس جيش جديد مهني وقومي، لا يتدخل في السياسة، ويخضع منذ اليوم الأول لتأسيسه للسيطرة والرقابة المدنية.
وأعتبر الفريق محمد حمدان دقلو أنهم انخرطوا في التفاوض منذ اليوم الأول في منبر جدة وأكدوا موافقتهم والتزامهم بمخرجات اجتماع رؤساء الايقاد. وأن رؤيتهم تستند إلى أن هذ المفاوضات لا ينبغي لها أن تدور حول أجندة أي مجموعة بعينها، وأن ترتكز على تحقيق مستقبل السودان ويجب أن تؤدي الى حل شامل يضم جميع السودانيين.
ودعا قائد قوات الدعم السريع القوى المدنية الديمقراطية الحقيقية وقادتها، الذين أثبتوا أنهم مع انهاء الحرب وبناء الدولة الجديدة القائمة على أنقاض الحقبة الاستعمارية الوطنية القديمة، أن يتخذوا خطوات جدية من أجل الانخراط في حوار ينهي الحرب ويقود الى تشكيل حكومة تلبي طموحات الشعب. مؤكدا أن الطريق هذه المرة معبد لبناء دولة سودانية جديدة خالية من هيمنة النخب ومخططاتهم ومكايدهم المعروفة لأفشال كل خطوة نحو التحول إلى نظام سياسي ودستوري جديد في السودان.
وعبر عن بالغ وعميق أسف وحزن قيادة قوات الدعم السريع للأهل الطيبين، على الانتهاكات الواسعة، التي وقعت بحقهم خاصة في ولاية الجزيرة.
ونبه الفريق محمد حمدان دقلو إلى أن انتشار خطاب الكراهية والعنصرية ينذر بخطر ماحق، يهدد الوحدة الوطنية، التي أضعفها الانقلابيين بسياساتهم التقسيمية. وإن القتل على أساس العنصر أو اللون أو الجهة في بعض مناطق السودان ينبغي أن يتوقف فوراً. معتبرا أن الدم السوداني واحد، ومصير السودانيين جميعاً، مهما اختلفوا، مصير واحد. وأنه لا يوجد سودان شمالي وسودان جنوبي، أو سودان غربي وسودان شرقي، وإنما يوجد سودان واحد، وشعب واحد هو الشعب السوداني.