حميدتي في السوق الافرنجي الخرطوم .. حقيقة ام تدوير لفيديوهات قديمة للحرب؟؟
امستردام :15 يوليو 2024 :راديو دبنقا
كمبالا : عزالدين أرباب
تداولت الحسابات الموالية لقوات الدعم السريع الاثنين مقطع فيديو يظهر قائد الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” في الخرطوم أمام حشد من أنصاره.وأثار المقطع المتداول تعليقات واسعة النطاق على منصات التواصل الاجتماعي، اتجهت غالب آراء المعلقين إلى انه قديم في مقابل تمسك لاعلاميين ومستشارين تابعين للدعم السريع انه جديد صوّر الاحد ما زاد من حالة إرباك الرأي العام وتشويشه، وسط بحر من الاخبار المضللة والدعاية التي يبثها طرفي الحرب.
في الأثناء كشف تقرير حول خطاب الحرب في السودان كيف استغل طرفا الصراع في السودان فيسبوك لنشر الشائعات حيث استخدمت بشدة في بث وتدوير الشائعات التي تدعم موقف أحد طرفي الحرب وذلك بنشر أخبار زائفة، وتدوير أخبار غير موثوقة، وتضخيم وتهويل لاخبار غير حقيقية لغرض الإثارة.
مقطع الفيديو في صفحة أحد اعلاميي الدعم السريع
مكان تصوير الفيديو
ويظهر في مقطع الفيديو المتداول لحميدتي والبالغ طوله 54 ثانية عدد كبير من جنود الدعم السريع وهم يهتفون أمامه على ممرات المشاه تحت المبني المواجه لعمارة الضرائب، ويفصل بينهما شارع الجمهورية وبجوارهما مقهي اتنيه المشهور بعمارة ابو العلا وذلك بحسب فحص الفيديو الذي أجراه فريق راديو دبنقا للتحقق في تحديد الموقع الجغرافي. ويقع المكان الذي صور فيه الفيديو أيضاً قبالة مقر شركة تاركو الذي يقع على ناصية التقاطع بين شارعي الحمهورية والبرلمان بينما يقع في الناصية الاخرى من الناحية الغربية بنك الخرطوم .
هل الفيديو صحيح ؟؟
اتصلنا في راديو دبنقا بمستشار قائد قوات الدعم السريع مصطفى محمد إبراهيم، وسألناه عن صحة الفيديو، حيث أكد أن الفيديو صحيح مئة بالمئة.وعن زمان الفيديو ومكانه، أكد أنه في الساعات الأخيرة من نهار الأحد في الخرطوم.
ورغم تأكيدات المستشار السياسي للدعم السريع، إلا أن فريق التحقق في راديو دبنقا ومن خلال بحثه وتقصيه عن الفيديو لمزيد من التحري، عثر على مقطع فيديو آخر لمناسبة تم تداولها في 17 أغسطس من 2023، وجرى تصويره من زاوية أمامية تظهر تفاصيل مشابهة، حيث يظهر في نفس الفيديو ذات الشخصيات، وتوصل فريق التحقق وفقا لتواريخ النشر ومقارنة الشخصيات إنه قديم تم نشره من زاويتين مختفلتين بتاريخ 17 أغسطس من العام الماضي
السوق الافرنجي بالخرطوم
وبالعودة لأسواق وسط الخرطوم الأحد 14 يوليو الجاري الذي زعم فيه تصوير ونشر الفيديو، تكشف مقاطع الفيديو التي نشرت مؤخراً لوسط الخرطوم (السوق الافرنجي) في أوقات متباعدة حجم الدمار الكبير الذي تعرض له الموقع وهو ما لا يظهر في مقطع الفيديو المتداول، مما يشير بحسب القرائن المشاهدة والفيديوهات الأخيرة المفحوصة، أن الفيديو الذي جرى تداوله قديم ومضلل .
وكان قائد الدعم السريع حميدتي ظهر في مقاطع بالخرطوم لمرات محدودة منذ اندلاع الحرب، حيث تم تداول مقطع في الأيام الأولى للحرب يظهر فيه حميدتي مستقلا عربة لاندكروزر أمام القصر الجمهوري.
كما ظهر حميدتي في وقت لاحق في مخاطبة أمام حشد من أنصاره في مكان مغلق وتم التعرف على الموقع بأنه في جنوب الخرطوم، بجانب مقطع ثالث يعتقد أنه من الخرطوم.
ومنذ خروجه من الخرطوم وجولته في الخارج لم يظهر حميدتي مرة أخرى في الخرطوم، وكان آخر ظهور اعلامي لحميدتي خلال زياراته للدول الافريقية في يناير الماضي.
أخبار زائفة وتدوير الشائعات
ويطرح ظهور تدوير الفيديوهات المتداولة من طرفي الصراع، المزيد من الأسئلة حول خطاب الحرب في السودان، و كيف استغل طرفي الصراع في السودان فيسبوك لنشر الشائعات، حيث استخدمت بشدة في بث وتدوير الإشاعات التي تدعم موقف أحد طرفي الحرب وذلك بنشر أخبار زائفة وتدوير أخبار غير موثوقة وتضخيم وتهويل لاخبار غير حقيقية لغرض الاثارة .
التلاعب بالرأي العام والتضليل الإعلامي
ويقول تقرير في هذا الخصوص أعده ساندويس كودي من منظمة (باكس) وعرضه يوم الاثنين في مائدة مستديرة للصحفيين السودانيين العاملين في وسائل التواصل الاجتماعي عقدت بمركز الخاتم عدلان بكمبالا يوم الاثنين , إن طرفي الحرب ومؤيديها استخدموا الشائعات بأنواعها للتلاعب بالرأي والتضليل الإعلامي ونشر المخاوف وزيادة حدة الانقسام الاجتماعي ونشر خطاب الكراهية .
وبحسب التقرير فقد استخدم أطراف الحرب الشائعات لرفع الروح المعنوية للطرفين المتقاتلين ومؤيديهم بنشر صور وفيديهات مفبركة عن سير المعارك واخبار مضللة عن تحقيق انتصار أو تحرير مواقع او إحباط الروح المعنوية للطرفين ومؤيديها .
وكذلك استخدم العمل الدعائي للجرائم الجنسية باعادة تدويرها بطرق تخدم الإثارة بإيراد معلومات مضللة غير مذكورة في التقارير الاصلية او نشر خطابات و فيديوهات مزورة . كما تم استخدام الشائعة لنشر اخبار تخدم الانقسام القبلي والاثني .
وتناول التقرير في المائدة المستديرة التغيير الملحوظ الذي طرأ على خطاب طرفي الحرب الرئيسين ولا سيما خطاب الدعم السريع خلال فترة الحرب حيث كان الأخير يصف الصراع عند بدايته في 15 ابريل بأنه محاولة انقلاب عليه من قبل الفلول واعوانهم لكن مع استمرار الحرب وطول أمدها بدأت محاولات اصباغ بعد سياسي على خطاب الدعم السريع وذلك بالاستلاف من المدارس السياسية في نظرتها لمشاكل السودان-بحسب التقرير- والذي اشار ايضا إن “خطاب الجيش كان يركز على تصوير أن الصراع هو لأجل الحفاظ على الدولة “وأنها تهدد وجوده ووحدته وأمنه القومي.