حسبو .. خارج أسوار الحركة الإسلامية إلى أين الوجهة؟
تقرير – أشرف عبد العزيز
حسمت الحركة الإسلامية الجدل بشأن نائب أمينها العام علي كرتي ونائب رئيس الجمهورية السابق حسبو محمد عبد الرحمن وذلك بفصله من قيادة الحركة وإسقاط عضويته منها.
وبتاريخ 13 أبريل 2024، أصدرت هيئة قيادة مجلس شورى الحركة الإسلامية، بياناً مقتضباً قال الآتي :(أفضت حرب المليشيا المتمردة على السودان وأهله إلى فتنة وبلاء عظيمين، ثبت فيها الصادقون، وزلّت فيها أقدام آخرين)، وأضاف (نظر مجلس الشورى في التوصية المرفوعة لها من الأمانة العامة بشأن العضو حسبو محمد عبد الرحمن، بعد أن ثبت انحرافه عن مبادئ وأهداف الحركة المرعية وانضمامه للمليشيا المتمردة، التي استهدفت الأنفس والقيم والدين، وأعراض وممتلكات الشعب السوداني، وانتهكت سيادة البلاد، تنفيذاً لمخططات أعداء الوطن، وبعد أن اطمأنّت الهيئة على كل الإجراءات والتحريات المسبقة التي اتخذتها الأمانة العامة بهذا الخصوص، وبعد التداول الوافي حول التوصية، قررت الآتي بالإجماع “إنهاء تكليف الأخ حسبو محمد عبد الرحمن من موقعه كأحد نواب الأمين العام، وإسقاط عضويته من الحركة الإسلامية”.
قيادي بالصف الأول
ويعد حسبو محمد عبد الرحمن من قيادات الصف الأول منذ أن كان طالباً في الثمانينات بجمهورية مصر العربية مروراً بعمله في مشروع السافنا وضابطاً إدارياً بولاية جنوب دارفور حيث تولى كثير من الملفات التنظيمية الخاصة ثم عمل مع مولانا أحمد هرون مفوضاً للشؤون الإنسانية عندما كان الأول وزيراً للشؤون الإنسانية، وأسندت له أيضاً ملفات خاصة من ضمنها تفتيت حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور الترابي في دارفور، وترقى حسبو تنظيماً ورشح نائباً أولاً للبشير مكافأة لجهوده التنظيمية في الحزب والحركة.
حماية قيادات الإسلاميين
بعد سقوط البشير زج بحسبو مع آخرين من القيادات في سجن كوبر، ولكن صلات الرجل بالدعم السريع لم تتوقف حيث قاد قادته ضغوطاً كثيفة حتى يطلق سراحه، ويقول مصدر لـ(راديو دبنقا): إنه حضر اجتماعاً بين عبد الرحيم دقلو وحسبو بمنزل الأخير حيث طلب منه الأول بوقف مخططات الإسلاميين ضد حكومة الفترة الانتقالية ولكن حسبو أنكر صلته بالمخططات.
ويقول الصحفي يوسف عبد المنان : (قابلت حسبو، وفي معيتي الأخ عبد الماجد عبد الحميد، لمدة ثلاث ساعات ظل حسبو يتحدّث إلينا ، قدم الرجل مرافعة طويلة عن قوات الدعم السريع وموقفها من قيادات الإسلاميين والدور الذي لعبه عبد الرحيم دقلو تحديداً في حماية رموز المؤتمر الوطني من أن تفتك بهم الجماهير فيما عُرف بحادث قرطبة ودافع حسبو عن حميدتي الذي جرى ترتيب من طرفه لجمعه في لقاء خاص بعلي كرتي لم ينه لشيء يذكر، واجتماع آخر بغندور، ولكن عقب كل لقاء واتفاق نكص قادة المؤتمر الوطني بعهدهم مع الدعم السريع. وأضاف عبد المنان: “نحن لا نملك الدفاع عنهم لأن ّكثيراً من المعلومات التي تحدث بها حسبو طوال الساعات الثلاث كانت من المعلومات السرية بعضها لا يحق لنا نشرها الآن ولا نفيها ولا الجزم بصدقها.”
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد في أديس أبابا بعد التوقيع على إعلان أديس أبابا بين تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) والدعم السريع أشار قائد الدعم السريع إلى هذه اللقاءات وأنها كانت بهدف وقف الحرب.
المفاجأة الصادمة
وتراجع الصحفي المحسوب على التيار الإسلامي عبد الماجد عبدالحميد عن دفاعه عن حسبو ، وقال: “ظللت حريصاً علي التواصل مع الأخ حسبو محمد عبدالرحمن نائب رئيس الجمهورية الأسبق وحرصت كثيراً علي مهاتفته ومراسلته من وقتٍ لآخر للاطمئنان علي صحته وأحوال أسرته الكبيرة والصغيرة وخاصة زوجته الأخت الكريمة زينب.”
وأضاف آخر تواصل إسفيري وهاتفي جمعني بالأخ حسبو كان بُعيد انتشار خبر مشاركته في مناسبة عقد قران أبناء أحد قادة مليشيا التمرد السريع بالخرطوم وكنت قبلها قد كذّبت خبر مشاركة حسبو في عقد القران حيث شاركت بتعليق علي الخبر في قروب واتساب بقولي “غير صحيح” ودافعت دفاعاً مستميتاً عن الرجل وهو عين ما فعلته أيضاً في قروب واتساب يضم مجموعة من شباب وشيوخ الإسلاميين من خريجي جامعة الخرطوم حيث وقفت بشراسة في وجه عدد من إخواني الذين تحدثوا بغضب عن حسبو وأتهموه صراحةً بأنه موالي للجنجويد.”
وتابع “عندما سارت الأسافير بخبر مشاركة حسبو في عقد قران أبناء القائد المليشي بمنطقة الجريف بالخرطوم هاتفته مستفسراً، فاجأني الرجل بما لم أكن أحتسب! أكد لي أنه شارك فعلاً في عقد القران لأن والد العريسين من أقاربه وأنه زاره في منزله بالمعمورة وقدم له الدعوة لحضور المناسبة وليكون وكيلاً للعريسين.
وأردف المفاجأة الصادمة بالنسبة لي أثناء المحادثة أن الأخ حسبو لايزال ساكناً في منزله بالمعمورة.. سألته والحزن يعتصرني: “وانت لسة قاعد في بيتك الوكت دة كلو؟!) أجابني بنعم وزادني من الألم أضعافاً عندما برر لي ذلك بأن جهاتٍ نافذة في مجلس السيادة رفضت تسليمه جوازه الدبلوماسي بحكم منصبه الدستوري السابق كنائب لرئيس الجمهورية وأنه لم يتمكن لأسباب أخري من استخراج جوازه العادي. بالصدق كله لم أكن حريصاً علي الدخول مع حسبو في تفاصيل أخري لأنه صفعني بما لم أكن أتوقعه ومنه، أن يكون حسبو بشحمه ولحمه وباعتباره أحد قيادات الفلول متواجداً في منزله بمنطقة المعمورة أحد أرقي الأحياء بولاية الخرطوم، وأن يشارك أبناء عمومته من قيادات مليشيا التمرد أفراحهم ويتنقل داخل المنطقة بعربته الأوباما قال لي إنها من العربات التي تم تخصيصها له ضمن مستحقاته كنائب أسبق لرئيس الجمهورية، وتحت حراسة مشددة بعشر من تاتشرات مليشيا التمرد بكامل مرتبها الحربي وجنودها .
تطورات جديدة:
يرى كثير من المراقبين أن حسبو ليس وحده من قيادات المؤتمر الوطني المحلول التي تقف بصلابة مع الدعم السريع بحكم أنها من مناطق تمثل حواضن اجتماعية للدعم السريع ، بل أن وجود الإسلاميين داخل قوات الدعم السريع أصبح أكثر فعالية وتنظيماً ومؤثراً مثله مثل وجود قيادات حزب الأمة وربما كان ذلك وراء انخفاض الصوت اليساري داخل القوات بالرغم من أنها تتبنى شعار حسم الإسلاميين والفلول، ويبقى السؤال هل يستطيع الدعم السريع أن يدفع بحسبو في مقدمة قياداته أم يكتفي باستشاراته فقط وما أثر ما يملكه من معلومات على الحركة الإسلامية بعد فصله منها؟