حزب الامة القومي يحث الحكومة الاستفادة من فرصة العقوبات

حث حزب الأمة  القومي بزعامة الإمام الصادق المهدي الحكومة السودانية على الاستفادة من الرفع الدائم للعقوبات الأمريكية على السودان المفروضة بموجب الأوامر التنفيذية من الرئاسة الأمريكية والتي تسمح بالتحويلات المالية والتعامل المصرفي والتجارة. وقال محمد المهدي حسن رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة لـ"راديو دبنقا" إن فرحة النظام برفع العقوبات بحسب أنها تنعكس ثاني يوم على حياة المواطن بشكل إيجابي أمر غير صحيح ويحتاج الأمر لعمل جاد من قبل الحكومة. وأوضح محمد المهدي حسن أن حزبه يرحب بكل شيء يأتي بمردود إيجابي على الشعب السوداني ولكن أثر رفع العقوبات الحالية سيظل محدودا بالنظر لحلقات العقوبات الأشد والتي مازالت تطوق اقتصاد البلاد. وأكد أنه في حال لم تعمل الحكومة على معالجة المشاكل البنيوية التي أضرت بالاقتصاد السوداني والتي خلقتها الحكومة والمتمثلة في الفساد  غير المسبوق وسياسة التمكين وترهل الجهاز الإداري وتدمير المؤسسات الإنتاجية، مطالبا الحكومة بإعادة النظر في مجمل السياسات المتبعة في إدارة الاقتصاد الكلي للدولة. 
ومن جهة ثانية دعا محمد المهدي الحكومة للاستفادة من فرصة رفع العقوبات بشكل نهائي لإعادة دور السودان السابق في المجتمع الإقليمي والدولي. وقال لـ"راديو دبنقا" إن العقوبات الأكثر ضررا علي السودان لا تزال سارية وهي عقوبات مفروضة بثلاثة قوانين من الكونجرس الأمريكي، رفعها ليس بيد الرئيس الأمريكي و يتطلب موافقة الكونجرس، إضافة لقرار ضم السودان لقائمة الدول التي تدعم الإرهاب. وأكد أن هذه العقوبات أثرها كبير لأن رفعها من الاشتراطات المهمة لإعفاء الديون وبالتالي منح القروض التنموية الميسرة. وأشار المهدي كذلك إلى العقوبات المفروضة من الأمم المتحدة، المتمثلة في  عشرات القرارات الصادرة من مجلس الأمن تحت الفصل السابع وكلها تعيق كل أنواع التعاون مع المجتمع الدولي. وأكد أن رفع هذه العقوبات المتبقية لا يتحقق إلا بتوافق داخلي من قبل الحكومة مع المعارضين والتعامل الجذري مع قضايا السلام والتحول الديمقراطي وحقوق الإنسان وقضايا الحريات. 
ومن جانبها قالت هيئة محامي دارفور إن رفع العقوبات الذي تم يوم الجمعة سيزيل مزاعم النظام ومبرراته الدعائية والإعلامية بربط عجزه وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتبديده للأموال العامة بتلك العقوبات. وأوضح البيان أن تلك العقوبات المرفوعة كانت في ظاهرها تقييدا وحصارا للنظام ولكن في حقيقتها سهلت للنظام ومحسوبيه العمل خارج النظم المصرفية بمبررات موضوعية. وأضاف أن النظام أنشأ مع عناصره الشركات الصورية في شرق أسيا ومنحها امتيازات السمسرة والحصول علي العمولات الضخمة والمتاجرة في ضروريات المواطن السوداني تحت غطاء جلب السلع والبضائع المحظورة.  وأشار البيان إلى أن هذه العقوبات الأمريكية المفروضة علي السودان قننت ظاهرة الرأسمالية الطفيلية التي برزت من العدم وبرفع تلك العقوبات سينال النظام ومحسوبيه غطاء في غسل الأموال الفاسدة التي تم الحصول عليها في فترة الحصار الاقتصادي والعقوبات الأمريكية. وأوضح البيان أن من  إيجابيات رفع العقوبات أنه أزال الغطاء عن عصابات مافيا شركات النظام الصورية والتي ظلت تحصل علي عمولات ضخمة من جراء السمسرة وإغراق الأسواق السودانية ببضائع فاسدة وبأسعار باهظة.