حريق هائل في مزارع النخيل بمحلية دلقو لعشر ساعات
الاثنين 20 مايو 2024: راديو دبنقا
تقرير: عمر عبد العزيز
شهدت الولاية الشمالية خلال العقدين الماضيين (منذ عام 2007) الكثير من الحرائق في مزارع النخيل، وخاصة في مناطق المحس والسكوت وأجزاء من دنقلا.
ويأتي الحريق الذي شهدته محلية دلقو في الولاية الشمالية الأسبوع الماضي ليضاف إلى سلسلة طويلة من حرائق النخيل.
وكانت قد راجت بعض الاتهامات، غير المؤكدة، خلال حكم الرئيس المخلوع عمر البشير بأن جهات نافذة تقف خلف هذه الحرائق، أو أن السلطات على أقل تقدير لا تفعل ما يكفي لمكافحتها وتجنبها.
لكن مواطنين تحدثوا لراديو دبنقا من محلية دلقو، حيث نشب الحريق الأخير، استبعدوا هذه الفرضية مشيرين إلى أن الكثير من الحرائق تشتعل في المنطقة بسبب الإهمال في استخدام النار لنظافة الأراضي الزراعية.
ثلاث كيلومترات
ووفقا لمتابعات أجراها راديو دبنقا عام 2016، اتهم ناشطون الحكومة السودانية حينها بمحاولة القضاء على أشجار النخيل لضمان قلة التعويضات في حال قبول مواطني المنطقة ببناء السدود.
وكانت محلية دلقو شهدت يوم الاثنين الثالث عشر من مايو الجاري هذا الحريق الكبير الذي امتد بين منطقتي سعدنكورتا ودلقو، مما خلف أضرارا كبيرة جدا على اشجار النخيل.
وأكد المواطن فيصل محمد علي، من أبناء سعدنكورتا، لراديو دبنقا أن الحريق امتد لمسافة ثلاث كيلومترات، واستمر لما يقرب من عشر ساعات في مرحلته الأولى قبل أن يسيطر عليه ابناء المنطقة بمساعدة الدفاع المدني، ومن ثم بدأت المرحلة الثانية للقضاء على البؤر الكامنة في جذوع النخل، التي استمرت ليومين.
واشار فيصل إلى أن جذوع النخل تظل مشتعلة لفترة طويلة مما يستوجب مجهودا أكبر ولفترة أطول للقضاء على الحريق تماما.
من الثامنة حتى السادسة
ومما يفاقم من الخسائر الناتجة عن حرائق النخيل السرعة التي يمكن أن ينتقل بها من شجرة إلى أخرى ومن ساقية إلى أخرى خلال وقت وجيز.
وعلى سبيل المثال، فقد اسفر حريق هائل شهدته جزيرة “بروس” بمحلية الدبة في الولاية الشمالية في يونيو عام 2013 عن القضاء على ألفي نخلة، في واحدة من أبشع حرائق النخيل بالولاية.
ويقول المواطن فيصل إن الحريق اشتعل عند الثامنة صباحا واستمر حتى حوالي السادسة مساء بقوة شديدة بسبب الرياح.
وأضاف أن النيران اندلعت أول الأمر في الساقية (7) في سعدنكورتا ووصلت حتى الساقية (19)، ثم انتقلت جنوبا إلى منطقة دلقو حيث نشبت في الساقية (1) وصولا إلى الساقية (15).
مناشدة
وقدر مواطنون من الولاية الشمالية، في متابعات قام بها راديو دبنقا، عدد النخلات التي قضت عليها الحرائق في الولاية خلال الفترة بين عامي 2007 حتى 2016 بحوالي 350 الف شجرة، مما يشير إلى التكلفة الاقتصادية الكبيرة لتلك الحرائق.
واوضح المواطن فيصل أنه على الرغم من تعطل عربة الإطفاء الوحيدة في المنطقة، إلا أن جهود ابناء المنطقة ساهمت في إطفاء الحريق بالإمكانيات المتاحة.
وتابع قائلا إن المواطنين تعاونوا على مكافحة الحريق وتمكنوا من إخماده والحد من أضراره على الرغم من قوة الرياح يوم اشتعاله.
وناشد المواطن فيصل محمد علي، عبر راديو دبنقا، المنظمات الإنسانية والخيرين لتوفير سيارة إطفاء في المنطقة لمكافحة الحرائق حال وقوعها.
وهكذا، فإنه في ظل الحرب الطاحنة التي تشهدها البلاد منذ اكثر من عام وما ترتب عليها من تبعات اقتصادية وإنسانية كبيرة، يكون توفير سيارة إطفاء واحدة في محلية دلقو حلما بعيد المنال، على الرغم من أنه حلم مشروع وضروري.