حرب السودان : معركة جبل موية
جبل موية : 25 يونيو 2024 : راديو دبنقا
أعلنت قوات الدعم السريع في بيان سيطرتها التامة على منطقة “جبل مويه” على امتداد ولايتي سنار والنيل الأبيض مساء الاثنين فيما لاذ الجيش بالصمت ولم يصدر عنه اي تعليق رسمي لكن المتحدث باسم المقاومة الشعبية عمار حسن قال في المقابل على صفحته بالفيس بوك ( للأسف وبعد معارك مستمرة بذلت فيها قواتكم كل غالٍ ونفيس، سقطت منطقة جبل موية بولاية سنار في يد المليشيا المتمردة وجارٍ العمل لاستعادتها.)
وكشف شهود عيان لراديو دبنقا إن الجيش انسحب من منطقة مصنع سنار بعد أن دخلها لوقت وجيز يوم الاثنين مع ارتكازه على الكبري من ناحية المصنع. بينما ترتكز قوات الدعم السريع بالاتجاه الآخر من الكبرى وتسيطر على عدد من قرى المصنع. وقالوا إن الجيش يرتكز في المناطق الشمالية والغربية للمدينة.
ونشرت قوات الدعم السريع مقطعي فيديو قصيرين لا يتجاوز طولهما ثواني معدودة لمركبات تابعة لقواتها تتحرك وقالت إن المقطع صور صباح الثلاثاء في جبل مويه. وعمل فريق دبنقا للتحقق على مراجعة مقاطع الفيديو والتي اتضح أنها صورت بالفعل في يوم 25 يونيو 2024 وفي الطريق الفاصل بين المساكن والواجهة الشمالية الغربية لجبل موية
توتر في سنار
في الاثناء تواصل تبادل القصف المدفعي بين الجيش في مدينة سنار والدعم السريع في جبل موية وود الحداد ومصنع السكر.
و أشار مواطنون في حديث لراديو دبنقا يوم الثلاثاء إلى استمرار انقطاع طريق سنار ربك لليوم الثاني بعد أن وضعت قوات الدعم السريع السريع ارتكازاتها عليه.
ولفت المواطنون إلى تعرض مدينة سنار لقصف مدفعي اليوم الثلاثاء وعزلة المدينة بعد سيطرة الدعم السريع على الطريق المؤدي إلى ربك.
وأشاروا إلى فتح جزئي للمحلات التجارية في السوق اليوم الثلاثاء. مع استمرار اغلاق المدارس لليوم الثاني مع حالة من الرعب والهلع
وكشفوا عن حركة نزوح واسعة من المناطق التي تشهد معارك عنيفة إلى داخل المدينة ومن مدينة سنار خاصة الأحياء القريبة من الطرق الرئيسية إلى الأحياء الأخرى وإلى بعض المدن والولايات الأخرى. وأكد مواطنون صعوبة التواصل مع مواطني منطقة جبل موية والقرى المجاورة بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي منذ فجر الأمس بعد اندلاع الاشتباكات.
وحاول راديو دبنقا الحصول على افادة من الناطق باسم القوات المسلحة العميد نبيل عبد الله بشأن الأوضاع في سنار ولكن لم يتسن الحصول على افادة فورية .
الموقع الجغرافي
وتتبع منطقة جبل مويه، إداريا لولاية سنار، وتقع إلى الشمال من شارع الأسفلت الرئيسي الذي يربط ما بين سنار وربك والذي يبلغ طوله 98 كيلومتر، حيث تقع على مسافة 24 كيلومترا غرب مدينة سنار، وعلى بعد 71 كيلومتر غرب مدينة ربك. كما أن بها محطة قطار على خط السكك الحديدية الذي يربط بين سنار وكوستي.
وتبلغ مساحة منطقة جبل مويه حوالي 12 كيلومتر مربع وهي تتكون من مجموعة من القرى التي تقع بمحاذاة السلسلة الجبلية من الناحية الشمالية: حلة عوض الكريم في أقصى الشرق، حلة أولاد ابورزق، حلة الخوالدة، حلة أبوحواء-كمر الناير، العمارنة، أولاد مهلة، فنقوق، جبل الكبثياب، جبل الأعور، حي المحطة. وسميت المنطقة بجبل موية لكثرة عيون المياه فوق الجبل.
وتعتبر جبل مويه منطقة تداخل جغرافي بين ولايات سنار والنيل الأبيض والجزيرة، كما أنها منطقة ذات تنوع سكاني ويمتهن سكان المنطقة الزراعة والرعي وتتمتع المنطقة بمساحات شاسعة من الأراضي الخصبة تستخدم في زراعة الدخن والسمسم وتعتبر المنطقة الثالثة من حيث انتاج السمسم بعد القضارف والدالي والمزموم، كما أن بها بعض المواقع والحفريات الاثرية التي لم تجد حظها من الاهتمام.
الأهمية العسكرية
وأكد خبير عسكري طلب منه راديو دبنقا شرح الأهمية العسكرية للمنطقة أنها منطقة جبل موية تكتسب أهمية عسكرية كبرى في الحرب الدائرة حاليا بين قوات الجيش والدعم السريع. حيث تقع في منطقة وسطى بين ثلاث من ثكنات الجيش الكبرى: الفرقة 17 مشاة واللواء 265 قوات جوية في سنار من جهة الشرق، الفرقة 18 مشاة في كوستي من جهة الغرب، كما تتواجد قوات الفرقة الأولى مشاة التي انسحبت من مدني والتي تتمركز حاليا في مدينة المناقل إلى الشمال من جبل مويه. كما توجد في المنطقة أكبر قاعدة جوية في جنوب الخرطوم، هي قاعدة كنانة الجوية التي تبعد عن مدينة ربك حوالي 21 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي.
وأضاف الخبير العسكري أن تمركزات القوات المسلحة في هذه المنطقة تتيح الحفاظ على طرق الامداد مفتوحة لقواتها المنتشرة في جنوب الجزيرة وولاية النيل الأبيض بعد أن أضحى إمداد هذه القوات مستحيلا عن طريق امدرمان كوستي بسبب سيطرة الدعم السريع على كل مناطق جنوب أمدرمان ابتداء من الصالحة وحتى جبل أولياء. كما أن الجيش من وجهة نظر الخبير العسكري لا يستطيع استخدام الطريق الشرقي المحاذي للنيل الأبيض بسبب سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة الممتدة من جنوب الشجرة وحتى القطينة. كما أن إمداد القوات المرابطة بالمناقل يمر عبر طريق القضارف-الدندر-قلع النحل-سنار بعد أن استولت قوات الدعم السريع على مدينة ودمدني وكبري حنتوب.
أما بالنسبة لقوات الدعم السريع، فقد أوضح الخبير العسكري بأن السيطرة على جبل موية تسمح بقطع الطريق ما بين سنار وكوستي وبالتالي عزل مدينة كوستي بالكامل عن طريق البر، لتتبقى قاعدة كنانة الجوية كطريق بديل عالي التكلفة ومحدود السعة. مع الأخذ في الاعتبار سيطرة قوات الدعم السريع على الطريق المتجه غربا الرابط بين كوستي والأبيض حيث تسيطر على أم روابة وتحاصر حاضرة شمال كردفان، الأبيض.
أكثر من ذلك، يرى الخبير العسكري أن تواجد الدعم السريع في جبل موية يهدد طريق امداد قوات الجيش المرابطة في المناقل. أيضا، يهدد تواجد قوات الدعم في هذه المنطقة مدينة سنار والفرقة 17 مشاة بشكل مباشر حيث تصبح سنار في مدى مدفعية قوات الدعم السريع المتمركزة في جبل موية.
منطقة حاكمة
وأكد العميد (م) كمال إسماعيل، الضابط السابق الرفيع في الجيش السوداني، أهمية منطقة جبل موية الاستراتيجية باعتبارها منطقة حاكمة تشرف على عدد من الطرق وإن الجهة التي تسيطر عليها يمكنها تطوير عملياتها في سنار والنيل الأزرق، وأكد في مقابلة مع راديو دبنقا إن وصول أي قوة إلى جبل موية يتيح لها فرصة السيطرة على ما حولها وأشار إلى سهولة الدفاع عن منطقة جبل موية وصعوبة استرداده وسهولة التحرك وانطلاق العمليات.
من جانبه، أكد المقدم بحري (م) عمر ارباب الأهمية الاستراتيجية لمنطقة جبل موية باعتبارها اهم خطوط الدفاع عن مدينة سنار وتقع في المنطقة الوسطى بين سنار والنيل الأبيض ، واعتبر أن السيطرة عليها يمثل قطعاً لخطوط الامداد بين الولايتين، وقال إن هدف الدعم السريع من السيطرة على جبل موية يتمثل في السيطرة على سنار والتمدد جنوبا للوصول إلى الحدود الاثيوبية لتأمين خطوط امداد من اقصى الشرق إلى الغرب مما سيكون له آثار سالبة على قدرة وتحرك القوات وأوضح أيضاً إن الغرض من ذلك هو تضييق الخناق على ربك وكوستي وسنجة وسنار لأن الجبل يقع في منطقة وسطى بين هذه المناطق.