رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان يجري مباحثات مع وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف حول عودة السودان الي منظمة إيقاد - المصدر صفحة مجلس السيادة الإنتقالي على الفيسبوك

أمستردام: 15 أكتوبر 2024: راديو دبنقا

حملت زيارة وزير خارجية جيبوتي، محمود على يوسف، إلى بورتسودان في 14 أكتوبر 2024 في طياتها عدداً من الرسائل التي تشير إلى احتمال حدوث تغييرات كبيرة في المواقف الإقليمية من الحرب في بورتسودان.

التقى المسؤول الجيبوتي الرفيع بالقائد العام للقوات المسلحة، الفريق عبد الفتاح البرهان، وسلمه رسالة خطية من الرئيس الجيبوتي، إسماعيل عمر قيلي.

العلاقات الثنائية أولا

ولم يفت على المراقبين تشديد وزير الخارجية السوداني، السفير حسن عوض، في تصريحاته عقب اللقاء والتي بثتها صفحة مجلس السيادة الانتقالي على منصة فيسبوك، تركيزه على الجانب الثنائي في الزيارة عبر الحديث عن رسالة من الرئيس الجيبوتي لنظيره السوداني وهو الأمر الذي صححه وزير خارجية جيبوتي الذي قدم نفسه باعتباره مبعوثا رئاسيا لإسماعيل عمر قيلي بصفته رئيسا للإيقاد في دورتها الحالية.

ومن الواضح أن وزير الخارجية السوداني سعى من خلال ذلك لإظهار أن السودان قد جمد عضويته في المنظمة وليس طرفا في أي أنشطة تقوم بها.

عودة السودان للإيقاد

لكن السفير حسن عوض عاد وأكد أن اللقاء بحث كذلك إمكانية عودة السودان إلى عضوية منظمة الايقاد، مشددا على أن الفريق عبد الفتاح البرهان طلب الفصل بين العلاقات الثنائية بين السودان وجيبوتي وعلاقة السودان بمنظمة الإيقاد، مفصلا مآخذ السودان على المنظمة أمام المسؤول الجيبوتي الرفيع.

كما دعا القائد العام للقوات المسلحة منظمة الإيغاد “لتصحيح أخطائها” التي ارتكبتها في حق السودان، الأمر الذي اعتبر ردا مباشرا على طلب الرئيس إسماعيل عمر قيلي برفع تجميد عضوية السودان في المنظمة، وتأكيده على أن الإيقاد قادرة بمختلف دولها على تجاوز الخلافات.

جيبوتي تتخلى عن الحياد

لكن أكثر ما لفت الأنظار في تصريحات وزير خارجية جيبوتي، محمود على يوسف، هو وصفه للحرب بالمفروضة على السودان من قبل التمرد وتهنئته للقوات المسلحة ببوادر الانتصار وإشارته إلى أن السودان سيعود أقوى إلى الحظيرة الإقليمية عبر منظمة الإيقاد.

وتطرح هذه التصريحات تساؤلات بشأن ما إذا كان هذا الموقف هو موقف منظمة الإيقاد عبر رئاستها الدورية، أم أنه موقف خاصة بدولة جيبوتي، خصوصا وأن فيه انحيازاً واضحاً لأحد طرفي الحرب التي تسعى الإيقاد للوساطة فيها بغرض وضع حد لها.

ومن الواضح أن هذه المواقف والتصريحات الجديدة هي جزء من تحرك إقليمي شامل يتبنى مقاربة جديدة للأوضاع في السودان، بداية من الاجتماع الثلاثي في أسمرة والذي ضم مصر واريتريا والصومال، وموقف مجلس السلم والأمن الأفريقي المطالب بإعادة فتح مكتب الاتصال التابع للاتحاد الأفريقي في بورتسودان بالرغم من استمرار تجميد عضوية السودان منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021 ورفض الاتحاد الأفريقي الاعتراف بسلطة الانقلاب.

عودة الدور الإقليمي

وفي تعليقها على الزيارة، اعتبرت السفيرة مها خضر أن الهدف من الزيارة هو إعادة عضوية السودان في منظمة الإيقاد حتى يمكن للإيقاد أن تلعب دورا وأن من مصلحة المنظمة مراجعة وضع السودان الحالي لتفادي تهميش دورها في الأزمة السودانية، وبالتالي فإن هدف الرئاسة الجيبوتية هو إعادة الدور الرئيسي للمنظمة في التعامل مع الأزمات الإقليمية.

ووصفت السفيرة مها خضر الحديث عن العلاقات الثنائية في التصريحات الرسمية للجانبين بأنه مجرد غطاء وأنه لا يوجد أي طارئ أو قضية ثنائية في علاقات السودان وجيبوتي تستدعي هذه الزيارة.

وأشارت إلى أن رئاسة جيبوتي للدورة الحالية للإيقاد هي التي تدفعها للتحرك لأن المنظمة لم يعد لها أي دور فيما يتعلق بحل النزاع في السودان، وأن القيادة الجيبوتية تستفيد من العلاقات الثنائية الجيدة لتجييرها لمصلحة تحسين العلاقة بين السودان ومنظمة الإيقاد.

مآخذ السودان على الإيقاد

وأضافت السفيرة مها خضر أن موقف السودان وتجميد عضويته في منظمة الإيقاد استندا إلى أخطاء حدثت من المنظمة بخصوص الدعوة التي وجهتها للفريق عبد الفتاح البرهان والفريق محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، لإجراء لقاء في جيبوتي برعاية المنظمة، حيث اعتذر الأخير لأسباب فنية، لكنه في نفس الوقت واصل جولة في عدد من دول شرق ووسط أفريقيا ومن بينها دول أعضاء في الإيقاد لاستقطاب الدعم لموقفه من دعوة الإيقاد.
وشددت السفيرة مها خضر على إن من المآخذ التي تدفع بها الحكومة في بورتسودان أيضا هي دعوة الإيقاد لدولة الإمارات لحضور الاجتماعات الخاصة بالسودان بالرغم من تصنيفها كقوى داعمة لقوات الدعم السريع.

Welcome

Install
×