جيبوتي ثم القاهرة، محطتان هامتان في جولة بيريللو تتبعهما محطات أخرى.
لندن، الثلاثاء 19 مارس 2024، راديو دبنقا
زيارة إلى جيبوتي ولقاء مع السكرتير التنفيذي لمنظمة الإيغاد ثم زيارة إلى القاهرة ولقاء بوزير الخارجية المصري، هكذا دشن المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيريللو سلسلة لقاءاته مع عدد من المسؤولين العرب والأفارقة في أول جولة خارجية له منذ تسلم منصبه.
ويرى بعض المراقبين للشأن السوداني أن حظوظ بيريللو في تحقيق اختراق في الأزمة السودانية لا يزال أمرا بعيد المنال في ظل الظروف الراهنة.
لكن الكاتب والمحلل السياسي محمد لطيف اعرب عن اعتقاده بأن بيريللو يمكن أن يحقق نجاحا في وقف الحرب وتحقيق السلام.
جاء حديثه في مقابلة مع راديو دبنقا، تعليقا على لقاء بيريللو مع
السكرتير التنفيذي لمنظمة الإيقاد وركينا قيبيهو الأحد في جيبوتي.
وأضاف لطيف أن الخلفية السياسية التي يتمتع بها بيريللو ستشكل عاملا مساعدا له على أداء مهمته، مشيرا إلى أنه عمل من قبل مبعوثا خاصا للولايات المتحدة في منطقة البحيرات العظمى، كما كان عضوا نشطا في الحزب الديمقراطي والكونغرس الأمريكي.
“اعتبار خاص”
وكان قبيهو قد شدد، في تغريدة على موقع اكس عقب اللقاء، على الحاجة إلى تنسيق كل الجهود للتوصل إلى حل للأزمة السودانية، مؤكدا التزام الإيغاد بالتعاون مع الجميع لإحلال السلام في السودان.
وتشكل مصر ودول الإيغاد العدد الاكبر من الدول المجاورة للسودان والمتاخمة له، وبالتالي الاكثر تأثرا بما يجري فيه، مما يجعل أدوارها مفصلية وضرورية في أي خطوة لوقف الحرب، حسب الكثير من المحللين والمتابعين للشأن السوداني.
واعتبر لطيف أن بيريللو يعي ما يفعل كونه زار مصر في أول جولة خارجية له إضافة إلى اشتمال جولته الأولى على اربع من دول الإيغاد.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية تضع اعتبارا خاصا لمنظمة الإيغاد والدور الذي يمكن أن تلعبه خلال الفترة المقبلة.
واعرب عن اعتقاده بأن الدول السبع التي تشتمل عليها زيارة بيريللو يمكن أن توصف بالحلقة الرئيسية أو الكتلة المركزية التي يمكن أن تساعد على حل الأزمة السودانية.
وكانت الخارجية الأمريكية اعلنت أن جولة بيريللو ستشمل كل من السعودية والإمارات ومصر وجيبوتي واثيوبيا وكينيا واوغندا.
“مناورات وقفز بين المنابر”
واعتبر لطيف تأكيد الإيغاد على استعدادها للتعاون مع كل الأطراف امرا مهما في هذه المرحلة، مشيرا إلى ضرورة قطع الطريق أمام “مناورات حكومة الأمر الواقع والقفز بين المنابر”، حسب وصفه.
واعرب عن اعتقاده بأن موقف الإيغاد حسم هذا الأمر، مشيرا إلى أنها لم تعد لديها مشكلة أيا كانت المبادرة الساعية لحل المشكلة السودانية.
وتابع قائلا أن من المهم للإدارة الأمريكية أن تعلم أن هناك اتفاقا في المنطقة والإقليم حيال الملف السوداني وأنه ليس هناك تشظ أو انقسام.
“موقف مصري جديد”
وبعد يوم من زيارة جيبوتي ولقاء السكرتير التنفيذي للإيغاد، توجه بيريللو شمالا إلى القاهرة حيث التقي بوزير الخارجية المصري سامح شكري.
ووفقا لمواقع اخبارية مصرية، فقد اطلع شكري المبعوث الأمريكي على جهود القاهرة لإرسال رسائل بضرورة وقف التصعيد والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار والحفاظ على تماسك الدولة السودانية.
ويرى لطيف أن مصر “اسست موقفا جديدا يجعلها على مسافة واحدة من طرفي الصراع” قبل زيارة المبعوث الأمريكي.
واعتبر أن القاهرة يمكن أن تكون واحدة من المحطات التي تحتضن لقاء مقبلا للبحث في حلول للأزمة السودانية، معربا عن تفاؤله بامكانية حدوث ذلك “إذا صدقت النوايا”.
محاصرة الأزمة”
لكن الفشل الذي واجهته المنابر المختلفة خلال ما يقرب من عام على اندلاع الحرب، يثير الشكوك لدى كثير من السودانيين بشأن النجاح الذي يمكن أن يحققه بيرللو.
وكان منبر جدة ذو الرعاية السعودية الأمريكية وجهود دول الإيغاد ومبادرة دول الجوار بقيادة مصر قد فشلت جميعها في وقف الحرب أو التوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار.
لكن لطيف يرى أن بيريللو يحاول الآن أن “يحاصر الأزمة” حسب وصفه، مضيفا أنه “يحاول لملمة الأطراف ذات التأثير مما يعزز موقفه”، في إشارة إلى الدول السبع التي تشملها جولته.
وتابع قائلا إن بيريللو إذا نجح “في توحيد موقف الإقليم والمحيط السوداني، فلن يكون هناك ما يمنعه من لقاء أي مسؤول سوداني”، معربا عن اعتقاده بأن لقاء مسؤولين سودانيين يمكن أن يكون خطوة لاحقة، على الرغم من أنها لم تضمن في برنامج جولته الحالية.
وبينما يواصل بيريللو جولته الأفريقية – العربية متسلحا بخبرته السياسية والدبلوماسية الطويلة، يظل ملايين السودانيين في انتظار بارقة أمل لوقف هذه الحرب سواء كانت تلك البارقة من المبعوث الأمريكي أو غيره من الدبلوماسيين والمسؤولين الباحثين عن حل للأزمة التي كادت أن تكمل عامها الاول.