جدل حول التدخل الدولي في السودان
راديو دبنقا – عبد المنعم شيخ إدريس- واشنطن 13 يناير 2024
يدور جدل بين قانونيين وناشطين في منطقة واشنطن حول أهمية التدخل الدولي في السودان تحت الفصل السابع أم غيره، وهل الجرائم المرتكبة في مناطق أخرى غير دارفور ترقى لأن تكون إبادة جماعية أم جرائم حرب فقط ولا تستدعي تدخلا أجنبيا وهل الصراع في دارفور يختلف عنه في المناطق الأخرى.
وبعد حادثة الجنينة الدامية في يونيو الماضي التي راح ضحيتها العشرات في مقدمتهم والي غرب دارفور خميس أبكر ارتفعت أصوات تنادي بتدخل دولي في إقليم دارفور فقط لحماية السكان من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
معتصم علي، أحد هؤلاء، وهو دارس للقانون في جامعة جورج تاون المعروفة بأن كليتها للقانون واحدة من أهم الكليات في العالم. ويحضر معتصم الآن لنيل درجة الدكتوراه في القانون أيضا من الجامعة الأمريكية بواشنطن.
قال معتصم إن وضع دارفور يختلف عن بقية اجزاء البلاد، لعدم ارتكاب جرائم إبادة جماعية في الخرطوم أو الجزيرة أو غيرها، و لاختلاف طبيعة الصراع. وعلى الرغم من إقراره بفشل العديد من تجارب التدخل الدولي في العالم لكنه قال إن هناك تجارب أخرى ناجحة:
وأضاف أن القانون الدولي يجيز للدول التدخل بشكل فردي لمنع وقوع إبادة جماعية حتى بدون وجود قرار من مجلس الأمن. وشدد على أهمية التدخل الدولي في دارفور دون غيرها لأن الجرائم ترتكب فيها على أساس عرقي:
وأعرب معتصم عن أسفه لانسحاب قوات يوناميد من دارفور على الرغم من السلبيات التي شهدتها البعثة في دارفور وأشار إلى أن تفويض يوناميد كان من المفترض أن يكون أكبر. وأضاف في هذا الصدد أن هناك عدداً من المواد تحكم تفويض أي بعثة تحت البند السابع نفسه:
لكن الخبير القانوني السابق في البنك الدولي د. سلمان محمد أحمد سلمان استبعد تحقيق ما جاء في حديث معتصم بضرورة التدخل الدولي في دارفور بسبب ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية التي قال إن إثباتها صعب جداً وأن مجلس الأمن فشل في السابق في إثبات وقوع جرائم إبادة جماعية في دارفور على الرغم من تشكيل لجنة دولية يرأسها قاض لديه خبرة واسعة في المجال. ودعا د. سلمان إلى التركيز على قضية السودان ككل:
ودعا القيادي في حزب المؤتمر السوداني عادل على صالح إلى عدم الاعتماد على المجتمع الدولي وحث القوى السياسية على البحث عن حلول وطنية، وحذر من تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية من بينها إنتشار المجاعة إن لم يسرع السودانيون في حل الأزمة، وأشار إلى أن التدخل الدولي لم ينجح من قبل في دارفور:
واستعرض عادل تعقيدات الوضع الداخلي في السودان والتعقيدات الخارجية في أجزاء أخرى من العالم. وشكك في نجاح تجربة “تقدم”لأنها لا ترتكز على تأييد داخلي على حد قوله ، وقال إن مثل تجربة تقدم تفشل منذ التجمع الوطني في التسعينيات حيث يتم تشكيل تجمع خارج البلاد يتواصل مع المجتمع الدولي لكنه لا يملك دعماً داخليا، وتساءل عادل لماذا يعلو صوت المنادين بالحرب ويخفت صوت دعاة السلام:
وكان عضو محلس السيادة ومساعد قائد الجيش الفريق ياسر العطا قد انتقد دعوات الناشطين للتدخل الدولي إن وقال في موقع عسكري لم يفصح عنه وسط جنوده يوم الخميس إن القوات المسلحة قادرة على استعادة كل المناطق التي فقدتها وإنها بدأت بام درمان وستنتقل إلى دارفور