توم بريلليو: لا يمكن التوسط في غياب احد الطرفين
جنيف: 12 أغسطس 2024: راديو دبنقا
أكد المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بريلليو، أن الوساطة التي يقوم بها، واضحة كل الوضوح في أن الأولوية في هذه العملية تتمثل في التوصل لوقف للأعمال العدائية، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية. وأكد على أن مؤتمر جنيف ليس المكان المناسب للحوار السياسي الذي يريده السودانيون أن يجري دون الأطراف العسكرية. طبعا عندما ندخل الاعتبارات السياسية في هذه المعادلة فإن هذا يطيل أمد الصراع.
أوضح الدبلوماسي الامريكي أنهم من خلال مواصلة المفاوضات سيعملون على تسهيل المساعدات الإنسانية، بالعمل على وقف إطلاق النار، وأن ذلك هو سبب دعوة أطراف الصراع بصفتهم العسكرية.
وأضاف كل ما أستطيع أن أقوله إننا جادون جدا، لاستقبال وفد له سلطة اتخاذ القرار من أجل المضي قدما بالوتيرة الضرورية لمعالجة الأزمة التي يواجهها الشعب السوداني، على ألا يكون هناك أي تأخير، وهذا ما يريده الشعب السوداني.
وجود مصر والامارات ضمانة لتنفيذ الالتزامات
وفي إجابته على سؤال يتعلق بمشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة كمراقب، ووجود منصة خارج جدة، وما إذا كانوا سيغيرون الصيغة ويعودوا إلى جدة في حال لم تحضر الوفود؟ أم أنهم راغبون في مواصلة عملية جنيف؟
نوه المبعوث الأمريكي الخاص إلى أن هناك شهور مضت على تأخير جدة، وبالتالي لا أعتقد أن هناك مصداقية في هذه القضية. طبعا ما ندركه نحن، أنه يمكننا أن نبني على الأسس التي نجحت في إطار هذه الشراكة بين الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية، مثلما نبني أيضا على نقاط قوة أخرى ونستجيب أيضا للقضايا التي تمت إثارتها بما في ذلك تنفيذ اتفاق جدة.
ومضى قائلا إن وجود مصر والإمارات في طاولة المفاوضات يوفر أداة قوية لضمان التوصل لاتفاق على الورق. وبأن هناك أطراف مراقبة يمكن أن تكون ضامنة لما سيتم التوصل إليه ويريده الشعب السوداني.
واعتبر الدبلوماسي الأمريكي أن المفاوضات غالبا ما تركز على الاعتبارات العملية لإنقاذ الأرواح، وهي مطالب تتعلق بما يريده الشعب السوداني وخصوصا الشباب، هم لا يريدون أن يتم إضاعة مستقبلهم عند طاولة المفاوضات، هم يريدون وقف أعمال العنف. مصر وغيرها من الدول يواصلون العمل في هذا الاتجاه.
وحول استمرار الوساطة بالرغم من الانتهاكات الخطيرة التي ترتكب، وكذلك عمليات النزوح الكبيرة منذ شهر أبريل من عام 2023، شدد توم بريلليو على أنهم سعوا لبدء التفاوض منذ شهر أبريل الماضي، وعملوا على إجراء المفاوضات في مايو ثم يونيو، وقد وصلنا إلى أغسطس الآن، إذن سنواصل بذل كل الجهود، حتى وإذا لم ترغب القوات السودانية بالمشاركة في المفاوضات، هذه المشاكل كان يفترض أن تكون قد حلت قبل بضعة شهور.
لا يمكن التوسط في غياب احد الطرفين
ووصف المبعوث الأمريكي الخاص ذلك بأن هذا إخفاقنا، وإخفاق من قبلنا جميعا تجاه لسودان. من الواضح من تصريحات البيت الأبيض والوزير انتوني بلينكن أنه لا يمكن أن نواصل إطالة أمد هذه المفاوضات، هذا لا يخدم مصلحة الشعب السوداني ولا القوات المسلحة السودانية. هذا التأخير يعني فقدان مزيد من الأرواح، نفضل، طبعا استمرار الوساطة بين طرفي الحرب ونرحب بالتزام القوات المسلحة السودانية بهذا الشأن. وأضاف “سنمضي قدما بأفضل ما نستطيع مع شراكات قوية في المنطقة وفي القارة أيضا.
وحول ما إذا كان وفدا القوات المسلحة وقوات الدعم السريع قد وصلا إلى جنيف، أشار المبعوث الأمريكي الخاص للسودان بأن وفد القوات المسلحة السودانية لم يأت إلى جنيف على حد علمه. ولكن،
قوات الدعم السريع عبرت عن رغبتها في المجيء، لكنهم لم يحضروا بعد، وإذا كان هناك التزام من قبل القوات المسلحة السودانية، فسنواصل النظر في هذا، مرة أخرى، لأنه لا يمكن القيام بواسطة رسمية بين طرفين في غياب احدهم.
لن نسمح بمرور شهر أغسطس دون انجاز
وأضاف توم بريلليو سنواصل الدفع باتجاه جهود قوية من أجل خطة عمل، لا سيما فيما يتعلق بإيصال العون الإنساني، هناك الكثير من الأمور التي يمكن أن نقوم بها بهذا الشأن، ونرغب صياغة خطة خاصة بإيصال العون الإنساني سيتم تقديمها للطرفين، سنعمل مع رئيسي الفريقين بهذا الشأن. لكن دعوني أكون واضحا، الأمر لم يبدأ من العدم، السفير رمطان العمامرة كان موجودا هنا، وأطراف كثيرة من بينها الإتحاد الأوروبي عملوا من أجل ذلك. تمت مناشدة طرفي النزاع بالسماح بوصول المساعدات وحماية المدنيين، وهذا أمر يمكن إبلاغ الطرفين به، وكذلك الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، ولكن لا يمكن أن نسمح بمرور شهر أغسطس، دون إنجاز شيء، سنبحث عن كافة الفرص المتاحة من أجل التوصل إلى تحقيق السلام.