توم بريللو لراديو دبنقا: العقوبات لها تأثير كبير على حميدتي وعائلة “دقلو”

المبعوث الأمريكي توم بيرللو

المبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيريللو - مصدر الصورة : حساب المبعوث على منصة إكس

المبعوث الأمريكي إلى السودان:

  • الدعم السريع ستأخذ هذه العقوبات في الاعتبار عندما تفكر في إعلان حكومتها
  • العقوبات لم تتأخر وظللنا نفرض عقوبات على الجانبين منذ اندلاع الحرب
  • العقوبات ليست منفردة وسعداء بأن نرى الأوروبيين والمملكة المتحدة يفرضون عقوبات
  • واشنطن تواصل النظر في اتخاذ إجراءات حاسمة جديدة على الجيش، أو قوات الدعم السريع

أمستردام: 8 يناير 2025: راديو دبنقا
فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية يوم أمس الثلاثاء عقوبات على محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع، بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098. الذي ينص على “فرض عقوبات على أشخاص معينين يزعزعون استقرار السودان ويقوضون هدف الانتقال الديمقراطي”.

وقالت الوزارة في القرار: “إنه منذ ما يقرب من عامين، انخرطت قوات الدعم السريع التابعة لحميدتي في صراع مسلح وحشي مع القوات المسلحة السودانية للسيطرة على السودان، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف، وتشريد 12 مليون سوداني، وإحداث مجاعة واسعة النطاق”.

بالإضافة إلى ذلك، فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عقوبات على سبع شركات وفرد واحد مرتبطين بقوات الدعم السريع. وأشار المكتب إلى استمرار قدرة قوات الدعم السريع على الحصول على المعدات العسكرية وتوليد التمويل في تأجيج الصراع في السودان. وقال إن شركة كابيتال تاب القابضة، ومقرها الإمارات العربية المتحدة، قدمت الأموال والأسلحة لقوات الدعم السريع.

وقال نائب وزير الخزانة والي أديمو: “تواصل الولايات المتحدة الدعوة إلى إنهاء هذا الصراع الذي يعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر. وتظل وزارة الخزانة ملتزمة باستخدام كل الأدوات المتاحة لمحاسبة المسؤولين عن انتهاك حقوق الإنسان للشعب السوداني”.

وفي يوم 7 يناير 2025 قرر وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن قوات الدعم السريع ارتكبت إبادة جماعية في منطقة دارفور بالسودان أثناء الحرب. وسبق للوزير بلينكن أن قرر أن أعضاء قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها تورطوا في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي.

راديو دبنقا أجرى حوارا مع المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بريللو، لإلقاء المزيد من الضوء على حزمة العقوبات التي اتخذتها الإدارة الامريكية ضد قيادة قوات الدعم السريع وعدد من الشركات التابعة وانعكاسات ذلك على مجريات الأحداث في السودان.

العقوبات الجديدة استندت لقرارات سابقة


في بداية حديثه، نفى الدبلوماسي الأمريكي أن تكون إدارة بايدن قد فرضت العقوبات في توقيت متأخر، مشيرا إلى أن بلاده تفرض عقوبات منذ بدء الحرب. وكانت هناك جولة من العقوبات هذا العام، بما في ذلك العقوبات على اثنين من أشقاء قائد الدعم السريع. وأضاف:”تفرض إدارة بايدن عقوبات على الجهات الفاعلة السيئة في السودان منذ بدء الحرب. لقد زادت باستمرار العقوبات على كل من الجهات الفاعلة في الجيش وقوات الدعم السريع، وخلال هذا العام تم تضمين اثنين من الإخوة في عائلة دقلو، بالإضافة إلى العديد من الشركات المتورطة في تجارة الأسلحة إلى السودان”.

ويتابع بيرللو قائلاً:” بنينا هذا الأسبوع على تلك الإجراءات السابقة حتى طالت رأس قوات الدعم السريع، حميدتي، بالإضافة إلى عدد من الشركات التي تعتبر مركزية في تأجيج الحرب في السودان، وكان هذا جهدا متسقا ومتصاعدا لن ينتهي بقرارات هذا الأسبوع”. وأكد بيرللو إن هذه الإجراءات ستظل سارية وستواصل حكومة الولايات المتحدة النظر في كيفية رفع التكاليف على أولئك الذين يؤججون هذا الصراع وهذه الفظائع.

واستبعد المبعوث الخاص للسودان في حديث لراديو دبنقا أن تكون الولايات المتحدة قد اتخذت عقوبات منفردة، مضيفا: “نحن سعداء بأن نرى شركائنا الأوربيين وكذلك المملكة المتحدة يفرضون عقوبات، ونعتقد أنهم سيواصلون العمل مع حكومة الولايات المتحدة لزيادة التكلفة حتى لا تكون العقوبات أحادية الجانب فقط”.

وقال:” لقد رأينا أيضا الأمم المتحدة وبقيادة من الولايات المتحدة تبدأ في فرض حظر الأسلحة في دارفور وفرض عقوبات على ذلك”.

وحول تأثير العقوبات، قال بيرللو:”إن هذه العقوبات لها تأثيرات كبيرة على قدرة كلا من حميدتي كفرد وعائلة دقلو على القيام بأعمال تجارية في أي مكان في العالم، كما تجعل من الصعب على هذه الشركات التي شاركت في تأجيج الصراع عبر تجارة الأسلحة أن تعمل في إطار النظام المالي الدولي.”

حكومة الدعم السريع ستقود لتفاقم الصراع


شدد توم بريلليو على أن حزمة العقوبات تحد من القدرة على الحصول على تأشيرات السفر، والسفر إلى بعض البلدان، وأضاف:” هذه أيضا مهمة لجهة إظهار عدم شرعية الجهات الفاعلة في أي من الجانبين التي ترتكب هذه الأنواع من الفظائع. نحن نعلم أن هذه العقوبات ستأخذ في الاعتبار عندما تفكر قوات الدعم السريع في إعلان حكومتها”.

وأعرب عن اعتقاده أن الحكومة التي تعتزم قوات الدعم السريع تشكيلها لن تؤدي إلا إلى تفاقم هذا الصراع المروع. وتابع قائلاً: “أعتقد أن هذا النوع من الإجراءات يذكر الناس بعدم شرعية هذه المجموعة”.

وأضاف بيرللو “بنفس الطريقة التي نرى فيها جرائم حرب يرتكبها الجيش ونفرض عليها عقوبات أيضا.”

واستبعد الدبلوماسي الأمريكي في حديث لراديو دبنقا أن تعيق هذه العقوبات التوصل إلى سلام أو أنها تعطي ضوءا أخضر للجيش والإسلاميين في الاستمرار في ارتكاب الجرائم والانتهاكات. وقال لراديو دبنقا: ” الولايات المتحدة ستواصل فرض عقوبات على جميع الأطراف التي ترتكب الفظائع ضد شعب السودان. سبق لنا أن فرضنا عقوبات على أفراد الجيش. لقد اعترفنا أيضا متى اتخذ الجيش خطوات إيجابية لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية”.

وأضاف” عندما نرى أعمالا سيئة، سنعلن ذلك على الملأ وسنفرض على مرتكبيها العقوبات. وحيثما نرى خطوات إيجابية اتخذت، سنعترف بذلك أيضا”.

وأكد بيرللو أن الوساطة ينبغي أن تستمر، وتابع “نعتقد أنه يمكن تحقيق وقف لإطلاق النار على نطاق السودان بسرعة كبيرة”.

إجراءات هذا الأسبوع لن تكون الأخيرة


وأكد المبعوث الأمريكي الخاص للسودان في حديث لراديو دبنقا على ما قالته سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، عن عقوبات أخرى قادمة، مشددا على مواصلة النظر في اتخاذ إجراءات حاسمة على الجيش، أو قوات الدعم السريع، أو المليشيات، أو الشركات المتحالفة معها التي تغذي هذه الحرب. وأضاف أن إجراءات هذا الأسبوع لن تكون النهاية في الوقت المتبقي لهذه الإدارة.

وأوضح أن الكونغرس الأمريكي، بطرفيه الجمهوريين والديمقراطيين، يريدون الاستمرار بقوة في متابعة العقوبات على الجهات الفاعلة السيئة التي تغذي الحرب في السودان. وأضاف” نحن نعلم أيضا، أن الجيش ساعد في إنشاء قوات الدعم السريع، وأن الجيش تعاون مع قوات الدعم السريع لمنع الانتقال المدني الذي يتطلع إليه الشعب السوداني”. وقال إن الإدارة الأمريكية ستواصل الضغط على كلا الجانبين للضغط من أجل استعادة السلام والانتقال المدني. وتابع:”هناك وقت متبقي في هذه الإدارة وهناك بالتأكيد دعم من الحزبين في الكونغرس لمواصلة توخي اليقظة بشأن رفع تكلفة الأعمال السيئة في السودان”.

موقف امريكي موحد


وحول ما إذا تم التشاور مع الإدارة الجديدة بشأن هذه العقوبات، أوضح الدبلوماسي الأمريكي في حديث لراديو دبنقا أن هناك إجراءات تشاور في الولايات المتحدة مع الكونغرس وهناك محادثات انتقالية تجري الآن وأضاف “سأترك الإعلان عنها لتقدير الفريق الجديد القادم. لكن يمكنني أن أخبرك أنني ذاهب إلى “الكابيتول هيل” مرة أخرى اليوم أننا ما زلنا على اتصال وثيق للغاية مع قيادات الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، هناك إجماع قوي جدا على السودان وعلى الالتزام تجاه الشعب السوداني.”
وأكد على أن الولايات المتحدة لا تنحاز إلى جانب أي من الفصائل المتحاربة. وأضاف:” لقد كنا على جانب واحد طوال هذه الحرب، هو جانب الشعب السوداني، ما زلنا نقف إلى جانب الشعب السوداني ومع رغبته في وقف فوري لإطلاق النار واستعادة الانتقال المدني”.

وتابع: “لقد كان الشعب السوداني واضحا جدا معي خلال العام الماضي أنه يريد أن تكون هناك عدالة ومساءلة عن هذه الأفعال السيئة، سواء كانت جرائم مروعة مثل التطهير العرقي، والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها قوات الدعم السريع أو عندما يكون ذلك حرمانا منهجيا من الغذاء أو استهداف المناطق المدنية من قبل الجيش. وسنواصل مع شركائنا في جميع أنحاء العالم الوقوف مع الشعب السوداني وتطلعاته”.

ننتظر نتائج المبادرة التركية


ونوه توم بريللو إلى رد فعل إيجابي للولايات المتحدة الامريكية على مبادرة الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، للتوسط بين السودان والإمارات. وكشف عن إجرائه محادثة قصيرة مع نظرائه الأتراك، وأضاف: “نحن نشجع حقا المزيد من القيادة الإقليمية لمحاولة إنهاء هذه الحرب. نحن نعلم أن تركيا لها تاريخ طويل وحديث مع الشعب السوداني، لذا فإن هذه المحادثات مستمرة والأكثر أهمية هو النتائج وليس الموقع الذي تجري فيه، والنتيجة يجب أن تكون السلام ويجب أن يأتي السلام مصحوبا باستعادة الانتقال السيادي للمدنيين، وأعتقد أننا سنرى ما سيحدث كنتيجة لذلك في الفترة القادمة.”

التزام امريكي عميق تجاه السودان


وفي ختام اللقاء وجه توم بريلليو رسالتين للشعب السوداني بمناسبة العام الجديد ونهاية مهمته في 20 يناير القادم. وقال:” باسم الولايات المتحدة، فقط آمل أن يتذكر الشعب السوداني مدى تضامننا مع شعب السودان. لقد كان لدينا التزام عميق تجاه شعب السودان لأجيال عديدة، وعبر كل من الإدارات الجمهورية والديمقراطية. ولدينا تاريخ طويل جدا في الوقوف ضد قوات الدعم السريع وحتى قبل أن تسمى قوات الدعم السريع، وكنا ندين وبدون لبس فظائعها وندفع أيضا الجانب العسكري لاستعادة الانتقال إلى التطلعات الديمقراطية المدنية للشعب السوداني. وأعتقد أن ذلك سيستمر من الإدارة ومن الكونغرس”.

رسالة إلى الشعب السوداني



كما وجه رسالته للشعب السوداني قائلا: “كم أنا ملهم بشجاعة وإبداع الشعب السوداني في مواجهة المجاعة في مواجهة العنف والفظائع البشعة. وظهر ذلك عبر ابتداع غرف الاستجابة للطوارئ والمقاومة وكذلك عبر الدور الشجاع للنساء في هذه المؤسسات”. وأضاف:”أعتقد أن هناك شيئا واحدا يجب أن يفهمه الناس عن الإجراءات التي تم اتخاذها هذا الأسبوع وهو أن مجموعة من النساء السودانيات جئن إلى جنيف وطالبن بأن يكون لهن صوت في المفاوضات. وطالبن حميدتي بالالتزام بمدونة قواعد سلوك وقد قام بتوقيعها، يعكس ذلك تجارب النساء في السودان، وكان انتهاك قوات الدعم السريع لمدونة قواعد السلوك هذه، التي ساعدت النساء السودانيات في كتابتها، هو أحد العوامل التي أدت إلى عواقب هذا الأسبوع وبسبب الانتهاكات الجسيمة من قبل قوات الدعم السريع. لذا فإن تلك الشجاعة والإبداع هي التي ألهمتني، وأنا أعلم أنني سأستمر في إيجاد طرق للوقوف إلى جانب الشعب السوداني بينما أذهب إلى أن أصبح مواطنا عاديا مرة أخرى. أنا فقط أشكر الناس على الحكمة والشجاعة والإلهام وأشكرك على اتاحة الفرصة”

Welcome

Install
×