الفريق أول عبد الفتاح البرهان والفريق أول محمد حمدان حميدتي - المصدر وكالة السودان للأنباء

أمستردام: 14 نوفمبر 2024: راديو دبنقا

كشف تقرير حديث أعده باحثون وباحثات من “كلية لندن للصحة والطب الاستوائي LSHTM عن وفاة أكثر من 61 ألف شخص في ولاية الخرطوم في الفترة من أبريل 2023 إلى يونيو 2024، بزيادة تصل إلى 50% بالمقارنة مع معدل الوفيات في فترة ما قبل الحرب.

وقدر التقرير عدد الوفيات الناتجة عن العنف في ولاية الخرطوم بحوالي 26 ألف حالة وفاة، وهو رقم يفوق بكثير تقديرات حلات الوفاة بسبب العنف في نفس الفترة من العام الماضي، والتي بلغت 20178 شخص، وفق تقديرات منظمة “مواقع وأحداث النزاعات المسلحة ACLED.

https://www.lshtm.ac.uk/research/centres-projects-groups/sudan-research-group#current-research
ويضيف التقرير الذي نشر على موقع الكلية بتاريخ 12 نوفمبر إلى أن إقليمي كردفان ودارفور سجلا أعلى معدلات الوفاة نتيجة للعنف بالمقارنة مع عدد حالات الوفيات الكلية في الإقليمين حيث وصلت النسبة إلى 80% في إقليم كردفان و69% في إقليم دارفور، الأمر الذي اعتبره التقرير استمرارا للعنف الممنهج في هذه المناطق التي عانت من نزاعات تاريخية.

ويعتبر هذا التقرير حصيلة لأول دراسة في وصف وتحديد أنماط الوفيات خلال فترة الحرب الحالية في السودان ويقدم تحليلا تقديريا لحالات الوفاة التي حدثت في السودان خلال الأشهر الأربع الأولى بعد بداية الحرب ويبحث عن مسبباتها، بما في ذلك الأسباب الطبيعية، النزاع، الأمراض، والمجاعة.

وذكرت الدكتورة ميسون دهب، الباحثة الرئيسية من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، أن نتائج الدراسة تكشف عن التأثير الكبير والمخفي للحرب على الشعب السوداني بسبب الأمراض التي يمكن الوقاية منها والمجاعة.

واضافت أن المعدلات العالية للقتل في دارفور وكردفان تشير إلى وجود حروب متعددة ضمن الحرب ذاتها.

وطالبت بجهود دبلوماسية وإنسانية قوية لإنهاء الحرب ومعالجة عواقبها، وأن يشمل ذلك آليات لمحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب التي تغذي الصراع في جميع انحاء البلاد.

وتشير الدراسة إلى أن أكثر من 90% من حالات الوفاة في ولاية الخرطوم لم يُبلغ عنها، سواء كانت نتيجة للعنف المرتبط بالحرب أو لأي أسباب أخرى، ويعني ذلك أن أعداد الوفيات في باقي مناطق السودان أعلى بكثير من الأرقام المتداولة.

ومضت الدراسة إلى القول بأن الأمراض التي يمكن الوقاية منها والمجاعة مثلت الأسباب الرئيسية لحالات الوفاة في معظم أنحاء السودان خلال هذه الفترة.
وأشار التقرير إلى أن الوفيات بين سكان المناطق الريفية ذات الدخل المنخفض قد تكون أقل توثيقا بسبب انقطاع الاتصالات والكهرباء.

ونوه التقرير إلى غياب التوثيق الكافي للتأثيرات الكبيرة للنزاع على حياة السودانيين، وأن معظم الوفيات كان يمكن تجنبها مع اختلاف كبير بين منطقة وأخرى ما يفرض ضرورة توسيع الاستجابة الإنسانية للحد من تأثيرات الحرب.

واعتمدت الدراسة في مصادرها على استبيان عام نشر على منصات التواصل الاجتماعي (60% من الوفيات التي تم تسجيلها من ولاية الخرطوم)، بالإضافة إلى استبيان خاص تم تداوله بين المجتمعات السودانية (70% من الوفيات التي تم تسجيلها من ولاية الخرطوم)، وكذلك المعلومات والتقارير المتداولة على صفحات التواصل الاجتماعي بما في ذلك نشرات نعي صادرة عن غرف الطوارئ والعاملين في مناطق النزاع.

وتركز جمع هذه المعلومات على ولاية الخرطوم، التي وصل عدد حالات الوفاة المعلن عنها فيها إلى 6715 شخصا.

Welcome

Install
×