تقرير سري: تكاليف تشغيل المنظمات غير الحكومية في السودان مرتفعة للغاية
أمستردام: 5 ديسمبر 2024: راديو دبنقا
كشفت وكالة رويترز عن اطلاعها على تقرير داخلي لبرنامج الغذاء العالمي يفيد بأن “تكاليف تشغيل المنظمات غير الحكومية بالسودان الشريكة للبرنامج مرتفعة للغاية بغض النظر عن الكميات الموزعة”.
ويقول التقرير إن التكاليف المرتفعة و “التخطيط غير الواقعي” أدت إلى مدفوعات للمنظمات غير الحكومية “حققت أقل من 5 في المائة” من أهداف التوزيع الخاصة بها.
ويفيد التقرير بوجود مشكلات خطيرة في استجابة برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة لأزمة السودان مما يعيق قدرة المنظمة على التخفيف من حدة الجوع، ويضر بسمعتها لدى المانحين.
وقالت وكالة رويترز إن التقرير يأتي نتيجة تقييم أجراه فريق التنسيق الإقليمي للطوارئ التابع لبرنامج الأغذية العالمي في يوليو وأغسطس الماضيين والذي تم تكليفه بالمساعدة في توسيع عمليات هيئة الأمم المتحدة في السودان والدول المجاورة. وأشارت إلى تفصيل نتائج الفريق في “تقرير تشخيصي ” مكون من خمس صفحات، وضع عليه علامة سري ومؤرخ في 30 أغسطس. ويصف التقرير السودان بأنه أكبر حالة طوارئ لبرنامج الأغذية العالمي.
ويحدد التقرير مجموعة من المشاكل في استجابة برنامج الأغذية العالمي للسودان، بما في ذلك عدم القدرة على توسيع نطاق عملياته، وفقدان فرص التمويل، وما يصفه ب “تحديات مكافحة الاحتيال”.
ووفقا لرويترز فقد انتقد التقرير الداخلي لبرنامج الأغذية العالمي الأهداف المفرطة في التفاؤل لتوزيع المساعدات. ويقول التقرير إن الهدف الأولي لمكتب السودان المتمثل في الوصول إلى 8.4 مليون من الأشخاص المحتاجين “اعتبر التقرير ذلك غير واقعي وشكل خطرا على سمعة المنظمة”. ويخلص التقرير إلى أن “التوقعات الحالية تشير إلى أن برنامج الأغذية العالمي قد يكون قادرا فقط على تحقيق حوالي 50 في المائة من خطة التنفيذ الحالية بحلول أكتوبر 2024”.
ويضيف” تضررت سمعة برنامج الأغذية العالمي في الاستجابة السريعة للطوارئ.. يطالب أصحاب المصلحة الرئيسيون، بما في ذلك المانحين الرئيسيين، الآن بإحراز تقدم ملموس قبل الالتزام بتمويل إضافي.”
ومن بين القضايا التي حددها فريق تنسيق الطوارئ في تقريره التأخير في الإبلاغ ومعالجة ما أسماه حوادث “مكافحة الاحتيال ومكافحة الفساد”. في أغسطس، كان هناك ما يقرب من 200 حالة إما متأخرة أو لا تزال معلقة، “مما يشكل مخاطر على السمعة والتشغيل”، وفقا للتقرير دون توضيح طبيعة القضايا.
وقالت وكالة رويترز إن المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي لم يرد على أسئلة مفصلة حول نتائج التقرير.
ويعتبر برنامج الأغذية العالمي أكبر منظمة إنسانية في العالم. فازت بجائزة نوبل للسلام لعام 2020 لدورها في مكافحة الجوع وتعزيز السلام.
وفي نوفمبر الماضي، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن تعزيز عملياته في جميع أنحاء السودان، وذلك كجزء من جهود التوسّع للوصول إلى ملايين الأشخاص في المناطق الأكثر احتياجًا وعزلة بسبب النزاع.
وقال إن أكثر من 700 شاحنة تحمل مساعدات غذائية من برنامج الأغذية العالمي في طريقها إلى مناطق مختلفة في أنحاء السودان، بما في ذلك 14 موقعًا يصنفها البرنامج بأنها “نقاط ساخنة” نظرًا لشدة انعدام الأمن الغذائي وخطر المجاعة فيها.
تحمل الشاحنات ما مجموعه 17,500 طن من المساعدات الغذائية، تكفي لإطعام 1.5 مليون شخص لمدة شهر. ومنذ سبتمبر، يقدم البرنامج مساعدات غذائية لنحو مليوني شخص شهريًا في السودان، وهو عدد من المتوقع أن يرتفع مع هذه الجهود الأخيرة.
يضم السودان الآن نصف عدد السكان حول العالم الذين يواجهون “مستويات كارثية” من الجوع أي المستوى الخامس وهو أعلى مستوى بحسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC5). وبحسب تقديرات، يعاني4.7 مليون طفل، دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات، يون من سوء تغذية حاد، مما يبرز الحاجة إلى استمرار تقديم المساعدات ودعم دولي متواصل.
وقال برنامج الأغذية العالمي إنه حتى الآن قدم المساعدات لـ7 ملايين شخص في السودان ويهدف إلى دعم أكثر من 8 ملايين من الأكثر جوعًا بحلول نهاية عام 2024.