تقرير بالأقمار الاصطناعية يكشف حرق عشرات القرى في السودان ويخلص إلى احتمال حدوث عمليات تهجير قسري
واشنطن: الإثنين ١٧ يونيو ٢٠٢٤
عبد المنعم شيخ إدريس
كشف تقرير لشبكة
NBC News اليوم الإثنين أن صورا عبر الأقمار الاصطناعية لتقنية طورتها وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” بجانب معلومات من مصادر مفتوحة أن أكثر من خمسين قرية احترقت اكثر من مرة في السودان ما قد يوحي بأن هناك عمليات تهجير قسري تتم
واوضح التقرير أن فريقا استخدم تقنية تتبع الحرائق بواسطة الأقمار الصناعية في مركز (CIR)، وهو منظمة غير ربحية مكرسة لكشف انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب وثق ٢٣٥ حريقا اندلع في قرى وبلدات في جميع أنحاء البلاد منذ اندلاع النزاع في أبريل ٢٠٢٣
كثير من العنف في دارفور
وأضاف التقرير أنه بالاعتماد جزئيًا على الأقمار الاصطناعية الحساسة للحرارة التي طورتها ناسا لمراقبة حرائق الغابات حول العالم، تمكن الفريق من تحديد نطاق الدمار في جميع أنحاء البلاد، ووجد أن الكثير من العنف يحدث في دارفور، و أن أحداث الحرائق تتحرك أقرب إلى مدينة الفاشر، آخر مدينة كبيرة لم تسقط في دارفور حيث يوجد حضور عسكري، وأصبحت النقطة المحورية في القتال الأخير بين المتحاربين في الحرب.
وذكر التقرير أن الحرائق حول الفاشر تزامنت مع هجوم الدعم السريع وحلفائها لتطويق المدينة.
واستخدم التقرير مقطع فيديو نُشر على قناة تيليجرام مؤيدة لقوات الدعم السريع، وتم تحديد موقعه الجغرافي بواسطة التكنلوجية الفضائية وظهر منازل محترقة في منطقة في جنوب شرق الفاشر. وأشار إلى أن المقطع تم تسجيله بين 28 و29 أبريل، ويظهر رجال مسلحين يرتدون زي قوات الدعم السريع يحتفلون أمام الدمار.
الوضع الإنساني في الفاشر
وقالت الدكتورة جيليان بوركهاردت، طبيبة أمراض النساء والتوليد الأمريكية التي أنهت فترة عمل مدتها شهرين في مستشفى في الفاشر في نهاية أبريل تعمل مع منظمة أطباء بلا حدود (MSF).
إنه لا يوجد طعام ولا علاج داخل المدينة
، وقال طبيب آخر إن نقل الإمدادات الإنسانية إلى المدينة صعب للغاية لعدم وجود مطارات تعمل، وان الشاحنات نصف المقطورة المحملة بالوجبات الجاهزة تستغرق من تشاد المجاورة شهرًا للوصول إلى المدينة.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود الأسبوع الماضي إن جميع الأنشطة في مستشفى المدينة الجنوبي تم تعليقها بعد نهب جنود قوات الدعم السريع للمنشأة وسرقة سيارة إسعاف.
كما اتهمت تقارير هذا العام من فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة حول السودان ومنظمة هيومن رايتس ووتش جنود قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة باستهداف قبيلة المساليت خلال القتال العام الماضي في غرب دارفور. حيث تضمنت التقارير أدلة على إعدامات منهجية وعنف جنسي واسع النطاق.
الجيش أيضا متهم
وفي حين أن معظم المحللين والمراقبين يقولون إن قوات الدعم السريع تتحمل أكبر قدر من المسؤولية عن استهداف وقتل الأقليات العرقية في دارفور، إلا أن الجيش لم يسلم من النقد.
وفي بيان عقب اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن السودان الشهر الماضي، اتهمت السفيرة الأمريكية ليندا توماس-قرين
القوات المسلحة السودانية بعرقلة المساعدات المنقذة للحياة بشكل منهجي، وتجويع ملايين المدنيين الأبرياء العالقين في وسط هذه الحرب.